الألعاب الجماعية تتيح لأفراد الأسرة تقاسم المتعة

  • 10/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعمل صانعو الألعاب الجماعية على ابتكار تصاميم جديدة لا تنمي فقط الجوانب الحسية والذكاء لدى الطفل بل تطور لديه الجوانب الاجتماعية والاتصالية. وتتمثل القاعدة الأولى لهذه الألعاب في اللعب ضمن مجموعة في حلقة واحدة حيث يجلس أفراد الأسرة من أجيال مختلفة للمشاركة في نفس اللعبة. وتتخذ العديد من شركات صنع الألعاب الجماعية من مشكلات الأسر مع المنتجات الرقمية المتنوعة ومن مواد الصنع الأولية الصديقة للصحة وللبيئة ركيزة لوضع استراتيجياتها في الإشهار والتسويق. وتلبي ألعاب المجموعات حاجة الآباء في تحقيق العديد من الأهداف التي تهم لمّ شمل أفراد الأسرة وتشريكهم جميعا في تقاسم أوقات الفرح والمتعة والضحك بجانب حمايتهم من العزلة والاعتكاف. وتأتي على رأس هذه الأهداف تقوية الروابط الأسرية وتنمية الحس الاجتماعي عند الأطفال وحمايتهم من العزلة والشعور بالوحدة التي تسببها الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية. وتستغل بعض شركات صنع الألعاب توجه العديد من الأسر نحو التخلص من الألعاب الإلكترونية التي تساهم في تفكيك الروابط الأسرية وتسعى لتوفير البديل عبر ألعاب تجمع أفراد الأسرة من الوالدين والصغار وحتى الأجداد حول مائدة واحدة بغرض الاستمتاع والترفيه مع بعضهم ودون الاضطرار للخروج لفضاءات مخصصة لذلك قد تكون مكلفة وتثقل كاهل رب الأسرة بمصاريف إضافية. وخلقت البحوث العلمية الجديدة وعيا عاما بمخاطر الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية على نمو الأطفال البدني والعقلي والنفسي وعلى العلاقة بين الأزواج أيضا، ما يؤثر على تماسك الأسرة. وكان نتاج هذا الوعي ظهور الحاجة والرغبة في التخلص من سيطرة التقنيات الحديثة لصالح سلامة الأسرة وسعادة أفرادها، لكن الكثير من الآباء لا يجدون الطريقة لتحقيق هذه الأهداف. ويقترح خبراء ألعاب الطاولة كأحد الحلول لاستعادة اللمّة العائلية وتقوية الروابط الأسرية. ألعاب الطاولة ومن بينها ألعاب الورق بأنواعها مثل المونوبولي والدومينو وغيرها هي ألعاب جماعية تجمع أفراد العائلة حول طاولة اللعبة بغرض الاستمتاع وإمضاء وقت أكبر مجتمعين. وتمنح هذه الألعاب المتعة للكبار والصغار على حد سواء. كما تعد فرصة للترفيه وإدخال أجواء المرح إلى البيت وتقرّب بين جيلين وثلاثة من نفس العائلة وفي نفس البيت. وتتيح لهم أجواء مناسبة لتجاذب أطراف الحديث والحوار والنقاش حتى في المشكلات عن طريق اللعب وبأسلوب مرح حيث يسهل على الجميع إبداء الرأي والموقف دون خوف من التشنج والمشاجرات. وتمكن هذه الألعاب أيضا كل فرد من التعرف على وجه آخر قد يكون لا يعرفه عند البقية ولم تتح له فرصة اكتشافه، وتهم هذه الفائدة الأطفال ربما أكثر من الكبار، فمن يرون والدهم جدّيا دائما أو أمهم غاضبة ومتوترة باستمرار يمكنهم من خلال اللعب معهما رؤيتهما في حالة نفسية مختلفة حيث يبدوان أكثر ليونة ومرحا. ويؤكد مختصون نفسيون أنه يمكن للعبة جماعية أو لعبة طاولة مشوقة وممتعة أن تملأ أوقات فراغ الصغار وتشغلهم ما يسهل على الآباء القيام بمهامهم في البيت أو توجيههم وتقديم النصيحة لهم في قالب من التسلية. ويرى هؤلاء أن ألعاب المجموعة وسيلة مثالية لجمع أفراد الأسرة من مختلف الأجيال بنيّة اللعب وفك عزلة أي طرف منهم وتلطيف الأجواء بينهم خاصة بين الأجداد وأولادهم وأزواجهم وأحفادهم كذلك. من خلال اللعب وما يتيحه من أوقات ممتعة يمكن تمرير العديد من الرسائل لحل الخلافات الأسرية ويمكن تقديم النصائح وأيضا توظيف العبر ليستفيد منها الأطفال، فلكل لعبة أساسياتها وشروطها وأسلوبها في اللعب الذي يحمل وجها تعليميا وسلوكيا يهم الطفل كأن يتعلم الصبر ويتعلم قبول الخسارة بروح رياضية ويتعلم المنافسة النزيهة ويتقبل منافسيه على اختلافهم. وتعلم الألعاب الجماعية التي تقوم على العديد من المبادئ التحليل المنطقي والعقلاني للطفل ويمكن أن تتيح له فرصة للتفكير في عقد اتفاقات وتحالفات، ورسم خطط مشتركة وطريقة سرية لتطبيقها وغيرها وهي جميعها تمارين تنمي مداركه. بعض الألعاب الجماعية خاصة منها الورقية والتي تقوم على التخمين أو الصور والألوان تنمي الذاكرة ويستفيد منها الكبار في السن كتمرين على التذكر وأخرى تطور السرعة وأخرى تنطلق من التاريخ وأخرى من الحكايات الخيالية، المهم أنها جميعا تخلق أجواء من الضحك والتشويق وتفيد كل من في البيت في تمرين قدراتهم على التركيز والتذكر مثلا واستعادة مؤهلاتهم في الإسراع وتبعدهم عن مخاطر التقنيات الحديثة والأجهزة الذكية. وتظل الفائدة الأبرز للألعاب الجماعية، خلق أجواء من المشاركة في الاستمتاع والترفيه وتخليص البيت من الصمت والخرس والروتين عبر تجميع كل الأفراد في حلقة واحدة وبالتالي يسهل من خلال اللعب تمرير الأفكار والمطالب والاقتراحات وهي فرصة لتطوير الجوانب الحسية والحركية والنفسية والسلوكية لكل فرد حسب حاجياته. ويحاول صناع ألعب الطاولة أن يخلصوها من صفة لـ”للكبار فقط”، وتطرح بعض العلامات التجارية العالمية ألعابا يمكن أن يشارك فيها الأطفال من عمر السنتين، كما تقدم لمن لا يتقبلون الخسارة ألعاب تقوم على التعاون فيساعد الكبير الصغير على الفوز على منافس واحد مثلا. وعندما ينتمي الأطفال لنفس الفريق فإن ذلك يمنع الخصومات بين الأشقاء وبين الصبيان والفتيات، ويحب الأطفال الأصغر سنا في البيت لعبة الصور المماثلة التي تنمي الذاكرة وتعلمهم التركيز على الصورة والمشهد الذي أمامهم جيدا من أجل تمييز الأشكال والألوان ويجب عليهم تقوية سرعتهم ليسبقوا الآخرين في تحديد الصور أو الأشياء المماثلة الموجودة في مساحة اللعبة. كما تستهوي بعض الألعاب الكبار والصغار وتشعل روح المنافسة وتستغرق وقتا طويلا يتسم بالتشويق ومن بينها المونوبولي والألعاب الإستراتيجية. وتجتذب ألعاب الورق مثل “الأونو” الأطفال في عمر سبع سنوات وتقدم لهم الأحدث منها طرقا جديدة للتفريق جيدا بين الألوان، وكذلك ألعاب الكلمات والصور وألعاب التخمين التي يمكن اعتمادها كفقرة تنشيطية في حفلات أعياد الميلاد مثلا وغيرها من الألعاب التمثيلية التي تقوم على تقمص أدوار مختلفة.

مشاركة :