وبينت دارة الملك عبدالعزيز أن جميع جدران غرف القصر ووحداته من الداخل والخارج كسيت بطوب طيني مخلوط بالتبن، وهو ما يعرف محليًّا بـ "المشاش"، ثم غطيت طبقة اللياسة الطينية هذه بأخرى رقيقة من الجص الأبيض، وبخاصة داخل المجالس وغرف القصر الرئيسة والمسجد والأعمدة والشرفات، وأفاريز النوافذ والأبواب، أما فيما يتعلق بأعمدة لواوين "مصابيح القصر" فلقد بنيت بواسطة أحجار أسطوانية الشكل مشذبة، كي تأخذ الأعمدة هيئات رشيقة إلى جانب استقامتها ومتانتها، ولقد ربط ما بين أعمدة هذه المصابيح بواسطة سواكف متينة أعدت من خشب الأثل، بحيث تستند هذه السواكف على تيجان الأعمدة، وهي عبارة عن ألواح حجرية مربعة الشكل تثبت فوق رؤوس الأعمدة، ويطلق عليها محليًّا "القنايع". ويحتوي قصر البديعة ـ حسب الزيارة الميدانية ــ على خصائص معمارية تميزه عن الكثير من القصور داخل مدينة الرياض وخارجها، ومن أبرز هذه المميزات وجود مسجد خاص بسكان القصر وضيوفه، وذلك في الدور الثاني جوار المجلس الرئيس للملك، ويبدو هذا المسجد مربع الشكل ويحمل سقفه عمودان أسطوانيان من الخرز، ترتكز على مثليهما من منتصف غرفة في الدور الأرضي تأخذ نفس حجم المسجد، إلا أن هذا الأخير له محراب مجوف يستند خارج المسجد على سارية مصمتة نصف دائرية تبرز من الأرض وكأنها امتداد طبيعي للمحراب، ويقع إلى جانب هذا المسجد المجلس الرئيس الكبير، ولا يتميز هذا المجلس بضخامة حجمه فحسب، بل بجمال تكوينه. يذكر أن الملك عبد العزيز –رحمه الله- كان يتردد على قصر البديعة ومعه ضيوفه صيفًا، وجرت العادة إذا جاء من الرياض أن ينزل في القصر ويمكث فيه حتى يصلي الظهر. ثم يذهب إلى النوم ويخرج بعدها ليجتمع بخاصته حتى يصلي العصر، وبعد تناول الطعام يخرج ومن معه إلى بطحاء الوادي ويجلس هناك حتى يصلي المغرب ثم يعود إلى الرياض، واستخدم هذا القصر لسكن الضيوف بعد بناء "قصر المربع" والقصور المجاورة له، إذ انتقل الملك إلى "المربع" واستخدم قصر البديعة وملاحقه قصورًا للضيافة الملكية. واتُّخذ القصر في عام 1954م مقرًّا لمدرسة الباطن السعودية وشرطة الباطن، حيث احتلت المدرسة القسم الجنوبي من القصر وما زالت الشواهد التي تدل على استخدام هذا الجزء لأغراض التدريس باقية حتى الآن، أما الجزء الشمالي من القصر فقد استخدم مقرًّا لشرطة الباطن. // انتهى // 15:35ت م 0140 www.spa.gov.sa/1883952
مشاركة :