إعداد:يمامة بدوان تمكنت دولة الإمارات من الانتقال إلى مرحلة تصنيع الأقمار الاصطناعية، خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مع إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات»، والذي يعد تأكيداً على الكفاءات والقدرات المواطنة في المجالات ذات العلاقة بالفضاء، وعلومه، ومعارف المستقبل، وبذلك تؤكد الإمارات قدرتها على منافسة كبرى الدول في مجال تصنيع وتطوير الأقمار الصناعية متعددة الأغراض، في ظل وجود 10 أقمار صناعية، تتنوع مهامها، وأهميتها، حيث يختص بعضها بنظم الاتصالات والتواصل، بينما تعمل أخرى على إفادة الطلبة بالمعلومات التعليمية، إضافة إلى فوائد أخرى تتعلق باكتشاف أعمق للبيئة والتغيرات المناخية، بما يساهم في مشاريع البنى التحتية لمختلف الجهات في القطاعات. ولعب مركز محمد بن راشد للفضاء دور الريادة، بما أنجزه من أقمار صناعية شملت نايف1، ودبي سات 1، ودبي سات 2، وأخيراً «خليفة سات»، القمر الصناعي الأكثر تقنية وتقدماً الذي تم لإطلاقه بنجاح تام مع نهاية أكتوبر من العام الماضي، وشكلت هذه الإنجازات بوتقة صهرت بداخلها عصارة خبرات المهندسين الإماراتيين، الذين شاركوا في تصنيع هذه الأقمار، وصولاً لتصنيعها بالكامل، ما يعتبر بداية لتدشين أجيال وطنية متخصصة في الفضاء. بدأت رحلة الأقمار الصناعية الإماراتية بإطلاق القمر «الثريا1»، في التاسع عشر من أكتوبر 2000، ويصل وزنه إلى 5108 كيلوجرامات، وهو من أكبر الأقمار الصناعية للاتصالات في العالم، وأثقلها وزناً أيضاً، ويعد أول قمر صناعي للاتصالات تطلقه منطقة الخليج، كما شكل إطلاقه الناجح نقلة كبيرة لتطوير الاتصالات في المنطقة، نظراً لتغطيته 99 بلداً في أوروبا ووسط إفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا وشبه القارة الهندية، وبلغ عدد المستفيدين من خدمات القمر الصناعي أكثر من ثلث سكان العالم، عبر الحصول على أرقى خدمات الاتصالات غير المنقطعة أينما كانوا، سواء في مراكز المدن، أو في أبعد القرى الريفية، أو حتى في البحار، وبأسعار معتدلة. وفي عام 2003، تم إطلاق القمر الصناعي «الثريا 2»، وهو قمر من طراز أقمار بوينج للاتصالات الفضائية المتنقلة ذات مدار متزامن مع دوران الأرض، حيث تم إطلاقه على متن الصاروخ «زينث 3 إس ال» من منصة الإطلاق في أوديسا من موقعها عند خط الاستواء في المحيط الهادي، كما تم في العام 2008 إطلاق القمر الاصطناعي «الثريا 3»، حيث ساهم القمر في مد تغطية الاتصالات إلى بلدان مثل الصين واليابان وكوريا وماليزيا وفيتنام وإندونيسيا والفلبين وأستراليا، مقدماً إضافة مهمة للخدمات في آسيا والمحيط الهادي. دبي سات 1 وفي منتصف عام 2009، تم إطلاق القمر «دبي سات 1»، الذي شارك في بنائه مهندسون إماراتيون بنسبة 30%، حيث يعد أول قمر للاستشعار عن بُعد تمتلكه الإمارات، ويعتبر أولى مراحل دخول الدولة عالم تصنيع الأقمار الصناعية. وأطلق القمر على متن صاروخ «دنيبر» من قاعدة بايكنور في كازاخستان، حيث يعمل بدقة في جميع النظم والتقنيات التي زود بها، ويوجد في مدار قطبي متزامن مع الشمس على ارتفاع 682 كلم عن سطح الأرض، وهو مزود بأنظمة وتطبيقات تساهم في التخطيط الحضري، ورصد التغيرات البيئية المختلفة، وتقييم العوامل المناخية الطبيعية، مثل العواصف الرملية والضباب، وتحديد نوعية المياه في المنطقة ورصد المد الأحمر، إضافة إلى دعم بعثات المساعدات والإغاثة من الكوارث. وسمح هذا المشروع السبّاق للدولة، بأن تلعب دوراً فعّالاً وأن تبرز على الساحة الدولية، باستخدامها القمر الاصطناعي، للمشاركة في عدد من مهمات الإغاثة للناجين من الكوارث في عدة بلدان من العالم، كما وفر القمر الصناعي دبي سات 1، من خلال الصور التي التقطها، الدعم لمساعي الإغاثة في عدد من المواقع المنكوبة حول العالم، بما في ذلك عام 2011 بعد التسونامي الذي ضرب اليابان، والفيضانات في الباكستان، وانهيار المنجم في التشيلي عام 2010. الياه سات وفي إبريل/ نيسان من عام 2011، أطلقت «الياه سات»، القمر الصناعي «الياه 1» من محطة إيريانسبيس الفضائية في جويانا الفرنسية، ويقوم القمر بأدوار عدة، من ضمنها إيصال البث التلفزيوني، وخدمات تجارية أخرى إلى أكثر من 64 دولة. وخلال عام 2012، تم إطلاق «الياه 2»، من قاعدة بايكونور في كازاخستان، حيث يقدم خدمات النطاق العريض الفضائية إلى الدول في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب غرب آسيا، وخدمات اتصالات فضائية آمنة ومتكاملة. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013، تم الإعلان عن نجاح إطلاق القمر الصناعي «دبي سات 2»، حيث استغرق العمل عليه مدة 4 سنوات، وتم تصنيعه في كوريا الجنوبية، بينما شكل فريق المهندسين الإماراتيين الذين عملوا على تصميم وتصنيع القمر الاصطناعي نسبة 70% من فريق العمل، وعملوا مع نظرائهم من المهندسين الكوريين. وتستخدم الصور الفضائية التي يقدمها «دبي سات 2» على ارتفاع 600 كيلومتر، وبسرعة 7 كيلومترات في الثانية، في دراسة التغيرات البيئية والمياه والجليد والحياة والتجمعات البشرية، كما يوفر صوراً فضائية عالية الجودة، تستخدم في الكثير من الأغراض، ومنها التخطيط العمراني، والمشاريع البيئية كرصد التغيرات البيئية، ومشاريع البنية التحتية كرسم الخرائط، وإدارة الكوارث، ويتم تزويد المؤسسات الحكومية والخاصة بها. نايف 1 ويعتبر القمر الصناعي «نايف -1» الذي أطلق إلى الفضاء في 15 فبراير/ شباط 2017، من مركز الفضاء ساتيش داوان في الهند، أول قمر صناعي نانومتري صُمم لأغراض تعليمية، وتم تصميمه وتصنيعه في مركز محمد بن راشد للفضاء بأيدٍ إماراتية في إطار شراكة بين المركز والجامعة الأمريكية في الشارقة، وهو قمر صناعي من نوع «كيوب سات»، ويتمثل الابتكار في مشروع «نايف-1» في احتوائه على نظام تحكم مبتكر لم يتم ابتعاثه من قبل في أقمار الكيوب سات بحجم الوحدة الواحدة. وفي يناير/ كانون الثاني من العام 2018، تم إطلاق القمر الصناعي «الياه 3»، من جويانا الفرنسية، وهو أول قمر اصطناعي يعمل بقدرات دفع إلكترونية هجينة، ويوفر خدمات الاتصالات الفضائية عن طريق نطاق الترددات Ka بشكل كامل، حيث أطلق على متن الصاروخ «أريان 5». المريخ 2117 أطلقت قيادة الدولة مشروع «المريخ 2117» استشرافاً لآفاق 100 عام مقبلة من النهضة العلمية كي يكون رافعة حضارية، ويستهدف المشروع إسهام دولة الإمارات بدور ريادي في تطوير نظم المعيشة على كواكب أخرى من خلال الأبحاث، واختبار أنماط الحياة على كوكب المريخ، ووضع أفضل الحلول لبناء أول مستوطنة بشرية عليه، كما يستهدف الاستفادة من التجارب العلمية للتصدي لتحديات أمن الغذاء والمياه والطاقة على كوكب الأرض، ويركز المشروع على إعداد أجيال إماراتية تتحلى بشغف الاستكشاف العلمي والمساهمة في الجهود البشرية لاستيطان الفضاء. ويعكس مشروع «المريخ 2117» طموح ورؤية القيادة في دولة الإمارات، ويدعم المسار التنموي الذي يتخذه الاقتصاد في دولة الإمارات خلال القرن المقبل، ويؤكد على اهتمام دولة الإمارات الجاد للانضمام إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء، ويدعم المسار التنموي الذي سيتخذه الاقتصاد. وفي مناسبة إطلاق المشروع، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «إن علوم الفضاء لعبت الدور الأكبر والأبرز في تحسين حياة الإنسان على كوكب الأرض، وساهمت في تطوير حلول مبتكرة للعديد من التحديات التي لطالما ظلت حتى زمن قريب ضرباً من ضروب المستحيل». ويضم المشروع عدة مرتكزات رئيسية أساسية، منها مدينة المريخ العلمية التي تم البدء ببنائها، وحددت مساحتها لتمتد على مليون و٩٠٠ ألف قدم مربعة، وبكلفة ٥٠٠ مليون درهم، وستشكل بذلك أكبر مدينة فضائية علمية في العالم، ونموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ، وتحاكي تضاريس المدينة تضاريس الكوكب الأحمر، وبيئته القاسية، وسيتم بناؤها على شكل قبب وبتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وعزل الأشعة والحرارة، وستكون مبانيها الأكثر تطوراً على مستوى العالم. مسبار الأمل أعلنت قيادة دولة الإمارات عن إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في يوليو/ تموز من عام 2014 من قِبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عقب إصدار مرسوم بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، والبدء بالعمل على بناء أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ، من خلال فريق من المهندسين والخبراء الإماراتيين، وإرساله في رحلة استكشاف علمية إلى الكوكب الأحمر، للبدء بمرحلة استكشاف الفضاء الخارجي وتسجيل انضمام الإمارات إلى الدول العلمية الكبرى التي لديها برامج لاستكشاف المريخ. وفي هذه المناسبة، صرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأن الوصول إلى المريخ تحدٍ كبير، وقد اخترناه لأن التحديات الكبيرة تحركنا وتدفعنا وتُلهمنا، ومتى ما توقفنا عن أخذ تحديات أكبر توقفنا عن الحركة والتقدم إلى الأمام. الخبرة والمعرفة ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية تصميم وتصنيع مسبار الأمل، تحت إشراف وتمويل مباشر من وكالة الإمارات للفضاء، استعداداً لإرساله لاستكشاف الكوكب الأحمر في عام 2020، وعهد بهذه المهمة للمركز اعتماداً على الخبرة والمعرفة العلمية والنجاحات التي حققها في مسيرة عمله، ومن المخطط أن تستغرق الرحلة عدة شهور ليدخل المسبار مداره حول الكوكب الأحمر في العام 2021 وسيتزامن هذا التاريخ مع احتفالات دولة الإمارات باليوبيل الذهبي الخمسين ليومها الوطني. ويسجل مسبار الأمل عند دخوله إلى مداره حول كوكب المريخ انضمام دولة الإمارات إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، ويهدف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى التأسيس لنهضة علمية وتقنية محلية في دولة الإمارات والعالم العربي، وإثراء المعرفة البشرية. تصميم سداسي يتكون المسبار من جسم سداسي مضغوط، مصنوع من الألمنيوم، وذو بنية صلبة خفيفة الوزن، محمي بغلاف مقوى من الصفائح، يزن قرابة 1500 كيلوجرام، ويمتلك 3 ألواح شمسية لتوليد الطاقة، وستكون هذه الألواح مغلقة على جانبي المسبار أثناء الإطلاق وتفتح عند الانفصال عن صاروخ الإطلاق وعند انطلاقه إلى الفضاء الخارجي في رحلته للوصول إلى مدار المريخ. ويمتلك المسبار حاسوباً مجهزاً ببرامج متطورة، لتعديل اتجاهه ما يسمح له بدخول مدار المريخ ذاتياً، أما الحمولة العلمية فتشمل على كاميرا ترسل صوراً رقمية عالية الدقة، ومقياساً طيفياً للأشعة تحت الحمراء، لدراسة أنماط التغيرات في درجات الحرارة والجليد والبخار والغبار، ويمتلك مقياساً طيفياً للأشعة فوق البنفسجية يقوم بدراسة الطبقة العليا من الغلاف الجوي وتعقب آثار غازي الأوكسجين والهيدروجين، كما يتضمن المسبار لاقطاً ذا قدرة عالية مزوداً بهوائي بقطر 1.5 متر يقوم بمهمة التواصل مع غرفة العمليات والمراقبة على الأرض. «دي إم سات 1» يعد «دي إم سات 1» أول قمر صناعي نانوميتري يُصنع في دولة الإمارات، مخصص لأغراض الرصد البيئي ويمثل الجيل الأحدث من الأقمار النانومترية، وسيتم تصميم وبناء القمر الصناعي النانومتري في الغرف النظيفة لمركز محمد بن راشد للفضاء، فيما سيوفر القمر النانوميتري البيانات التي سيجمعها بعد إطلاقه لبلدية دبي، كما يستهدف المشروع بناء وتطوير القدرات التقنية والفنية لدى المختصين في البلدية في مجال إدارة واستخدام القمر الصناعي النانومتري المخصص لمراقبة البيئة، والتوظيف الأمثل للمخرجات من معلومات وبيانات في المجالات المتفق عليها والتي تتمحور حول إيجاد الحلول لتحديات التغير المناخي وغيرها. برنامج الإمارات لرواد الفضاء أطلقت قيادة دولة الإمارات ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، لتأهيل الدفعة الأولى من رواد الفضاء وإعدادهم للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء العالمية بالتزامن مع حلول العام 2021، ويعتبر برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» من أكثر البرامج إلهاماً وتلبية لطموحات الشباب أصحاب القدرات المتفردة على المستوى العلمي والمهارات الشخصية، كما يعتبر البرنامج أهم مشاريع البرنامج الوطني للفضاء الذي أطلقته قيادة دولة الإمارات في إبريل 2017 بهدف تأسيس البنية التحتية لقطاع الفضاء الإماراتي. ويقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بإدارة البرنامج الذي يعتبر برنامجاً مستداماً، يستهدف تخريج كوادر وطنية من رواد الفضاء بشكل مستمر، ويعتمد أعلى معايير التدريب العالمية في هذا المجال، وتم فتح باب الترشح للبرنامج إلكترونياً لشباب وشابات دولة الإمارات في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017، ويشتمل البرنامج على مراحل تدريب مكثفة على مدى ثلاثة أعوام يمر فيها المرشحون بعدة مراحل من التدريب، وسيعمد البرنامج في نهاية فترة التدريب إلى إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء، طبقاً لما حددته حكومة دولة الإمارات العربية. وفي الثالث من ديسمبر 2018 أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين، هما هزاع علي عبدان خلفان المنصوري، وسلطان سيف مفتاح حمد النيادي، من بين 4022 شاب وشابة تقدموا للاختبارات، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء. «خليفة سات» شهد يوم 29 أكتوبر 2018، حدثاً تاريخياً لدولة الإمارات، حيث تم إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات» من القاعدة الأرضية في اليابان على متن الصاروخ (H-IIA) الذي يعد أول قمر تم تطويره وتصنيعه بأيدي مهندسين إماراتيين بنسبة 100%، وعلى أرض الدولة في مركز محمد بن راشد للفضاء بمنطقة الخوانيج في دبي، الأمر الذي يعلن بدء عصر الصناعات الفضائية المتقدمة في الإمارات، كما أنه يتوج جهود مركز محمد بن راشد للفضاء في تأسيس البنية التحتية المتخصصة وتأهيل الكوادر البشرية القادرة على امتلاك زمام قيادة مشروع تقني عالي المستوى، في ظل قيام أكثر من 70 مهندساً إماراتياً بالعمل على هذا القمر الصناعي، الذي منحهم خبرة عملية وإلماماً معرفياً. ويقدم «خليفة سات» صوراً فضائية عالية الجودة والوضوح، وسيتيح لدولة الإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، وستستخدم صوره مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، ما يتيح استخداماً أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية في الإمارات، كما ستسهم في متابعة المشاريع الهندسية والإنشائية الكبرى، خاصة أن القمر الصناعي سيمر فوق المحطات الأرضية بدبي 4 مرات يومياً، عقب اختيار مداره بعناية.
مشاركة :