الكرة البرازيلية تمرض ولا تموت، هذا ما أكدته مواجهة برشلونة وريال مدريد، التي انتهت بنتيجة التعادل بهدف لكل فريق ليلة أمس الأول في ذهاب الدور نصف النهائي لكأس ملك إسبانيا، بعدما خطف نجوم «السامبا» الصاعدين الأضواء في «الكلاسيكو 240»، وتحديداً مالكوم لاعب برشلونة وفينيسيوس جونيور النجم الصاعد في ريال مدريد، ورغم المتعة المنقوصة بإضاعة الفريقين عدداً من الفرص السهلة للتهديف، فإن اللقاء يبقى واحداً من أفضل مواجهات الفريقين في الفترة الأخيرة، على صعيد الأداء المتوازن والتكافؤ بين الجانبين. وبغض النظر عن الانتكاسات التي مر بها منتخب البرازيل في السنوات الماضية، فإن البرازيل تبدو وكأنها تحتضن «ينبوع الشباب» في بلادها، وذلك مع مواصلة تقديم مواهب شابة صاعدة قادرة على نثر سحرها في مواجهة «الكلاسيكو»، وهو اللقاء التاريخي الذي ترك فيه البرازيليون بصمتهم على مدار العقود الماضية، مروراً بأسماء مثل الظاهرة رونالدو وروماريو ورونالدينيو وروبينهو ونيمار وريفالدو وغيرهم. وتقمص مالكوم دور البطل قائد المجموعة لـ«البلوجرانا»، في ظل تواجد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على مقاعد الاحتياط في بداية المباراة، ونجح صاحب الـ21 عاماً، بتشكيل الخطر الأكبر على مدافعي ريال مدريد، وكان الأكثر ابتكاراً على أرضية الملعب بالنسبة لفريقه، قبل أن يترجم جهوده إلى هدف التعادل الثمين في الشوط الثاني. وكشفت الأرقام أن مالكوم استحق النجومية مقارنة ببقية زملائه في برشلونة، بعدما لمس الكرة 57 مرة، وقام بـ6 تمريرات عرضية، ونجح بكسب 5 مواجهات فردية مع المدافعين، وكسب 4 أخطاء، وصنع 3 فرص سانحة للتسجيل لزملائه. ولا تعتبر رحلة مالكوم مليئة بالسعادة هذا الموسم، وذلك بعدما كان قريباً من الانضمام من بوردو الفرنسي إلى روما الإيطالي، وهي الصفقة التي تعطلت في الأمتار الأخيرة، بما تسبب في مضايقات للاعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهجمة شرسة عليه من الفريق الإيطالي، ولاحقاً احتاج للكثير من الوقت ليثبت نفسه للمدرب إرنستو فالفيردي، الذي تجاهل وضعه ضمن حساباته في عدة مباريات، قبل أن تتهيأ الظروف له لخوض «الكلاسيكو» أساسياً، بسبب إصابة الفرنسي عثمان ديمبلي، وعدم جاهزية ليونيل ميسي الكاملة. ومن جانب ريال مدريد فإن البرازيلي فينيسيوس جونيور البالغ من العمر 18 عاماً فقط، كان الأبرز في صفوف «الملكي»، وهو اللاعب الذي نال ثقة الأرجنتيني سنتياجو سولاري، الذي راهن عليه وكسب الرهان، خصوصاً أنه أشرك النجم الصاعد في وقت بقي فيه الويلزي جاريث بيل على مقاعد الاحتياط أغلب فترات المباراة. وساهم فينيسيوس جزئياً في تقدم «الملكي» بالنتيجة بعد أدائه المميز في خط المقدمة، علماً أنه سدد 4 مرات على مرمى برشلونة في الشوط الأول، وهو نفس عدد جميع تسديدات لاعبي برشلونة على مرمى الريال خلال هذه الشوط أيضاً. وتميز فينيسيوس بالشجاعة خلال الدقائق التي لعبها، وذلك من خلال مراوغاته وتدخلاته مع الفريق المنافس، وأكد اللاعب القادم من شواطئ ريو دي جانيرو، أنه سيكون من عينة اللاعبين الكبار في السنوات المقبلة. وحول تألق النجمين الشابين، قال فالفيردي، مدرب برشلونة، إن مالكوم يمتلك القدرات لتقديم الأفضل، وقال: أتمنى أن يواصل اللعب بهذا المستوى، إنه لاعب خطير ويصنع لنفسه الفرص دائماً، نثق بقدراته وإمكانياته لمنحنا الإضافة في هذا النوع من المباريات. ودافع فالفيردي عن قرار إبقاء ميسي على مقاعد الاحتياط، وقال: اخترنا الأنسب له ولنا، هناك أمور يجب أن نأخذها بالاعتبار، حينما نقرر مشاركة اللاعبين، وهو ساهم بصورة جيدة في الدقائق التي لعب بها. فيما تحدث سولاري مدرب ريال مدريد حول فينيسيوس، وقال: اللاعب لا يفاجئني، أعرفه وأعرف طريقته في لعب كرة القدم، إنه أمر جدير بالإعجاب أن يتمكن لاعب في الـ18 من عمره من اللعب بهذه الطريقة، كذلك لا بد من التأكيد على دور زملائه الذين يشجعونه ويؤيدونه ويساعدونه على اللعب. وأضاف: أسلط الضوء على حقيقة أنها كانت مباراة جميلة للغاية، مع مهارات كبيرة على أرض الملعب وتبادل في فترات السيطرة على مجريات اللعب، كانت مباراة جميلة بالنسبة لمشجعي الفريقين، حصلنا على الفرص للتسجيل في الشوطين، كالتي حصل عليها فينيسيوس جونيور وبيل، لكن من الصعب الحديث عن العدالة في كرة القدم.
مشاركة :