حظيت شجرة الغاف باهتمام كبير من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حتى وصل عددها في أبوظبي نحو 6 ملايين شجرة، وباتت تمثل 90% من أشجار الغابات في الإمارة، فالعلاقة بين الغاف وحياة البداوة وثيقة، فقد لعبت دوراً مكملاً لنمط الحياة، وكانت مخيمات الإبل تقام في بساتين «الغاف»، كما كانوا يستغلون أخشابها لبناء البيوت المسقوفة وحظائر الماشية وغيرها، أما في الشتاء فكانت حطباً يمنحهم الدفء، ومن هنا فإن شجرة «الغاف» رفيقة درب منذ القدم. وأولى «الشيخ زايد» مسيرة التنمية الزراعية كل اهتمام ورعاية لدرجة أنه أمر بعدم قطع أي شجرة غاف، وغيرها لأي سبب من الأسباب ومساءلة من يخالف ذلك، حرصاً منه وتقديراً لحماية البيئة، ولعلّ من أبرز القصص في حماية أشجار الغاف أنه عندما لاحظ إحدى أقدم أشجار الغاف في مدينة العين راسخة في مسار الطريق الذي كان من المقرر إنشاؤه وتطويره، وذلك أثناء جولته في المدينة للاطلاع على المشاريع التنموية هناك، وعندما علم أنه من المقرر قطع تلك الشجرة، أمر أن تبقى الشجرة مكانها، وأن يلتف الطريق حولها بدلاً من قطعها، حدث ذلك في أكثر من «غافة» في مدينة العين وغيرها من المدن والمناطق، طرق حديثة وعلى مقربة منها «غافة» يلتف حولها جدار إسمنتي لحمايتها والحفاظ عليها. كما دأب المغفور له الشيخ زايد على اللقاء مع أهالي مدينة العين لحل المشاكل تحت شجرة الغاف التي تقع أمام قصر المويجعي الذي كان يجلس تحتها يومياً مع الأهالي يناقشهم في كافة الأمور، فقد كان إدراك الشيخ زايد، طيب الله ثراه، للعلاقة الوثيقة بين البيئة ورفاهية الإنسان كبيراً وسابقاً لعصره. وفي إطار المبادرات التي نفذتها هيئة البيئة في أبوظبي لحماية أشجار الغاف والتوعية بأهميتها نفذت العام الماضي حملة «معاً لتحسين جودة الهواء»، ومن خلال الحملة تم زراعة 50 شتلة من أشجار الغاف التي تعتبر بمثابة النسخة الطبيعية لتكييف الهواء، وذلك قبل اكتشاف النفط، فضلاً عن فوائدها البيئية في تحسين نوعية الهواء، فشجرة الغاف تساهم بامتصاص الكربون، وكل شتلة غاف يتم زراعتها تساهم في عزل ما يقارب من 17 كجم من ثاني أكسيد الكربون في عام واحد. خطة لصون الغاف الطبيعي وعملت الهيئة على وضع خطة لصون الغاف الطبيعي في إمارة أبوظبي، والتي اشتملت على العديد من المهام ومن أهمها: إكثار الغاف ضمن مشتل النباتات المحلية في منطقة بينونة، والاحتفاظ بمجموعات بذرية من الغاف من مناطق مختلفة تمثل طرزاً بيئية مختلفة للغاف، وتشجيع زراعة الغاف ضمن المشاريع المختلفة، ومسح مناطق وجود الغاف الطبيعي في إمارة أبوظبي. كما تم اعتبار بيئات الكثبان الرملية المحتوية على الغاف إحدى «البيئات الحرجة» التي يخضع فيها التطوير لإجراءات صارمة. كما حرصت الهيئة على ضمان شمول التشريعات والقوانين والقرارات بحماية الأنواع الفطرية وحماية الغاف، ومنع القطع والاعتداء على أشجار الغاف ومراقبة مناطق وجوده وضبط المخالفين وتقديمهم للقضاء. بالإضافة إلى توعية الجمهور بأهمية الغاف ضمن وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
مشاركة :