الشارقة: زكية كردي أن تكون فناناً، يعني أن تمتلك هذا السحر الذي يحتاج إليه العالم، ليكون مكاناً أجمل بحق، والقدرة على جذب تلك الأرواح المنشغلة بروتينها، لتشارك وتكون جزءاً من هذا الكل المتجانس (الجمهور)، الذي لولاه لا يمكن أن يبلغ الفن كماله، ليصنع فارقاً على خارطة المشاعر التي بدأ تشكيلها الفنان محمد عساف، وتَوَّجها الفنان راغب علامة، مساء أول أمس، على مسرح المجاز في الشارقة. كانت بداية الحفل، الذي بيعت تذاكره كافة، بإطلالة عسّاف الذي اعتلى المسرح على أنغام أحدث أغنياته «كلّش مكانه خالي»، التي طرحها مطلع العام الجاري، ولاقت استحساناً كبيراً من الجمهور، الذي اكتظت به مدرجات المسرح. ووجّه بعدها تحية لإمارة الشارقة وجمهورها الذي وصفه بأنه أهل للأمل والفرح، معبراً عن سعادة كبيرة بوجوده للمرّة الثانية على مسرح المجاز. وأكمل النجم الذي أشعل حماس الجمهور والمدرجات، المتوشحة بالكوفيات والأعلام الفلسطينية، بأغانيه التي رددها معه الجميع، مثل «وين ع رام الله»، و«يا طير الطاير»، و«الدحية الفلسطينية»، في مزج تراثيّ إبداعي أشعل به المسرح، بالإضافة إلى عدد من الأغاني المختارة لفنانين كبار. واعتلى راغب علامة مسرح المجاز بطاقة كبيرة، ليبدأ حفله بمزيج من العراقة والتاريخ على أغنية «الحب الكبير» التي كانت أشبه بتحية حارة وقوية لجمهور متعطشٍ لرصيد كبير من الأغاني التي شكلت ذاكرة ممتدة من الثمانينات والتسعينات وما بعدها، متنقلاً ما بين «قلبي عشقها والعيون»، و «يا حبيبي» و«سر حبي» وغيرها. وحاول الفنان بلباقته المعتادة أن يلبي معظم الأغاني التي طلبها جمهوره، بعد أن حيّا إمارة الشارقة، وتغزل بسحرها وبجمهورها، كما تقدم بالشكر لإدارة مسرح المجاز على جهودها الكبيرة في دعم الفنانين العرب. وكانت مفاجأة الحفل دعوته محمد عساف إلى خشبة المسرح ليشاركه غناء «ياريت فيي خبيها». وجمهور مسرح المجاز على موعد مع حفل خليجي يحييه عيضة المنهالي ونبيل شعيل يوم الجمعة المقبل.