مواطنون: الإماراتيون يمتلكون قواسم مشتركة مع شجرة الغاف

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مواطنون أن اختيار شجرة الغاف كشعار لعام التسامح، اختيار موفق ينم عن قراءة متبصرة للتراث والإنسان والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تمتاز هذه الشجرة بأنها ملاذ يُستظل به من هجير الصحراء ومكان للتشاور ومصدر للغذاء وعنوان للصبر والعطاء وتحمل الظروف القاسية، فجاء الشعار ليؤكد أن التسامح جزء أصيل في الشخصية الإماراتية، التي تحتضن نحو 200 جنسية، ويشعر الجميع فيها بالتقدير والاحترام دون تمييز تماماً كشجرة الغاف التي خلقت من بيئتها مكاناً آمناً خيراً. وأضافوا أن الشعب الإماراتي يملك قواسم مشتركة مع هذه الشجرة التي تعطي دون تمييز للناس جميعاً صابرة مصابرة تتبع جذورها الخير الذي توزعه على الجميع، لافتين إلى أن الشعار يشير إلى رسوخ التسامح في نفوس أبناء الإمارات، حيث يتكاثر الخير سريعاً في أنفسهم كسرعة نموها وتكاثرها، وكما تتكيف هذه الشجرة المباركة مع الأجواء البيئية المحيطة بها، فكذلك المواطن الإماراتي الذي جبل على العطاء والتسامح مدفوعاً بأن التنوع مصدر قوة لا ضعف. قيمة متوارثة قال خالد الكندي، إن التسامح في الإمارات قيمة إنسانية متوارثة فطر عليها أبناء الإمارات يروونها بالفضائل التي كان أنموذجها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كان سليل عائلة مجد متسامحة تكرم البعيد والقريب معاً. وأضاف أن أهل الإمارات لا يميزون بينهم والآخرين ويشعرون بأن التنوع وتقبل الآخر واحترامه ميزة قوة لهم وطبيعة جبلوا عليها بوعي، وهم من اختبرها واقعاً مَعِيشاً حتى غدت الإمارات مضرب مثل فيه، في حين كان مصدر قلق للذين لم يحسنوا إدارته. وأوضح الكندي بأن اختيار شجرة الغاف كشعار لعام التسامح، كان اختياراً موفقاً فهذه الشجرة واحدة من أكثر الأشجار البرية التي تتحمل درجات الحرارة والجفاف الشديد، كما تتحمل الملوحة العالية وتقلبات الجو والرياح، وتتعمّق جذورها في التربة لمسافات بعيدة، وهذا ما ترجو القيادة الوطنية ونرجو أن يكون هو دور الإمارات في العالم، فتوزع عطاءها الراسخ المتحمل والمتقبل للآخر، وأكد أن التسامح الذي نتبناه ونتربى عليه يبني ويصون النفس الإنسانية ويعزز التعاون الإنساني. أساس متين يقول نبيل أحمد عبدالله الكثيري، إن شجرة الغاف لها رمزية خاصة في التراث الإماراتي، ولعبت دوراً مؤثراً في حياة الناس في الإمارات، ليشير إلى أن التسامح في دولة الإمارات ليس وليد العصر، وإنما هو أساس متين قامت عليه دولة الإمارات، ونهج ثابت حرصت القيادة الحكيمة للدولة على ترسيخه وتكريسه من خلال العديد من المبادرات التي تعكس حرصها على نشر المحبة والسلام والتعايش والاحترام المتبادل بين جميع القاطنين على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين، إضافة إلى ما تبذله الدولة من جهود دؤوبة لتعزيز السلم والمحبة ونشر السلام عالمياً، ليعيش الإنسان مع أخيه الإنسان في وئام بعيداً عن الكراهية والغلو والتطرف والتشدد وكل ما من شأنه تعكير صفو الإنسانية أو زرع الفرقة أو البغضاء بين الأفراد والجماعات. من جهته قال المهندس عادل الكاف الهاشمي، إن «الإمارات وطن نهجه قيم التسامح والأخلاق، وتصان فيه الحقوق والحريات، ولا تمييز فيه بين أفراد أو جماعات، وأهله متسامحون يعيشون بسلام مع الجميع، وما اختيار شجرة الغاف كشعار لعام التسامح إلا تتويجاً وتعميقاً وإشارة إلى رسوخ خيار التسامح، حيث أجمع المختصون أن شجرة الغاف لها العديد من الفوائد كتشجير الصحارى لتثبيت الكثبان الرملية المتحركة، وإقامة مصدات للرياح، فضلاً عن ظلالها الوارفة الباردة، والغاف شجرتنا الوطنية، مصدر الحياة وعنوان الاستقرار في وسط الصحراء، وكانت ظلالها الوارفة مركزاً لتجمع أجدادنا للتشاور في أمور حياتهم.. وفي عام التسامح نتخذها شعاراً لنستظل جميعاً بظل التسامح والتعايش». كما أكد عدد من أهالي رأس الخيمة أن اختيار شجرة الغاف من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رمزاً للتسامح يعكس مكانة هذه الشجرة في موروثنا الشعبي، كما يترجم الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة للشجرة التي ظلت آلاف السنين رمزاً للتعايش والحب والتسامح على أرض الإمارات. وقال علي سعيد الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي في رأس الخيمة: «إن اختيار هذه الشجرة، التي ارتبط بها الأهالي في القديم والحديث، رمزاً لعام التسامح، يعكس الارتباط بموروثنا وثقافتنا وتراثنا، وتغنى بها الشعراء»، مشيراً إلى أنه منذ سنوات طويلة وجدت هذه الشجرة أهمية كبيرة من قيادتنا، فقد اهتم بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان يحث الجهات المسؤولة والأهالي على زراعتها في الطرق وفي البيوت، مشيراً إلى أن هذه الشجرة تتميز عن غيرها من الأشجار بكونها واحدة من أكثر الأشجار البرية التي تتحمل الجفاف الشديد والملوحة العالية، ولديها قدرة على مقاومة تقلبات الطقس، خاصة الرياح الشديدة، وفي الماضي كنا نستظل تحت ظلها، وكانت بعض الحيوانات تتغذى على أوراقها الخضراء، خاصة الجمال، وغيرها. وتابع: «هذه الشجرة تنمو بكثرة في المناطق السهلية والساحلية، إلى جانب الأشجار الأخرى، مثل السدر والسمر»، مشيراً إلى أن الشجرة كانت أيضاً ملتقى الأهالي الذين كانوا يستظلون ويتناولون تحت ظلها المشروبات والمأكولات. وقال سعيد مصبح القايدي، مسؤول منطقة شوكة في رأس الخيمة: «إن الغاف من الأشجار التي ارتبطت بها ذاكرة أبناء الوطن، لكونها من الأشجار المعمرة التي كان وجودها دليلاً على سهولة الحياة في المناطق التي تكثر بها»، مشيراً إلى أن شجرة الغاف لديها جذور قوية، تمتد لمسافات طويلة في الأرض، بحثاً عن الماء، وتعد من الأشجار الطويلة ذات الأغصان الكثيفة، مقارنة مع غيرها من الأشجار، ولهذا فقد كانت في السابق ملتقى للأهالي الذين يجلسون تحتها مستظلين بظلها الوارف، مشيراً إلى أن الشجرة لها قيمة في تراثنا الوطني، وتستحق أن تكون رمزاً لعام التسامح على أرض التسامح. وأضاف: «كانت أشجار الغاف تنمو بكثرة، خاصة في المناطق الصحراوية والسهول، والتي سكنها الأهالي معتمدين على هذه الشجرة كغذاء للحيوانات، إلى جانب استخدام حطبها في المواقد والتنور، وتجهيز القهوة والأكل». وقال المواطن عادل على السويدي: «إن اختيار الغاف رمزاً لعام التسامح يأتي تخليداً لهذه الشجرة التي ارتبطت بها الأجيال سواء في المناطق البدوية أو المناطق الحضرية»، مشيراً إلى أن هناك استخدامات كثيرة لهذه الشجرة كانت في السابق وفق الموروث الشعبي، مثل شفاء بعض أمراض البطن، وغيرها، وأن جميع الأهالي كانوا في السابق حريصين على زراعتها داخل وأمام البيوت للاستظلال بظلها، خاصة في فصل الصيف، مشيراً إلى الأهالي قديماً كانوا يقيمون حولها الأفراح والملتقيات والمناسبات الوطنية، وكانت اللقاء تحت هذه الأشجار عادة يومية للأهالي، كما كانت مكاناً للتعلم في المدارس والمجالس، حيث كان الطلاب يستظلون بظلها. وأشار إلى بلديات الدولة، وبعد قيام دولة الاتحاد، وبتعليمات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بادرت لسن القوانين التي تمنع قطع هذه الشجرة، للحفاظ عليها، وبدأت تظهر بصورة كبيرة الحملات التي تدعو للمحافظة على هذه الشجرة، والتوسع في زراعتها، لكونها من الأشجار المكونة لنسيج بيئتنا المحلية.

مشاركة :