قصور في التوعية بمخاطر النفايات الطبية

  • 2/9/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين: أكد خبراء ومواطنون أن النفايات الطبيّة يمكن أن تتسبب في انتقال العديد من الأمراض للإنسان مثل الالتهاب الكبدي الوبائي ونقص المناعة المكتسبة «الإيدز» وغيرها من الأمراض، لافتين إلى أنه على الرغم من التداعيات الكبيرة التي قد تنجم عن سوء التعامل مع هذه المواد إلا أن هناك قصوراً شديداً في جهود التوعية بمخاطرها. وقال هؤلاء في تصريحات خاصة ل  الراية  إن هناك غياباً واضحاً لجهود التوعية في الكثير من الأماكن العامة ومن بينها مطار حمد الدولي بشأن كيفية التخلص الآمن من النفايات أو الأدوية الطبية المستعملة، الأمر الذي جعل الكثير من أفراد المجتمع يجهلون طرق التخلص منها، لافتين إلى أنه على الرغم من الجهود التي قامت بها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية للتخلص الآمن من تلك النفايات من خلال توزيع أكياس بلاستيكية وورقيّة على مرضى عيادات الأمراض المزمنة لتجميع أسنان أقلام الأنسولين الحادّة وإعادتها للمراكز مرة أخرى لإعدامها بطريقة سليمة، إلا أن هذه الإجراءات تحتاج إلى متابعة شديدة لضمان إلزام المرضى بتجميع تلك النفايات وتسليمها للمراكز. ودعوا إلى ضرورة تشديد جهود الرقابة على طرق التخلص من النفايات في العيادات الطبيّة الخاصّة وتكثيف الحملات التفتيشيّة وأن تكون هناك برامج تثقيف صحي مستمرّة لجميع أفراد المجتمع وبصفة خاصة في أوساط العمّال. د.منال مسلم: برامج توعوية وتثقيفية على مدار العام   قالت د.منال مسلم، رئيس قسم التثقيف الصحي بمؤسسة حمد الطبية، وزارة الصحة لديها سياسة معينة تعتمد على تثقيف المرضى بطرق الاستخدام الآمن للنفايات الطبية، ومن بينها على سبيل المثال الإبر، حيث تقوم المراكز الصحية بصرف صناديق أو حاويات ورقية صغيرة لمرضى السكري في عيادات الأمراض المزمنة لتجميع النفايات المتمثلة في أسنان أقلام الأنسولين الحادة وإعادتها إلى المراكز الصحيّة مرة أخرى. ويقوم المثقفون الصحيون بتعليم المرضى كيفية استخدام هذه الأكياس والتصرّف معها وحتى في حالة عدم وجود تلك الأكياس فنحن نقوم بتعليم المرضى أيضاً كيفية حفظ الإبر وذلك عبر تجميعها في علب بلاستيك مقوّى أو علبة حديدية مثل علب الألبان أو ما شابه ذلك ثم يقومون بعد امتلائها بتسليمها إلى أقرب مركز صحي، ولفتت إلى أن هناك مرضى يأتون من الخارج بتأشيرات زيارة وتكون بحوزتهم أدوية وإبر أنسولين جلبوها معهم من بلدانهم ولا يقومون بمراجعة المراكز الصحيّة ومثل هؤلاء نحاول الوصول إليهم عبر مراكز العمال والمخيمات التوعويّة ولقاءات الجاليات بواسطة عدة لغات وعلى مدار العام كما يتم وضع إرشادات توعويّة لاستهداف هذه الفئة وغيرها من الفئات في الأماكن العامّة. واقترحت رئيس قسم التثقيف الصحي بمؤسسة حمد الطبية أن تسمح الخطوط الجوية القطرية والجهات المعنيّة بمطار حمد الدولي للتثقيف الصحي بوضع برامج وفيديوهات توعويّة في الطائرات المطار ضمن المواد التوعوية التي تقدّمها الخطوط الجوية القطريّة.   د.عبدالله الحمق: عدم التخلص الآمن من الإبر ينقل العدوى   قال د.عبدالله الحمق: المواد الحادّة مثل الإبر المستخدمة في تعاطي الأنسولين من الممكن أن تتسبب في انتقال بعض الأمراض إذا لم يتم التخلص منها بطرق سليمة وآمنة، وقد وضعت مؤسسة الرعاية الصحية الأوليّة عدداً من الإجراءات الجيّدة للحدّ من مخاطر النفايات الطبية، حيث تقوم بصرف صناديق بلاستيكية أو ورقية لمرضى السكري في عيادات الأمراض المزمنة لتجميع النفايات بها سواء تلك الخاصة بإبر الأنسولين أو غيرها من الإبر. وأوضح أنه يجب على مؤسسة الرعاية الأولية عدم الاكتفاء بتوزيع تلك الصناديق على المرضى ولكن يجب متابعة مدى التزامهم بحفظ الإبر داخل الأكياس وإعادتها للمراكز مرّة أخرى مع وجوب لفت انتباههم إلى أن هذا الإجراء في مصلحتهم ومن أجل الحفاظ على صحتهم حتى يكون هناك نوع من الرقابة الذاتيّة من الإنسان وليس للخوف من متابعة المراكز الصحيّة. وأكد أن هناك أمراضاً تنتقل عن طريق الدم مثل الالتهاب الكبدي الوبائي والإيدز، وهذه الأمراض يمكن أن تنتقل بواسطة الإبر المستعملة؛ ما يستدعي ضرورة تحذير الناس وتوعيتهم لمخاطر النفايات الطبيّة، مضيفاً إنه يوجد داخل الجمعية القطرية للسكري صناديق خاصة للتخلص من النفايات الطبية، وقد تم التعاقد مع شركة معتمدة من قِبل مؤسسة حمد الطبية للتخلص من هذه النفايات بعد ذلك بطريقة آمنة. وأوضح أن أي مؤسسة طبية في قطر لا تستطيع الحصول على ترخيص بالعمل داخل الدولة دون أن يكون لديها عقد مع إحدى الشركات المعتمدة المعنيّة بالتخلص من النفايات الطبيّة، وهذا الأمر من الإجراءات الجيّدة التي اتخذتها وزارة الصحة العامّة.   م. إبراهيم الرميحي: النفايات الطبية أخطر وسائل انتقال الأمراض   أكد م.إبراهيم عبدالله الرميحي أن النفايات الطبيّة من أخطر الوسائل التي يمكن أن تتسبب في انتقال الأمراض، موضحاً أن هناك حاجة لتعليم الناس وتثقيفهم بكيفية التخلص من الأدوية المستعملة بطريقة آمنة، حيث يقوم الكثيرون منا بالاحتفاظ بها داخل ثلاجاتهم لمدة طويلة، وهو ما قد يؤدّي إلى تعرّض أسرهم لمخاطر شديدة لأنها تتحوّل إلى مواد ضارّة. وأضاف: مع الأسف أشعر أن هناك قصوراً واضحاً في جهود التوعية في هذا الشأن حيث لا نكاد نرى أية بوسترات أو فيديوهات في الأماكن العامة بشأن كيفية التخلص الآمن من النفايات أو الأدوية الطبية المستعملة، وبالتالي فإن الكثيرين من أفراد المجتمع يجهلون طرق التخلص منها. ولفت إلى أن بعض الأدوية التي يتناولها الناس بوصفها عقاقير للعلاج فإنها قد تتحوّل إلى مواد خطرة إذا ما تم استخدامها بطريقة خاطئة؛ ما يستدعي ضرورة تكثيف جهود التوعية التي تستهدف جميع أفراد المجتمع ولا يجب إلقاء العبء على مؤسسة حمد الطبية وحدها بل يجب أن تتعاون معها مختلف الجهات المعنيّة في الدولة وفي مقدمتها وسائل الإعلام.   هتمي الهتمي: الصحة الوقائية معنية بجهود التوعية   قال هتمي مبارك الهتمي، مدير العلاقات الدوليّة بمؤسسة حمد الطبيّة سابقاً، لا شك أن النفايات الطبية مواد شديدة الخطورة ومن الممكن أن تؤدي إلى انتقال الأمراض من شخص مريض إلى آخر سليم، ما يستدعي ضرورة التنبيه ونشر التوعية بالإجراءات السليمة للتخلص من هذه المواد تجنباً لما قد ينجم عنها. وأضاف: ينبغي أن يكون هناك تحكم شديد في طرق التخلص من هذه الإبر لأننا لا ندري حالة صاحبها فقد يكون مريضاً، وبالتالي يتعرض من يلمس الإبرة التي استخدمها للإصابة بأية أمراض، ومن المؤكد أن المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة عندنا تتبع أقصى الضوابط الصحية للتخلص الآمن من هذه الإبر، لكن الأخطاء قد تقع من بعض الأفراد الذين قد يقومون بالتخلص منها بإلقائها في الحمامات. ولفت إلى أنه ينبغي التشديد أكثر على النفايات الموجودة بالعيادات الخاصّة وكذلك التنبيه على الأشخاص الذين يأخذون الإبر في المنازل وبصفة خاصة كبار السن والعجزة بطرق التخلص السليمة منها وأن تكون هناك برامج تثقيف صحي مستمرّة لجميع أفراد المجتمع وبصفة خاصة في أوساط العمّال. وقال: كثيراً ما نشاهد في بعض الأحيان عمالاً آسيويين يقومون بالبحث في صناديق القمامة المنتشرة في مختلف المناطق ومن الوارد جداً أن تكون من بين النفايات الموجودة في هذه الصناديق نفايات طبية أو إبر خاصة بشخص مصاب بالالتهاب الكبدي الوبائي أو الإيدز فيكون هذا العامل عرضة للإصابة بهذه الأمراض. وأوضح أن الدور الأساسي في الحدّ من مخاطر النفايات الطبية يتركز في الصحة الوقائية بمؤسسة حمد الطبية فهي المعنيّة بعمل التوعية والتثقيف والإرشادات الصحيّة.

مشاركة :