رأى رئيس مجلس إدارة النادي العلمي الكويتي طلال الخرافي، ان الابتكار والاختراع هما المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي في هذا العصر، ويلعبان دوراً محورياً في تحقيق الـمزيد من النجاح والازدهار الاجتماعي والاقتصادي للعديد من الدول، مضيفاً انه على الرغم من وجود دول بلا موارد طبيعية وبلا إمكانات مادية، إلا أنها استطاعت أن تتفوق اجتماعياً واقتصادياً بسبب الابتكار. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية للنادي العلمي بمقر غرفة تجارة وصناعة الكويت، تحت عنوان «ما بعد الاختراع»، بحضور الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خليفة بن سعيد العبري، ورئيس قطاع البراءات في المنظمة العالمية للملكية الفكرية «وايبو» الدكتور ماركو إلمان، ومدير إدارة الثقافة العلمية في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور سلام العبلاني، ورئيس لجنة التحكيم في معرض جنيف الدولي للاختراعات ديفيد تاجي، ورئيس الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين «ايفيا» علي راستكار، ومساعد نائب مدير جامعة الكويت للأبحاث الدكتورة ليلى معروف، وأدارها مدير قطاع التنمية والبرامج التنافسية في النادي العلمي الدكتور محمد الصفار.منظومة الاقتصادوقال الخرافي إن العمل التطوعي كما هو عماد للنادي العلمي، فهو كذلك في غرفة تجارة وصناعة الكويت، اعتباراً من أن رئيس وأعضاء الغرفة هم متطوعون للخدمة العامة، مضيفاً «لقد ثبّتت الغرفة مبدأ دعم المخترعين والمبتكرين إيماناً منها بضرورة تمكين المبادرين الكويتيين، من أجل ترجمة اختراعاتهم إلى مشاريع صغيرة ومتوسطة تكون ذات محتوى تقني عالٍ، ما يساهم في تعميق المحتوى التقني في المشروعات الصغيرة والمتوسطة بشكل عام يحفز الآخرين، فالغرفة تؤمن كما نؤمن كلنا، بأن المشاريع الصغيرة تحتل مركزاً محورياً في منظومة الاقتصاد». وتابع ان «الغرفة تحمل رسالة وطنية واستراتيجية واضحة الأهداف، تتمثل بدعم الطاقات الشبابية وتحفيزها، ولأنه لا يختلف اثنان على ذلك فالطاقات الشبابية المبدعة هي العماد والركيزة الأساسية لتطوير الاقتصاد والتنمية في البلاد»، لافتاً إلى أن «العديد من الابتكارات والاختراعات الشبابية تلقى دعماً من الغرفة، إيماناً منها بأن هذه الاختراعات والابتكارات قد تتحول يوماً ما إلى مشاريع صناعية محلية تساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وقد تشكّل مصدراً للدخل يُعتمد عليه».وأكد الحاجة الماسة إلى التركيز على صناعة الأفكار، مبيناً ان «نجاح الدول اقتصادياً يتوقف على عوامل عدة، في مقدمتها اهتمامها بالبحث العلمي والتكنولوجي، وقدرتها على التطوير والابداع ومساهمتها في ايجاد ابتكارات ومنتجات جديدة تقدم حلولاً للـمشكلات التي تواجهها».واشار إلى انه «من منطلق رؤية واستراتيجية النادي العلمي، سعى إلى بناء الجسور وتعزيز الشراكة مع الوزارات والمؤسسات والجهات الـمحلية والـمنظمات الدولية، لإيمانه الراسخ بأهمية تضافر الجهود لتحقيق النجاح وتعزيز الابتكار الذي يعد الركن الأول من أركان الاقتصاد المعرفي». وأوضح الخرافي ان النادي يعمل على خط متوازن مع مؤسسات الدولة ووزاراتها لتحقيق خطة التنمية 2035 ورؤية الكويت الجديدة التي رسمها صاحب السمو، وفي تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار، يقوم فيه القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي، وتشجيع روح المنافسة وترفع كفاءة الانتاج في ظل جهاز دولة مؤسسي داعم، وترسخ القيم وتحافظ على الهوية الاجتماعية وتحقق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة، وتوفر بنية أساسية ملائمة وتشريعات متطورة وبيئة أعمال مشجعة.ولفت إلى «ضرورة تسخير كل الإمكانات لترويج الأفكار والاختراعات الجيدة وتطبيقها على أرض الواقع»، مبيناً انه «خلال السنوات الماضية عمل النادي العلمي على توثيق العلاقات وتوطيد أوجه التعاون مع أهم الـمنظمات الدولية المعنية بالاختراع والابتكار لبحث آليات جادة لتسويق الاختراعات وحفظ حقوق المخترعين». وبيَّن ان هذه المنظمات الدولية أولت ثقتها بالنادي العلمي لوضوح رؤيته واستراتيجيته، وأبدت رغبتها في ان يكون لها مكاتب في الكويت، منوهاً إلى ان «المرحلة المقبلة ستشهد خطوات جادة لاستكمال كل الاجراءات لإتمام العمل مع قياديي هذه المنظمات بما يصب في صالح الاختراعات والمخترعين الكويتيين».حماية الملكيةوأشار إلمان الى الآلية التي يجب أن يستخدمها المخترع للحصول على الحماية، وكذلك البدائل الأخرى للحماية والآلية الأفضل لحماية الاختراع، مشيراً الى ان 3.5 مليون طلب لبراءات اختراع منها مليون تم تطبيقه على المستوى الدولي.واختتم إلمان، مشيراً إلى حاجة الكويت لانشاء مكتب لبراءات الاختراع، من خلال تعاون النادي العلمي مع المؤسسات والجهات العلمية والأكاديمية المهنية، مشيراً إلى المشاورات في هذا الصدد.الطاقات الإبداعيةبدوره، أشار العبلاني، إلى دور النادي العلمي الكبير في دعم المتميزين، وان المعرض يعتبر فرصة لتفجير طاقات الشباب الإبداعية وتحفيزهم على المزيد من الابتكارات.وأشار الى ان الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة تطابق أهداف النادي العلمي، بتهيئة الأجواء لتطوير الأفكار ومساعدة المبتكر للحصول على براءة الاختراع وعمل النموذج الأولي للاختراع، لافتاً إلى ان لدى مركز صباح الأحمد للموهبة والابداع 400 براءة اختراع.وأشار الى انه من الضروري مناقشة الطرق الإجرائية في تسجيل براءات الاختراع في الخارج، مؤكداً ضرورة انشاء مكتب لبراءات الاختراع في الكويت، وان هذا يتطلب تعاون كل الجهات والمؤسسات البحثية والعلمية والأكاديمية لما فيه مصلحة الكويت.تحالفمن جانبه، قال ديفيد تاجي ان 50 في المئة، من المنتجات التي سيتم استخدامها مستقبلاً لم يتم ابتكارها بعد، وانه على أصحاب العقول الابتكارية الاستمرار لايجاد المزيد من الاختراعات التي تخدم البشرية.وأكد ان جميع المشاكل التي تواجه العالم يتم حلها من خلال الاختراعات والابتكارات من اصحاب العقول الابداعية، مشيراً إلى أهمية الدور الذي تقوم به منظمة «وايبو» لمنح براءات الاختراع لحماية حق المخترع، مؤكداً أهمية العمل على تأسيس تحالف ما بين النادي العلمي ومنظمة «وايبو» لحماية الملكية الفكرية لمخترعي الكويت.فكرة رائدةمن ناحيته، قال علي راستكار، ان انعقاد هذه الحلقة فكرة رائدة، وتعد الأولى من نوعها في العالم لجمع المخترعين مع المختصين لطرح المعوقات والمشاكل التي تواجه المخترعين لمناقشتها والتوصل الى الحلول المناسبة لها. ووعد بتحقيق المزيد من الإنجازات خلال الفترة المقبلة، مشيداً بوجود مؤسسة تنموية رائدة في الكويت يقودها طلال الخرافي بمعية فريق متخصص قادر على تحقيق الإنجازات.نجاحات طيبةوشهدت الحلقة النقاشية مداخلة لخليفة العبري، أشاد خلالها بالجهود الكبيرة التي يبذلها النادي العلمي لدعم الطاقات الكويتية والخليجية، وإقامة المعرض الدولي للاختراعات سنوياً ويشهد نمواً وتطوراً عاماً بعد عام، ويحقق نجاحات طيبة في خدمة المخترعين حول العالم.مساعٍ دوليةوفي تصريح لها عقب الحلقة النقاشية، قالت الدكتورة معروف، ان اعلان الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين «ايفيا» فتح مكتب لها في الكويت بالتعاون مع النادي العلمي، يمثل أكثر من انجاز للكويت عامة ولكل المؤسسات البحثية والاكاديمية خاصة، مثمنة جهود رئيس مجلس إدارة النادي العلمي طلال جاسم الخرافي في هذا الاتجاه.وقالت ان هذا الإنجاز يحسب للمساعي الدولية التي يقوم بها رئيس مجلس إدارة النادي العلمي طلال الخرافي، ومحاولاته الحثيثة والجادة في ربط المنظمات الدولية المعنية بالاختراعات مع المخترعين، مبينة ان هذا الاتجاه الذي يشكر عليه النادي العلمي يفيد كل المؤسسات العلمية والبحثية في الكويت.
مشاركة :