أكد عدد من الأكاديميين أن شعار عام التسامح يحمل في طياته قيمة عالية من حيث جمعه لمعاني الخير والاستقرار والعطاء الإنساني والتعايش السلمي، مشيرين إلى أن شجرة الغاف تعد شجرة وطنية كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي الحياة والاستقرار حيث كان الناس يستظلون تحت ظلالها الوارفة، باعتبارها مكانا لتجمع الأجداد للتشاور والحديث في أمور الحياة اليومية، واستحقت هذا اللقب لما قدمته وما زالت تقدمه لدولة الإمارات. وأكد الدكتور محمد البيلي مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن اختيار شعار عام التسامح وربطه بشجرة الغاف، يعبر عن الشجرة الوطنية في دولة الإمارات ويجسد معاني الخير والعطاء والتسامح والتعايش السلمي وواقع يعيشه أبناء دولة الإمارات. ويرى الدكتور عتيق جكة المنصوري، مدير مركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة النائب المشارك لشؤون الطلبة، أن اختيار شعار عام التسامح يوضح أهمية شجرة الغاف الشجرة الأصيلة ذات الجذور المتأصلة في دولة الإمارات، والتي تعيش في ظروف مناخية صعبة، وتقاوم الظروف التي تواجهها بقوة وصلابة مهما كانت الظروف، مضيفا أنها شجرة معمرة في دولة الإمارات استظل الناس بظلها للاستراحة والتشاور. كما أنها تعكس معاني وصور وملامح التسامح الأصيل في نفوس شعب أبناء الإمارات منذ القدم وحتى يومنا هذا، إضافة إلى أنها تراث متأصل الجذور في الدولة، مشيرا إلى أنها شجرة ذات منافع ومزايا عديدة فهي ملتقى الحديث والتشاور والأفكار والمقترحات والحوارات. علاوة على ذلك شجرة الغاف لا تفرق في خدماتها بين أي جنس أو عرق أو لون، وتظل الناس بظلالها وتضم جميع الاجناس. كما أن التسامح يحتضن جميع الثقافات والمعتقدات والأعراق والديانات من دون تفريق أو تمييز. ملتقى الأهل والأصدقاء وقال د. أحمد مراد -عميد كلية العلوم بجامعة الإمارات: إن الناس قديما كانوا يستظلون تحت ظلالها الممتدة الوارفة حيث كانت، ولا زالت ملتقى الحديث للضيوف والرحالة والأهل والأصدقاء والحوار والنقاش والمشورة، كما أنها تعكس قيمة التسامح الذي يتمتع به مجتمع دولة الإمارات كونها شجرة متأصلة في جذورها التي تحمل في طياتها الكثير من معاني الخير والمحبة والألفة بين أبناء الشعب الإماراتي. وأضاف لا ننسى أن شجرة الغاف كان يجلس ويستظل تحتها مؤسس وباني دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) الذي غرس هذه القيم منذ قيام الاتحاد وحث عليها، واليوم نراها في نفوس أبناء شعب الإمارات الذي يحتضن في دار الخير جميع الجنسيات المختلفة بغض النظر عن معتقداتهم وثقافاتهم، ودياناتهم وأعراقهم وألوانهم في مجتمع يسوده احترام الآخرين، وتقبل الآخر ونبذ الكراهية ونشر بذور المحبة والإخاء والألفة والتسامح. وأضاف د. عبدالله الدرمكي المدير التنفيذي للمركز الاستراتيجي للاستشارات والتدريب بالشارقة، أن شجرة الغاف مرتبطة كل الارتباط بالتسامح ونرى ذلك في ارتباطها بالصحراء القاحلة رغم صعوبة العيش وقلة وندرة المياه فيها، والأجواء الحارة وطبيعة المكان، فظلت الشجرة ثابتة العروق شامخة الهمة والعظمة، كما أنها مكان للمشورة والحديث، حيث يستظل الناس بظلها، علاوة على ذلك كانت هناك اجتماعات للاتحاد تقع تحت ظلها، وأضاف هي رمز للعطاء والخير والتعايش السلمي والاستقرار. وأضاف أن التسامح ضرورة لابد منها لتعايش الجميع وهي القوى الناعمة التي تقودها دولة الإمارات لنشر وغرس بذور المحبة والإخاء والتسامح، مشيرا إلى أن المبادرات والتوصيات التي قدمتها ولا زالت تقدمها الدولة جاءت من أساس التسامح الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد، لنشر الخير والمحبة والاعتدال والوسطية ونبذ الكراهية والبغضاء بين الناس، ورغم التحديات التي واجهت شجرة الغاف لا تزال قوية معطاء واستفاد منها القاصي والداني ليومنا هذا. وأضاف الدكتور أحمد عبد المنان العور مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية: أن شعار عام التسامح يوضح لنا قيمة شجرة الغاف الشجرة القوية ذات العروق الواضحة في الأرض والرأس الشامخ في السماء التي يستظل الناس تحت ظلها وحيثما يأتي السائح أو الرحال في الصحراء للاستراحة تحت ظلالها، وهي عنوان التسامح وصفاء النفوس، حيث تم حل الخلافات بين وجهاء القبائل تحت ظلالها الواسعة على مر السنين، واستحقت لقب «التسامح» كونها شجرة متأصلة بالخير العميم الذي بذر فيها بذور التسامح، وهي قوية البنية من حيث كونها تأخذ غذاءها من باطن الأرض، مشيرا إلى أنها ظل في الصيف ودفء في الشتاء وورقها غذاء ودواء. مضيفا أنها أطعمت الأجداد والآباء منذ مئات السنين ولا زالت تطعمنا ليومنا هذا، الأمر الذي جعل منها رمزا للوفاء والعطاء والخير والمحبة والتسامح والتعايش السلمي والاستقرار بين الناس أجمعين.
مشاركة :