دبي: «الخليج» شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ضمن جلسة تخللت فعاليات اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات التي انطلقت أعمالها، امس في دبي، رسالة خاصة متلفزة وجهها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى المشاركين في القمة التي تستمر فعالياتها على مدى ثلاثة أيام وسط حضور دولي وأممي لافت. حضر الجلسة إلى جانب سموه، كل من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومحمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس القمة العالمية للحكومات. وقد دعا قداسة البابا فرنسيس في كلمته حكومات العالم إلى تأكيد التزامهم في مواجهة القضايا الجوهرية كالتحديات السياسية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية، مشدداً قداسته على المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وهي الحفاظ على عالمنا من أي تدهور بيئي وانحطاط أخلاقي كي نسلمه للأجيال التي ستأتي بعدنا، لافتاً إلى أنه يتعين على القياديين والمسؤولين أن يفكروا في نوع العالم الذي يريدون بناءه بحيث يقدّمون مصالح الناس على المصالح الاقتصادية. كما أثنى قداسته على الإمارات التي زارها مؤخراً في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها في المنطقة، واصفاً إياها بأنها دولة تتطلع إلى المستقبل من دون أن تنسى جذورها، وأنها تترجم التسامح والأخوة والاحترام المتبادل إلى مبادرات وأفعال على أرض الواقع. واستهل قداسة البابا كلمته المتلفزة أمام الحضور في اليوم الأول من أعمال القمة، باستعادة أجواء زيارته التاريخية إلى الإمارات، حيث قال: «أحمل في قلبي الزيارة التي قمتُ بها مؤخراً إلى الإمارات، والاستقبال الدافئ الذي حظيتُ به»، لافتاً: «لقد رأيتُ دولةً حديثة تتطلع إلى المستقبل، من دون أن تنسى جذورها». وأضاف: رأيت دولةً تسعى إلى أن تترجم كلمات مثل التسامح والأخوّة والاحترام المتبادل والحرية إلى مبادرات وأفعال على أرض الواقع. وأشاد قداسته بما حققته الإمارات بقوله: «شاهدتُ أيضاً كيف أن الزهور تتفتح وتنمو حتى في الصحراء»، معرباً عن تمنيه بالقول: عدتُ إلى وطني آملاً بأن تزهر العديد من الصحارى في العالم على هذا النحو. وهو أمر أعتقد أنه يمكن تحقيقه فقط إذا عشنا معاً إلى جانب بعضنا بعضاً متحلّين بالانفتاح والاحترام والإرادة للتصدي لمشكلات الجميع، وهي المشكلات التي يواجهها كل شخص في هذه القرية العالمية. وتوقف البابا فرنسيس عند أجندة القمة العالمية للحكومات، قائلاً: أفكر بكم وبالتزاماتكم إذ تواجهون قضايا جوهرية، من بينها التحديات السياسية والتنمية الاقتصادية وحماية البيئة واستخدام التكنولوجيا. ودعا الجمع العالمي بالقول: «إنني أتمنى بصدق ألا يقتصر السؤال المطروح في صلب تفكيركم على ما هي أفضل الفرص التي يمكن استغلالها، وإنما ما نوع العالم الذي نريد بناءه معاً»، لافتاً إلى أن «هذا السؤال يدفعنا كي نفكّر بالناس والأشخاص وليس برؤوس الأموال والمصالح الاقتصادية»، وبأنه «سؤال لا ينظر إلى الغد القريب، وإنما إلى المستقبل البعيد». وأشار البابا إلى ما وصفها ب«المسؤولية الملقاة على عاتقنا: «وهي تسليم عالمنا هذا إلى أولئك الذين سيأتون بعدنا، بحيث نحافظ عليه من أي تدهور بيئي، بل وقبل ذلك، من أي انحطاط أخلاقي»، مشيراً في هذا الخصوص بالقول: «لا نستطيع في الواقع أن نتكلم عن تنمية مستدامة من دون تضامن بين الأجيال». وأكد قداسته: «نستطيع القول إن الخير، إن لم يكن عاماً، ليس في الواقع خيراً». كما لفت قداسة البابا فرنسيس إلى أنه الآن، وأكثر من أي وقت مضى، فإن «التفكير والعمل يتطلبان حواراً حقيقياً مع الآخرين، لأنه من دون الآخرين لن يكون هناك مستقبل لنا».
مشاركة :