حذرت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، الأحد، من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعني أن اقتصادها “لن يكون جيدا كما هو الآن”. وتحذير لاجارد جاء خلال حديثها في القمة العالمية للحكومات في دبي، التي شهدت استغلال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للفرصة للدعوة للاستثمار في بلده الصغير، الذي يكافح حاليا لتجاوز أزمة اقتصادية بعد أن بات أحد أكبر دول العالم دينا. ويحشد التجمع السنوي قادة العالم في أحد فنادق دبي الفارهة، لعقد محادثات محفزة تدور أكثرها عن الأعمال التجارية. غير أن قمة هذا العام تأتي في خضم تحول عالمي نحو الشعبوية وبعيدا عن العولمة. ولم تتردد لاجارد في انتقاد انسحاب بريطانيا القريب من الاتحاد الأوروبي والمعروف باسم “بريكست”. ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي يوم التاسع والعشرين من مارس/ آذار المقبل، وتخشى الشركات البريطانية خروجا من الاتحاد دون اتفاق معه، ما قد يسفر عن فوضى اقتصادية بفرض تعريفات جمركية وقيود أخرى بين بريطانيا وأوروبا. وقالت لاجارد ” أنا واثقة من شيء واحد، هو أن بريطانيا لن تكون جيدة كما كانت، هذا مؤكد، سواء انتهى الأمر بشكل جيد، سواء كان هناك خروج سلس من الاتحادات الجمركية كما أكد البعض، أو سواء حدث جراء خروج قاس في التاسع والعشرين من مارس(آذار) دون تمديد للإشعار، الأمور لن تكون جيدة كما هي الآن”. وحثت لاجارد كافة الأطراف على “الاستعداد له” إذ سوف يؤدي لاضطراب التبادل التجاري، كما يجري مع بريطانيا حاليا. ومن جانبه سعى رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، لجذب استثمارات دول الخليج، التي طالما كانت داعمة لدولته. ويواجه لبنان الآن دينا عاما ضخما بلغ حجمه 84 مليار دولار، وهو ما يعادل 150% من إجمالي الناتج المحلي، ما يجعله واحدا من أكبر دول العالم ديونا. ومعدل البطالة في لبنان يعتقد أنه بلغ 36%. وفاقم الشلل السياسي من أزمة البلاد الاقتصادية، ونجح لبنان في تشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضي بعد تسعة أشهر من الجمود. وقال الحريري “اتخذنا قرارا بحشد كل القوى السياسية، لأنها الطريقة الوحيدة لإنقاذ لبنان، اليوم في لبنان، ليس لدينا الوقت أو الرفاهية السياسية، لأن اقتصادنا قد ينهار بشكل كامل ما لم نقم بإزالة (السياسة) جراحيا بسرعة وبشكل جاد وجماعي”. ودول خليجية مثل السعودية تتزايد شكوكها إزاء الحكومة اللبنانية بسبب نفوذ حزب الله- الحزب السياسي المدعوم من إيران والجماعة المسلحة. وحزب الله له ثلاثة وزراء في الحكومة الجديدة. وأعطى رئيس الجلسة الحريري ورقة من فئة المائة دولار، وقال إنه يستطيع الاحتفاظ بها إذا تمكن من إقناعه بالاستثمار في لبنان، وبعد الخطاب رد الحريري الورقة المالية، وقال إن كان يتمنى لو كان معه 115 دولارا ليقدمها لرئيس الجلسة. وقام زير الطاقة الأمريكي ريك بيري بزيارة مفاجئة للقمة، حيث صعد إلى المنصة اليوم للإعلان عن مسابقة روبوتات تعقد في وقت لاحق هذا العام بالإمارات. وكان بيري حاكما سابقا لولاية تكساس وخاض تجربتين فاشلتين للترشح في انتخابات الرئاسة، ومال للتواري عن الأضواء في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.