تقاسم الحمل بين أفراد الأسرة يخفف التوتر

  • 2/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – تلعب العلاقة الزوجية وطرق التفاعل وحل المشكلات ومواجهة المهام اليومية بين الأزواج دورا هاما في خلق بعض من التوتر النفسي، ولا ينتبه العديد من الأزواج إلى أن جانبا هاما من حالة التوتر التي يجدون فيها أنفسهم قد يكون مأتاه تفاصيل صغيرة في حياتهم اليومية، ولا يدرك غالبيتهم أنها من بين الأشياء التي تسبب قلقا وتوترا يوميا يصاحب الشخص ويؤثر بقدر غير متوقع على حالته النفسية. وتنصح كيت طومسون المحللة والمعالجة النفسية الأزواج بالعمل على حل المشاكل الصغيرة، مشيرة إلى أن بعض الضغوط اليومية من قبيل من سيخرج القمامة، من سيأخذ الأطفال إلى المدرسة، تؤثر على الأزواج. وتقول طومسون لصحيفة الغارديان البريطانية “قد تبدو هذه الجوانب تافهة مقارنة بالعقبات الأكثر أهمية مثل الانتقال من المنزل، أو فقدان الوظيفة، أو وفاة أحد الوالدين، لكن الأبحاث تظهر أن كيفية إدارة الزوجين لهذه الضغوط الصغيرة تؤثر بشكل كبير على كيفية تعاملهما مع مشكلات أكبر”. وتضيف “لاحظ كيف تشعر، فبدلا من تخزين هذه المشاعر، تحدث مع شريكك عن ذلك”، موضحة أن الطرف المتلقي، عليه بالاستماع، وطرح الأسئلة، ومحاولة فهم وجهة نظر الشخص الآخر لأن فهم سلوكيات الطرف الآخر يساعد “الشخص المتألم” على عدم الشعور بالوحدة، ويشعر الزوجان بأنهما أكثر انسجاما. وتشير طومسون “غالبا ما يفاجأ الأزواج الذين أعمل معهم كمعالجة، حتى أولئك الذين يعيشون معا منذ مدة طويلة، بكيفية شعور الشخص الآخر”. وتنوه المختصة النفسية بأهمية مشاركة الحمل بين الزوجين، لأن الإجهاد الكبير يمكن أن يؤثر على كلّ من الطرفين وعلى سبيل المثال إذا فقد شخص وظيفته، قد يشعر الآخر بضغط إضافي أو يحزن على حالة شريكه المهنية. إن التفكير في العلاقة بعقلية “نحن”، و”كيف يمكننا معالجة هذا معا؟” يساعد الشخص المتضرر، بدل أن يتحمل أحد الزوجين العبء وحده. ويمنع الشركاء أحيانا بعضهم البعض من محاولة التغيير، ويتخذون دور “حارس البوابة”، ويعتقدون أنه من الواجب القيام بالأشياء “على طريقتهم”، فالوالد المتعب الذي يشتكي من المشاركة في استحمام طفله، ما الذي قد يفوته عند عدم التواصل مع صغيره في نهاية اليوم؟ هل يمكن للشريك الذي لا يريد التسوق أن يتقبل ماركات البقالة التي لا يختارها؟ فوفق طومسون، يحتاج الزوجان إلى التوصل إلى حل جيد يلبي احتياجاتهما. وتبدأ الصعوبات بالانهيار في أغلب الأحيان عند تواصل الزوجين، ويفسر علم النفس ذلك بتوقف الشركاء الذين يعانون من التوتر عن مشاركة أفكارهم مع الطرف الآخر، وتغرق عقولهم في جروح ومخاوف، وجميعها تتراكم لتفيض في الحياة المشتركة. وتوصي طومسون الزوجة “لا تعاني وحدك، فأنت تحتاجين إلى التحدث مع الآخر. يمكن أن تؤدي مواجهة الأمور إلى إحساس متجدد بالتقرب وتقليل التوتر. كما لا يجب أن تتحوّل المواجهة إلى أصوات مرتفعة وفقدان السيطرة”. وتوضح “يجب فعل ذلك بروح الفضول، وليس في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، أو مصادمة من تعتقد أنه قد أخطأ، حينها ستكتشف أن علاقتك يمكن أن تكون موردا هائلا ضد الصعوبات اليومية”.ولمواجهة ضغوط العمل وما تسببه من توتر تقول أوتيغا أواغبا مؤلفة “الكتاب الأسود الصغير: دليل للنساء العاملات” ناصحة “لا تكن الضحية؛ اطلب المساعدة، إذا كنت تشعر بأنك غاضب حقا، تحدث إلى مديرك عن الحلول التي قد تخفف من حدة التوتر، سواء كان ذلك يعني إزالة مشروع من قائمة أعمالك، أو الحصول على المزيد من الدعم من زملائك”. وتشير الكاتبة إلى أهمية تحديد الأولويات في العمل بدءا بأخذ نظرة شاملة لقائمة المهام، ومعرفة إن كان هناك ما يمكن القيام به لتسهيل القيام بالمهام المطلوبة، مع اتخاذ الحزم وسيلة لمعرفة ما يمكن تأجيله أو تفويضه أو تخطيه تماما. وتضيف أوتيغا “إن يوم العمل يصل إلى 8 ساعات أو أكثر دون أي استراحة مناسبة، هو وصفة لكارثة. لذلك استهدف فترات قصيرة من النشاط المركّز تتخللها فترات راحة منتظمة. ولا تتخطّ الغداء مطلقا، وتناوله بعيدا عن مكتبك”. ويحتل التحدث إلى الأصدقاء مكانة هامة في تخفيف التوتر إذ ينصح الخبراء “تحدث مع أصدقائك: ابحث عن صديق أو زميل تثق به للتحدث عن مشاكلك. قد يساعدك على رؤية الأمور من منظور جديد”. ويؤكدون “قل لا أكثر من مرة: إنّ إرهاق نفسك أكثر من اللازم في محاولة للاستجابة لكل طلب هي طريقة مؤكدة لتصعيد مستويات التوتر لديك. لا تندمج في العمل المفرط على حساب إحساسك بالهدوء”. من جانبها تشير أوتيغا “كافئ نفسك: لا تنس مكافأة نفسك على عمل جيد، سواء كان ذلك بحمام لمدة طويلة، أو وجبة لذيذة، أو رحلة علاجية في أحد المنتجعات. لا تقلل أبدا من تأثيرات الراحة في تعزيز ذاتك وتجديد طاقتك”. وتعد التغييرات الطارئة على حياة الأسرة أحد أهم دوافع الشعور بالضغط والتوتر خاصة في حال لا توجد لدى العائلة عادات ثابتة يتم اتباعها لأجل الحفاظ على طابع الاستقرار في حياتها وتعتبر الدكتورة رينيه سينغ مديرة تنفيذية في جمعية للعلاج الأسري أن الإجهاد العائلي غالبا ما يتبع كل التغييرات التي تشمل نوعين هما تغييرات تندرج في دورات الحياة العادية والتي نواجهها جميعا مثل وظيفة جديدة، ولادة رضيع، انتقال منزلي، موت أحد الوالدين، دخول طفل إلى المدرسة… وتغييرات غير متوقعة مثل فقدان الوظيفة، المرض. ويساعد النوع الأول، على إنشاء العائلة لعادات تدور حول مراحل دورة الحياة، لجعل الانتقال أسهل وللتعرف والتأقلم مع التغيير اعتمادا على الخلفية الثقافية أو الدينية، وقد تكون هذه العادات جزءا من الحياة بالفعل. يمكن أن تشمل هذه العادات عشاء تخرّج، أو حفل تقاعد. ويصعب الانتقال في التغييرات غير المتوقعة لأن العائلة لم تطور طريقة للتعامل معها. وتؤكد المختصة في العلاج الأسري على أهمية إعطاء الأولوية لوقت العائلة موضحة “خصص وقتا للعائلة. يعتبر أي نشاط مشترك جيدا (ألعاب جماعية، تناول الطعام معا دون شاشات على المائدة، مشاهدة فيلم، رحلات بالسيارة…)، كثيرا ما أقترح على الآباء قضاء وقت مع الأطفال، لخلق فرص للمحادثات حول حياتهم المدرسية وصداقاتهم. ويجب أن تواجه الأسرة كل المشاكل معا، ففي العلاج العائلي، عادة ما يكون هناك شخص واحد، دائما ما يقلق الآخرون بشأنه. ومن المهم عدم إلقاء اللوم على فرد بسبب انهيار العائلة، لذلك علينا فصل الشخص عن المشكلة. كما يمكن للتركيز على مشكلة فرد ما أن يحجب مشاكل أخرى. وتشدد سينغ قائلة “تجنب إلقاء اللوم لأنه يجب التمييز بين اللوم والمسؤولية، ويجب على كل فرد في العائلة تحمل المسؤولية عن السلوك الذي يسبب مشكلة، وأن يعمل على اتخاذ قرارات مختلفة في المستقبل”.

مشاركة :