سامر البرقاوي: الاقتباس ليس نوعاً من الاستسهال

  • 2/19/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يواصل المخرج السوري سامر البرقاوي تصوير مسلسله التلفزيوني الجديد «تشيللو» في لبنان. ويقول البرقاوي في حواره مع «الحياة» أنه أنجز أكثر من نصف مشاهده، ويتوقع أن ينتهي من تصويره نهاية نيسان (أبريل) المقبل. المسلسل مقتبس من فيلم أميركي شهير في عنوان «عرض غير لائق»، وأنجز كتابته للتلفزيون السيناريست السوري نجيب نصير، ويدير التصوير فيه وائل عز الدين، وتنتجه شركتا «إيغل فيلم» و «صبّاح للإعلام» اللبنانيتان، وبمشاركة يوسف الخال ونادين نسيب نجيم وتيم حسن ويسرا اللوزي. يقول البرقاوي رداً على سؤال حول ما إذا كان الاتكاء على قصة فيلم أميركي معروف يصبّ في مصلحة مشروعه التلفزيوني: «قد لا أتفق معك بالتوصيف، فالاتكاء قد يوحي أن اقتباسنا لهذه القصص هو شكل من أشكال الاستسهال، وهذا ليس دقيقاً. فإعادة تقديم هذه القصص برؤى فنية جديدة ومعادلات درامية مبتكرة ومختلفة تضع هذا النتاج الفني بقالب ملائم أمام المشاهد العربي الذي يتابع ما نقدمه باهتمام، وهو يدرك في بعض الأحيان الاقتباس وحجم الجهد المبذول في تشكيل هذا النتاج. إن الاقتباس بهذا المعنى، بمستواه وشكله المذكورين يصب في مشروعي الفني ويخدمه بكل تأكيد». ويضيف المخرج السوري رداً على استفسار حول اعتقاد بعضهم بأن هذا الميل الدرامي يصبّ في خانة «اللاموضوع» ويريح شركات الإنتاج في تسويقه: «إن رصد هذا الميل كأنه ظاهرة فنية غير مسبوقة يثير السخرية والاستغراب، فكم من الأعمال الفنية التي استمتعنا بها، وبما قدم منها من اقتباس في آن، فمثلاً فيلم «Unfaithful» (الخائنة) الذي اقتبس منه مسلسل «لو» هو بحد ذاته اقتباس، وليس الوحيد عن القصة والفيلم الأصل للكاتب والمخرج الفرنسي كلود شابرول، ولم يعب الفيلم ذلك، كما أنه لم يغب عن ترشيحات الأوسكار حينذاك. الموضوع واللاموضوع برأيي ليسا مرتبطين بميل لنوع دون آخر، بل بجدية التعاطي مع القيمة الفنية سواء أكانت مقتبسة أم لا». وعن تعاطي شركات الإنتاج اللبنانية مع المخرج والنجم السوريين، وهل يشكلان اليوم بيضة القبان لأي عمل جديد تقدم عليه هذه الشركات بهدف تسويقه، يقول البرقاوي: «المخرج السوري وما يسبقه من سمعة طيبة لا يملك وحده عصا سحرية ليصنع تحولاً أو يرجح كفة، إنما التسليم بخياراته الفنية وربوبيته على العمل تجعله أكثر تأثيراً وفاعلية في تطوير العمل الفني. إذاً هي شراكة مبنية على الثقة بين مخرج العمل وشركة الإنتاج، وبتلك الثقة وهذه الشراكة استطعت أن أقطع شوطاً مع شركة الصبّاح للمضي نحو الأفضل. أما في ما يخص النجم السوري، فغالباً ما يكون السبب في اختياره كونه ممثلاً جيداً أولاً، وما يعكسه ذلك على سوية العمل، وثانياً كونه عنصراً مساعداً ومهماً في التسويق المحلي والعربي». وعن ظهور المنتج العربي الذكي الذي وجد فرصة في تسمير المشاهد أمام شاشة التلفزيون على مدار العام من خلال مسلسلات الخلطة العربية السحرية المسماة «بان آراب»، يقول سامر البرقاوي: «لم تنجح كل التجارب المقدمة تحت هذا المسمّى، أي أنه لا يكفي اعتماد المنتج لهذا النوع كوصفة نجاح بمعزل عن سوية العناصر الفنية المكونة له». وعن آفاق استمرار التعاون الفني مع شركات الإنتاج اللبنانية مع ضيق الأفق الذي تقترحه الأزمة السورية المتعاظمة وما إذا كانت هناك ضمانات من أي نوع، يقول مخرج تشيللو: «فضاءات العمل مفتوحة ومتاحة في أكثر من بلد عربي، والضامن هو ما نقدمه من أعمال فنية، واحترامنا وولاؤنا لحرفة أتت من تاريخ وصناعة في الدراما ما زالت قادرة على الاستمرار والبقاء على رغم كل ما يحدث».

مشاركة :