هل آن الأوان لشمس التنمية أن تشرق على القارة الأفريقية، من سماء مصر، بعد أن تولت القاهرة تحت زعامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، زمام القيادة للاتحاد الأفريقي، لأول مرة منذ نشأته في عام 2002.التحصن بدرع التنمية يقي القارة السمراء من الأزمات، هذا هو عنوان خطاب الرئيس للقارة الذي ألقاه أمس في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، بل وهو عنوان المرحلة المقبلة من عمر إفريقيا، وهذا أيضا ما أكده الباحث السياسي محسن عثمان في قراءته لكلمة الرئيس أمام الاتحاد في الجلسة الافتتاحية لاجتماعاته بأديس أبابا عاصمة إثيوبيا.يرى عثمان أن حديث الرئيس أمام الاتحاد الأفريقي، مثّل ورقة عمل تستهدف توحيد الرؤى والأهداف داخل القارة، وكذلك توحيد نظرتها للعالم الخارجي، بشكل يوضح ما تريده أفريقيا من العالم، وما يريده العالم منها.وأشار عثمان إلى احتواء كلمة الرئيس السيسي على عدد من محاور العمل التي تضمن مستقبلا مشرقا للقارة السمراء، لافتا إلى أن محاور كلمة الرئيس ركزت على أبرز القضايا التي تهم دول القارة، وهي تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب؛ حيث أوضح السيسي رؤية مصر التي تستهدف تنسيق الجهود وتبادل المعلومات حول العناصر الإرهابية حتى يمكن تضييق الخناق عليهم.وقال عثمان: "تحدث الرئيس السيسي عن ضرورة وقف تمويل الإرهاب، ومحاسبة من يدعمونه"، مضيفا: "إحلال السلام من أهم محاور كلمة الرئيس، والتي أشار إليها من خلال إطلاقه مبادرة إسكات البنادق، وهي تأتي من اعتقاد مصري راسخ يؤكد أنه دون الأمن والسلام لا توجد تنمية".وأشار إلى أن تآزر هذه المبادرة، مع مبادرة إنهاء المشكلات الحدودية بين الدول، كفيل بإحلال السلام في ربوع القارة، بما تمتلكه مصر من مصداقية لدى جميع دول إفريقيا. وأشار عثمان إلى أن تطرق الرئيس السيسي إلى التنمية المستدامة، ينم عن فهم دقيق لمشكلات شعوب القارة، التي تفتقر إلى التنمية، التي ترفع مستوى المعيشة، وتوفر للمواطنين مستقبلا أكثر قوة ورخاء. وأشاد عثمان بإطلاق الرئيس للنسخة الأولى من مؤتمر السلام والتنمية، واستضافته في في محافظة أسوان، من أجل وضع الحلول لمشكلات القارة، بالتشاور وتبادل الرؤى بين المعنيين كافة.ونوه عثمان باحتواء كلمة الرئيس على عدد آخر من المشكلات المهمة إفريقيا، مثل الصحة، وتفعيل اتفاقيات التجارة الحرة، تمهيدا لإحياء فكرة الاندماج القاري التي طرحها السيسي خلال الفترة الماضية.وأتمّ محسن عثمان بالقول إن مصر تحمل الخير لإفريقيا في شخص الرئيس السيسي، خلال فترة قيادته للاتحاد الأفريقي، في تحول تاريخي يدشن لمرحلة جديدة من مراحل العمل الإفريقي المشترك.
مشاركة :