أدلى اثنان من الصحافيين الفرنسيين بأقوالهما أمام محكمة بروكسل أمس (الخميس)، في ملف محاكمة المتهم الرئيسي في الهجوم على المتحف اليهودي، ويدعى مهدي نموش، واتفق كل من ديديه فرنسوا ونيكولاس هينان أمام المحكمة في القول بأنه ليس لدى أي منهما شك في أن نموش كان الحارس والجلاد، وذلك في أثناء فترة احتجازهما ضمن أربعة من الصحافيين لدى «داعش» في سوريا منتصف العام 2013. وأضافا «لقد قاموا بإخراجنا من الزنزانة للتحقيق معنا ثم بعدها نقلونا إلى زنزانة أخرى قرب غرفة التعذيب وهناك رأينا نموش لأول مرة». وقال فرنسوا بأنه اختطف مع زميله المصور في 6 يونيو (حزيران) 2013 بالقرب من حلب، وبعد أسبوعين اختطف نيكولاس وشخص آخر في الرقة عاصمة «داعش» في سوريا وكان نموش في تلك الفترة في سوريا، وكان أحد الحراس وكان يطلق على نفسه اسم «أبو عمر»، وعندما سأل القاضي الشاهد فرنسوا هل تعرف أيا من المتهمين أجاب للأسف نعم ومن جهته قال نيكولاس بأنه يتذكر جيدا أن نموش قام بضربه أكثر من مرة. واحتجز الصحافيان رهينة لدى مجموعة تابعة لتنظيم داعش وكان نموش أحد عناصرها في النصف الثاني من العام 2013 في مستشفى بحلب في شمال سوريا، حوّله «الدواعش» إلى سجن. وقام تنظيم داعش بخطف واحتجاز أربعة صحافيين فرنسيين بين يونيو 2013 وأبريل (نيسان) 2014. أما الصحافيان الآخران إدوار إلياس وبيار توريس وهما مذكوران ضمن الشهود في محاكمة نموش بتهمة قتل أربعة أشخاص، فلم يحضرا إلى المحكمة.كذلك تعرف نيكولا هينان إلى البلجيكي المغربي نجم العشراوي خبير المتفجرات في اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس (130 قتيلا) على أنه أحد سجانيه أيضا وكنيته «أبو إدريس» وقد فجر نفسه في عملية انتحارية في مطار بروكسل في 22 مارس (آذار). وتبنى تنظيم داعش اعتداءات باريس وعملية مطار بروكسل. وقال ديدييه فرنسوا إنه تعرض لـ«نحو أربعين ضربة هراوة» من مهدي نموش ولو أن أعمال العنف و«التعذيب» كانت تستهدف بصورة خاصة السجناء السوريين والعراقيين. وقال الصحافي في إذاعة «أوروبا 1» متحدثا عن سجانيه إن «هدف اللعبة كان إبقاءنا على الدوام تحت السيطرة»، مضيفا أن «وسيلة السيطرة كانت باتباع سلوك متقلب، فالشخص نفسه الذي سيدخل في لحظة ما لإعطائك كوبا من الشاي هو ذاته الذي سيدخل عليك في اليوم التالي لضربك».ومهدي نموش (33 عاما) متهم بقتل زوجين من السياح الإسرائيليين ومتطوعة فرنسية وموظف بلجيكي شاب في المتحف اليهودي ببروكسل في 24 مايو (أيار) أيار 2014. غير أنه ينكر الوقائع. وكان احتجاز الصحافيين في حلب موضع محاكمة في فرنسا أفضت إلى إدانة نموش في نهاية 2017.
مشاركة :