تخوض قوات سوريا الديموقراطية اشتباكات ضارية في شرقي سوريا في اطار المعركة الحاسمة التي تشنها لطرد الإرهابيين من آخر معاقل الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش الارهابي. ومُني التنظيم الذي أعلن في عام 2014 إقامة الخلافة الاسلامية على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين. وبات وجوده حالياً يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين. وأعلنت قوات سوريا الديموقراطي بدء المعركة الحاسمة لإنهاء وجود جهاديي التنظيم الذين باتوا يتحصنون في آخر معاقلهم في شرقي البلاد، بعد توقف دام أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالفرار. ونقلت وكالة هاوار التابعة للإدارة الذاتية الكردية أمس أن قسد سيطرت على كيلومترين مربعين في محور الباغوز، بعد معارك عنيفة مع بقايا عناصر التنظيم، وأضافت الوكالة أن المعارك مستمرة بشكل قوي وبضراوة بين الطرفين وسط تقدم مستمر لقسد، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ايضا عن اشتباكات عنيفة تجري في حين يشن التحالف الدولي قصفا جويا ومدفعيا على مواقع المتطرفين. وقال المسؤول الإعلامي في قسد مصطفى بالي انه بعد إجلاء أكثر من 20 ألف مدني من الباغوز، واتخاذ كل الإجراءات لتجنيب المدنيين من مخاطر الحرب، بدأت قسد إطلاق المعركة الحاسمة لإنهاء ما تبقى من الإرهابيين داخل القرية وإسدال الستار نهائيًا عن الوجود العسكري لداعش، حيث لا يزال هناك نحو 600 متطرف أغلبهم من الأجانب محاصرين في الباغوز، بحسب بالي. وأضاف أنه لا يعتقد أن زعيم التنظيم المتطرف أبوبكر البغدادي في الجيب المحاصر. في المقابل، لم يعلق تنظيم داعش على مجريات المعارك في المنطقة منذ أيام، لكن وكالة أعماق التابعة له، نشرت امس، فيديو يظهر عملية إعدام لمقاتلين قالت انهم من قوات سوريا الديموقراطية كانوا من المحتجزين لدى التنظيم سابقًا في ريف دير الزور الشرقي. في سياق متصل، كشف مسؤول محلي ومصدر عسكري في محافظة الأنبار غربي العراق عن وصول تعزيزات أميركية إلى منطقة التنف على الحدود السورية العراقية، بهدف تأمين الحدود بالتزامن مع العمليات في الجانب السوري. إلى ذلك، سلط تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الضوء على انتهاكات ارتكبتها سلطات النظام بحق لاجئين عادوا إلى سوريا وانتهى بهم المطاف في معتقلاته سيئة السمعة. وتحدثت المجلة مع أقارب اثنين من اللاجئين عادا واختفيا، كما تحدثت عن تجنيد سوريين في الجيش بعدما قرروا العودة. وأشار التقرير إلى أن سوريا لا تزال تقبع تحت حكم «دولة بوليسية» وهو ما يشكل خطراً على عودة اللاجئين. وروت ما حصل للاجئ سوري اسمه أسير، قرر العودة من ألمانيا بعد ان عجز عن استقدام خطيبته، ونتيجة المشاعر المتزايدة المعادية للاجئين، وبعد أسبوعين من وصوله إلى دمشق، استدعاه فرع أمني للتحقيق معه ولم يعد منذ ذلك اليوم. وكحال أسير، عاد لاجئ آخر من ألمانيا واسمه ياسيم واختفى هو الاخر بعد اعتقاله عند الحدود السورية اللبنانية. ونقلت فورين بوليسي عن بيل فرليك، من منظمة «هيومان رايتس»، قوله إن «هنالك مجموعة العوامل الدافعة للخروج من دول اللجوء قد تصل إلى درجة التهجير القسري أو العودة الإجبارية حتى في غياب السياسة الرسمية». وختمت فورين بوليسي بالقول إنه من الصحيح أن نظام الأسد لا يمطر المناطق التي استعادها بالقنابل، ولكن عمليات القتل والتعذيب والاعتقال بطريقة غير قانونية، جميعها لا تزال قائمة.
مشاركة :