آن لشموس الثقافة السعودية أن تشرق!

  • 3/30/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كان يوم الأربعاء الماضي يوماً ثقافياً استثنائياً ومبهجاً لكل منتسبٍ للثقافة أو مهتم بها، ففيهِ أعلنت وزارة الثقافة عن رؤيتها وخططها الرامية إلى تعزيز وتمكين الثقافة لتكون رافداً ثرياً ينعم به الوطن والمواطن والمقيم والزائر، ولست أبالغ إذ أقول لقد كان الإعلان الاحتفالي ثقافياً بامتياز، عندما امتزج بالشعر والفن والتقنية البديعة والحضور الثقافي الفاخر. لبثت الثقافة السعودية في الظل أحقاباً، وما كان يُرى منها إلا بصيصٌ لا يهدي إلى ما تتسم به من إبداع وثراء وتنوع وعمقٍ تأريخي، وكثيراً ما بدا المشهدُ الثقافي مرتبكاً مشوشاً تتنازعه التيارات الفكرية والمصالح الشخصية، في ظل غياب حسن الإدارة والتنظيم والرقابة والمساءلة، وقد كان كل من يمت للثقافة بصلة فكر أو أدب أو شعر أو فن ونحو ذلك، مملوءاً بالسُخْط والإحباط لما يرى من تردٍ لحالتها وتنكر لها من قبل المكلفين بتعزيزها وتمكينها، فضلاً عن بعض المثقفين الذين آثروا مسايرة ذلك الوضع البئيس ابتغاءً للوجاهة أو الثراء! اليوم تغير الوضع، أو لا بد أن يتغير إلى الأفضل، فالثقافة شغلت حيزاً كبيراً من مستهدفات وبرامج «رؤية المملكة 2030»، وها هي وزارة الثقافة تتأهب لجعل كل ما يحلم به المثقفون أو من يربطهم بالثقافة فرع من فروعها أو المهتمون بها؛ واقعاً يعيشونه، منطلقة من إرث ثقافي مجيد، ومستهدية برؤيتها وخططها التي صيغت بعناية في إطار «رؤية المملكة 2030» الطموحة الخلاَّقة. اليوم، آن لشموس الثقافة السعودية أن تشرق من كل جهة لتضيء صورتها الناصعة للبعيد قبل القريب، وحان لأقمارها أن تبزغ في كل الآفاق لتنير أدق تفاصيلها الجميلة. الثقافة حق من حقوق الإنسان، وفصل من فصول الشرعة الدولية لحقوق الإنسان التي تتألف من: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فصلٌ تلتقي فيه الحقوق الفردية، والحقوق الجماعية، فمن حق كل إنسان أن يشارك في الحياة الثقافية، ومن حق كل جماعة أن تحافظ على هويتها الثقافية، لذلك فإنه يقع على عاتق وزارة الثقافة ضمان إدماج منظور حقوق الإنسان في تنفيذ رؤيتها وخططها ومبادراتها استناداً إلى المعايير الدولية، خاصة ما يقع منها ضمن نطاق التزامات المملكة التعاهدية أو الطوعية، ومن ذلك على سبيل المثال، الالتزام بحق كل فرد في المشاركة الثقافة على قدم المساواة وفق المعادلة الثلاثية للالتزام المتمثلة في احترام هذا الحق وحمايته والوفاء به، فاحترام الحق يقتضي الامتناع عن التدخل غير المشروع في التمتع بهذا الحق، وحمايته تقتضي منع الآخرين من التدخل في التمتع به، والوفاء به يستلزم اعتماد تدابير ملائمة للإعمال الكامل للحق. ليس لديّ أدنى شك بأن وزارة الثقافة ستنجح في تحقيق ما تتغيّاه طالما أن لديها رؤية وخطة واضحة المعالم ومحددة الأهداف، إضافة إلى ما يُرى جلياً من خلال ما أطلقته من مبادرات ثقافية، من درايةٍ وتبصّرٍ بكل ما يتصل بالشأن الثقافي. وحسبك أن تستمع إلى كلمة وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في ذلك الكرنفال الثقافي الإبداعي، لتستبشر خيراً بمصير ثقافتنا.

مشاركة :