أكد عدد من المشاركين في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية أن المؤتمر يعد تجسيداً حقيقياً لمفهوم التسامح الذي تنتهجه دولة الإمارات من خلال إطلاقها لأول وزارة للتسامح واحتضانها للعديد من المؤتمرات والملتقيات التي تضم الخبراء وقادة الفكر بهدف التوصل لحلول تتصدى للفكر الإرهابي المتطرف وأشكال التعصب الديني. وأكد القس عمانويل غريب راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت: أن اللقاء الأخوي الذي يجمع ممثلي الأديان والطوائف في أبوظبي يعد ظاهرة تاريخية مميزة سيكون لها آثار إيجابية مميزة تفيد البشرية، حيث إن المؤتمر ساهم في مكافحة التطرف والفكر الإقصائي الذي يؤمن بأن طريقه هو الصحيح دون أن يقبل بوجود الطرف الآخر. وأضاف: يساهم المؤتمر ولقاء الأخوة الإنسانية في بناء روح التسامح التي تواجه كل من لا يحترم الطرف الآخر، فنحن نحتاج إلى التسامح في أفعالنا وأقوالنا وخططنا ومناهجنا، فالتسامح قيمة بشرية كبيرة نحتاجها في تصرفاتنا اليومية، نظراً لأن التسامح يبدد الخلافات وينهي كافة الإشكالات بين الجميع. وأشار إلى أن دولة الإمارات رسخت مفهوم التسامح والتعايش في المنطقة من خلال نموذجها الملهم بمبادراتها المتميزة، ومنها إطلاق مسمى عام التسامح على العام الجاري وتخصيص وزير للتسامح والمبادرة بدعوة قادة الأديان للحوار من أجل الفهم الحقيقي للواقع المعاصر وما يحتويه من ظروف وتحديات تستدعي توحيد الجهود والرؤى. ولفت إلى أن التسامح هو الهدف الأسمى الذي ينبغي العمل لأجله من خلال الاستمرارية في عقد المؤتمرات واللقاءات بين كبار قادة الأديان في مثل هذه النوعية من المؤتمرات، لافتاً إلى أن وجوده كقس كويتي خليجي ضمن المشاركين في المؤتمر يأتي تجسيداً للرغبة والإرادة الحقيقية للم الشمل بين مختلف الأديان، وصولاً لآليات مشتركة بين الجميع. وبين أن الجهود الحالية لإرساء قيم التسامح تتطلب تعزيزاً متواصلاً، من خلال نشر ثقافة تقبل الآخر في المناهج الدراسية والتعريف بوجود الأديان في المنطقة، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط تتميز بالتعددية الدينية والطوائف المختلفة، وهو ما يجعل الحاجة ملحة للتأكيد على المفاهيم الإيجابية للتعايش والتسامح وتقبل الآخرين خلال المعاملات اليومية. وأوضح عمانويل أن بناء الأوطان يحتاج إلى أن تتضافر الجهود وتسمو على الخلافات، بحيث يعمل الجميع على توظيف القدرات والكوادر والكفاءات المواطنة لبناء مؤسسات الأوطان وجهاتها الخدمية، دون تفرقة بين الكوادر والكفاءات على أساس الدين أو التفرقة، حيث إن التجمع وروح الوطن الواحد تجعل من الأوطان عامرة بالإخاء والسلام. جوهر الأديان من ناحيته قال سونيد داوود من أوغندا: إن المؤتمر يسهم في تحقيق الإخاء الإنساني وهو مفهوم نحتاج لإبرازه في الخطاب الديني والملتقيات الفكرية وخلال البرامج الإعلامية، فالإنسانية يجب أن تعلو وتسمو على كافة الشوائب والأحداث التاريخية التي كانت، فعلينا أن نستحضر جوهر الأديان ورسائلها السامية والقيم والمبادئ التي تقدمها. وأضاف: إن العالم اليوم معجب بتجربة الإمارات التنموية والتي لم تتوقف على النجاح الداخلي من خلال استقبال الملايين من المقيمين ومنحهم فرص العمل في مختلف المجالات والميادين، واحترام كرامتهم الإنسانية، إضافة إلى التجسيد الحقيقي لمفهوم المجتمع المتسامح القائم على العمل المشترك بين المواطنين والمقيمين لتحقيق المنجزات. وتابع: هذا النموذج المتناغم أدى بالإمارات لأن تصبح وجهاً مشرقاً للعالم الإسلامي، واليوم الإمارات منطلقة من تجربتها الناجحة داخلياً، تسعى لتعميم تجربتها ليكون العالم أجمع متسامحاً بين مكوناته وأطرافه، ويعمل من خلاله الجميع على الوصول إلى المنجزات والأهداف التي نتمنى الحصول عليها، والمتمثلة في القضاء على كافة النزاعات والعصبيات حول العالم. وأشار إلى أن العالم يحتاج إلى تعزيز الحوار السلمي بين مختلف الأديان لفهم الآخر ومعرفة ما يجول به من أفكار ومقترحات، حيث عانى العالم خلال السنوات الماضية من وجود الشقاق والفرقة نتيجة لعدم التواصل ما بين قادة الأديان والانغلاق الفكري الذي نشره البعض وفقاً لمفاهيم وتفسيرات مغلوطة عن الأديان، وهو ما نشاهد مواجهته عبر المؤتمر. تعزيز الإخاء الإنساني من ناحيته قال أبوبكر موسى إيغو من بوركينا فاسو: إن المؤتمر يسهم في تقريب الناس من بعضهم البعض من خلال مختلف ورش العمل واللقاءات التي تم من خلالها التوصل لمجموعة من التوصيات التي تدعم مسار تعزيز الإخاء الإنساني ونهج التسامح الذي تسعى دولة الإمارات لترسيخه عالمياً، إضافة إلى التعرف على مجموعة التحديات المختلفة التي تواجه العالم المعاصر. وأضاف: إن التحديات والعقبات التي يمر بها العالم يتم تجاوزها بالعمل المشترك والإرادة الحقيقية بضرورة أن يعمل الجميع معاً، فبدون جمع الطاقات والهمم لن نبلغ الهدف الأسمى وهو التوصل لعالم متسامح، خاصة مع انتشار ثقافة الكراهية في بعض الأماكن حول العالم نتيجة الجهل بتعاليم الدين الحقيقية وما يحتويه العالم من طوائف مختلفة وأديان متعددة. وأشار إلى ثقافة تقبل واحترام الآخر تتطلب أن يعي العالم اليوم الآثار الوخيمة من التعصب والكراهية، حيث عاشت البشرية الكثير من النزاعات والحروب لدوافع التعصب الديني أو العرقي والطائفي، ونتج عن الصراعات الملايين من البشر الذين تضرروا سواء عبر خسارة أرواحهم أو فقدانهم لمنازلهم والتشرد لمجرد أنهم يختلفون عقيدة أو ديناً. ولفت إلى أن الإمارات تعد النموذج الأمثل عالمياً لما يصنعه التسامح من نهضة شاملة، فالدولة رغم عقودها الأربعة إلا أنها استطاعت أن تحتل مكانة بارزة بين دول العالم سواء عبر منظومة الخدمات التي تقدمها أو دعمها لكل مبدع ومبتكر في العالم، إضافة إلى إدراكها العميق بضرورة أن يسود خطاب السلام والمحبة في مواجهة كافة أشكال التعصب. حلول عالمية بدوره قال محمد بداو من بوركينا فاسو: جزيل الشكر لدولة الإمارات على مبادرتها في الدعوة لمؤتمر الإخاء الإنساني، حيث كنا بحاجة منذ زمن طويل لمثل هذا النوع من الملتقيات الفكرية التي يتم من خلالها إعلاء القيم المشتركة ونبذ الخلافات وتجاوزها، حيث نشاهد تضرر العالم بفعل خطاب الكراهية وآثاره التي تفاقمت مع بروز الوسائل الحديثة. وأضاف: إن العالم اليوم هو كتلة واحدة، فالجميع يتأثر بما يحصل في الطرف الآخر من العالم وبالتالي لا يمكن نسيان أننا جميعاً نتشارك الأرض ونتأثر بالتحديات المختلفة سواء من خلال شح مصادر الثروة أو الكوارث الطبيعية وبروز الجماعات الإرهابية، وهذه التحديات مثلما هي تحديات عالمية فأيضاً تحتاج حلولاً عالمية موحدة ومشتركة. وأشار إلى أنه يجب مخاطبة المجتمعات وفقاً للغة السائدة من خلالها، بحيث لا يكون رجل الدين بمنأى عن ما يعيشه مجتمعه وبمعزل عن التغيرات المعاصرة، بحيث يكون قادراً على فهم التحديات المختلفة التي تواجه الشباب وطريقة تفكيرهم الآنية وأن يبني جسراً من الثقة بينه وبينهم ليتمكن من إحداث التغيير الإيجابي الأفضل للمجتمعات والشعوب. ولفت إلى أن إشكالية التعصب الديني تعد إحدى القضايا الكبيرة التي جاءت نتيجة للتراكمات، ويتطلب حلها حلاً جذرياً متواصلاً لا يتوقف عند حدث معين أو فترة زمنية محددة، بل أن يتم إيجاد الآليات المستدامة والحلول بعيدة المدى التي ترسخ من مفهوم التسامح مجتمعياً وتنبذ كافة أشكال الكراهية. القيم الأخلاقية وأكد المطران قيس صادق، مساعد البطريرك الأنطاكي، ممثل بطريرك رومانيا، على أهمية الانفتاح على الآخر وتلاقح الأفكار من أجل أخوة إنسانية سامية، وإيجاد حلول للمشكلات والتحديات التي تواجهها الإنسانية وهو ما نجح فيه المؤتمر. وأشار إلى أن الكيان الإنساني يعاني من هزه مثل الحروب والجوع والأمراض وغيرها، وإن العالم يحتاج لتنظيم السلام، كما نظم الحرب. مع التركيز على القيم الأخلاقية والدينية المشتركة لدى جميع الأشخاص، حيث توجد قواسم مشتركة والبعد عن ما يفرق بين الناس ونحن مدعوون للم قضايانا. وقدم صادق كل الشكر لدولة الإمارات على هذا المحفل الإنساني والتواصل مع كافة الأديان والمعتقدات في العالم، وخاصة إن زيارة قداسة البابا للمنطقة العربية جاءت في وقتها، وبعد ما يسمى بالربيع العربي الذي أنهك دول المنطقة وأدى لتدميرها. ونحن الآن نحتاج لأن نخرج بشيء مهم، وأن لا تبقى مخرجات المؤتمر مخصصة فقط للعلماء والفقهاء واللاهوتيين، وإيجاد حل للتفاوت بين الطبقات المجتمعية وارتفاع معدلات الفقر المستهدفة من الجماعات المتطرفة، والتجديد في خطاب التعليم والتركيز على المواطنة والتعايش. مظلة الإنسانية أعرب مارك شتاير حاخام رئيس مؤسسة الفهم المعرفي في الولايات المتحدة، عن تقديره لدولة الإمارات التي سعت إلى جمع ممثلي الديانات والعقائد من مختلف بقاع العالم تحت سقف واحد، تحت مظلة الأخوة الإنسانية، وقال: نحن نتشرف كيهود بأن نكون هنا في هذا التجمع الكبير الذي يضم كافة الأجناس والمعتقدات، ونحن سعيدون بأن تقود الإمارات هذا الانفتاح الذي نراه، حيث يجتمع أبناء الديانات السماوية وغيرهم في إطار من المحبة والوئام. «علماء الأزهر»: لقاء تاريخي في أرض التعايش السلمي أجمع علماء الأزهر المشاركون بالمؤتمر على أن هذا اللقاء تاريخي، ووصف الدكتور عبدالله سرحان عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الأزهر اللقاء بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بأنه لقاء تاريخي بكل ما تحمله الكلمة من معان لأنه يجسد روح التسامح والإخاء، وترسيخ مبدأ التعارف الذي دعا إليه الإسلام وجاء ذكره في القرآن الكريم، ونحن نتمسك بهذا المبدأ ودين الإسلام دين المحبة والإخاء والعمل المشترك مع كافة الأديان. وقال سرحان: نحن نؤكد على الأهداف السامية التي نادت بها وأجمعت عليها كافة الأديان، وبالرغم من أن هذا اللقاء لم يكن الأول بين فضيلة الإمام والبابا، لأن هناك عدة لقاءات جمعتهما، ولكن أهميته تكمن في عقده بدولة الإمارات وحضور ممثلين من كل المعتقدات، وهناك مشتركات بين بني الإنسان، ونحن في الأزهر الشريف يحدونا الأمل بأن تملأ دعوة المحبة والإخاء الأرض، من دولة الإمارات، ونحن حريصون على التمسك بهذا المبدأ الكريم، والإخاء والتعاون والألفة التي تجعل الناس تعيش في أمان ويتعاملون ضمن مشتركاتهم الإنسانية. وأكد أن العقل والمنطق وكل الأديان السماوية دعت إلى التعاون والإخاء وتنمية المشتركات فيما بينها. من جانبه أكد الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أن هذه الزيارة التاريخية ليست باللقاء بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا، لأنه سبق أن التقيا قبل ذلك، لكن أهمية هذه الزيارة تكمن بأنها على أرض الإمارات، وزيارة تاريخية لأحد الباباوات لأول مرة لشبه الجزيرة العربية، ولم يسبق أحد منهم أن زار هذه المنطقة من قبل. وأضاف أن هذا اللقاء يحقق العديد من الدلالات أهمها، أنه لقاء يشكل دلالة علمية ورسالة للعالم بأن الأخوة الإنسانية لا تحدها عقيدة أو لون أو جنس أو لغة. واختيار الإمارات لتكون مقراً للقاء لاعتبارها تعد نموذجاً يمكن يحتذى به في التطبيق العملي للأخوة الإنسانية، كما أنه يتزامن وتخصيص الإمارات 2019 عام التسامح. خصوصية اللقاء قالت الدكتور إلهام شاهين استاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر: «إن هذا الاجتماع يجمع البابا فرنسيس وهو الذي يرأس أكبر طائفة مسيحية في العالم، ولهذا تكمن خصوصية اللقاء، وأنه جاء في وقته، والمنطقة تشهد تغيرات وأحداثا عنيفة، وهذا اللقاء من شأنه أن يرسخ مبدأ الأخوة الإنسانية والعدالة، وكون أنه ينعقد في الخليج، يعد ملمحاً جديداً في التعاون وإبراز التعايش مع كافة الأطياف الإنسانية. وأضافت: يعكس اللقاء دعوة الإمارات باعتبارها النموذج الأمثل الذي يعكس الاهتمام بتنمية معاني السلام والتسامح، دون النظر للنوع والجنس والمذهب والطائفة. فكل البشر يعيشون على أرض الإمارات بتعاون بما يحقق مصالحهم ومصالح الدولة. وتابعت: يدل على ذلك ما يشعر به المواطن والمقيم بالمودة المشتركة بينهما، وعدم وجود فرق بين أصحاب المعتقدات وكافة أشكال الديانات، كل يعيش في تناغم. تنمية القيم المشتركة من جانبها قالت نهلة الصعيدي، عميد كلية العلوم الإسلامية في جامعة الأزهر، إن الإمارات من خلال هذا المؤتمر واللقاء ترسل رسالة للعالم أجمع بضرورة المسارعة بالتعايش والتسامح واحترام الإنسانية، كما هي في أرض الإمارات. وأكدت أن الأديان جاءت رسالة واحدة، والعمل على تنمية القيم الإنسانية المشتركة، فلا توجد تنمية حقيقية دون سلام حقيقي ودون تعايش سلمي بين جميع مكونات المجتمع، وأعربت عن تقديرها للدور بالغ الأهمية الذي تقوم به دولة الإمارات، بما يخدم قضايا الأمة العربية والإسلامية. المقاصد العليا للديانات من جانبه أكد الدكتور رضا محمود أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية في جامعة الأزهر، أن الإمارات تقوم بتجسيد عملي وواقعي لمقاصد الديانات السماوية، وأن الأزهر يؤكد أن المقاصد العليا للديانات، هي الدعوة إلى تدعيم صور الأخوة الإنسانية، والمقصد هو التعارف بين البشر. وأشار إلى أن هذا المؤتمر أسمى أهدافه دعوة الناس والشعوب والطوائف للعيش المشترك، والتفاعل الإيجابي بعيداً عن الصراعات المذهبية والعقائدية والطائفية. الإخاء والمحبة من جانبه أكد الدكتور مصطفى عبدالغني عميد كلية طب الأسنان في جماعة الأزهر، أن رسالة الإسلام الإخاء والمحبة هي سمة ظاهرة في مناقشات المؤتمر الذي يشارك فيه الأزهر بخطاب مختلف بكافة الكليات وأعضاء هيئة التدريس. وأشار إلى دور الأزهر في التسامح والحوار والدعوة إلى الحب والعيش بين المكونات المجتمعية، وأشار إلى أن الإمارات هي أرض للجميع وليس جديدا عليها أن تجتمع كافة الأطياف والجنسيات والعقائد على أرضها. دعم الحوار البناء وقال الدكتور نزيه عبدالمقصود مبروك، عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر: جزيل الشكر لدولة الإمارات ولقيادتها الرشيدة على مبادرتها في دعوة قادة الأديان للاجتماع في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية من خلال توفير البيئة الملائمة للحوار البناء بين مختلف ممثلي الطوائف والأديان ودعم الحوار البناء بينهم، للتوصل إلى المبادئ والقيم الحقيقية التي تشترك فيها العقائد جميعاً. وأضاف: إن الدين الإسلامي الحنيف أكد على الإنسانية والأخوة الإنسانية من خلال مختلف الآيات والأحاديث الشريفة التي نصت على أهمية التعارف الإنساني دون النظر إلى جوانب التفرقة أو الخلاف، حيث يحتوي ديننا الحنيف على الوصايا والقيم المتعلقة بالأخوة الإنسانية وأهمية التواصل بين كافة الشعوب باختلاف معتقداتهم وأديانهم وأعراقهم. وأشار إلى أن الإنسان هو أخ للإنسان الآخر، لذلك لابد من وجود التعارف والتكامل والتآلف والمحبة والمودة بين كل أفراد الشعوب والمجتمعات، بغض النظر عن المعتقدات والخلافات الفكرية فالأخوة الإنسانية تجمع بين جميع البشر، ويتوجب التذكير بها وإعلائها في الخطاب، حيث إن التسامح والمودة هما الطريق لمكافحة التطرف وأشكاله العنيفة. وأشار إلى أن وجود فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب في دولة الإمارات واللقاء مع قداسة البابا فرنسيس، إضافة إلى وجود وفد الأزهر للحضور والمشاركة في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، هي جميعاً تأكيدات على رسالة الأزهر السامية والمتواصلة التي تدعو إلى قيم التسامح والوسطية والاعتدال، وهو ما يحرص من خلاله الأزهر على تجسيده في مختلف المؤتمرات والمشاركات. ولفت إلى أن المؤتمر يسعى لترسيخ الأخوة الإنسانية بين قادة الأديان والمجتمعات عبر استعراض النقاط التي تتشارك فيها الأديان، وهو أمر له الأثر الإيجابي المستقبلي في صياغة الآليات والخطط والاستراتيجيات التي تدعم جهود الدول في مواجهة الإرهاب والتطرف خاصة أن التعايش الديني هو الحل الأمثل لإنهاء كافة أشكال التعصب. رسالة إلى العالم عنوانها التصـالح مع الآخر وإنهاء الصراعات أشاد المشاركون في اللقاء التاريخي الذي جمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، بتوصيات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، مؤكدين أنها ستؤدي إلى تفعيل الجهود العالمية لنشر ثقافة التعايش وتقبل الآخر فكرياً وإنهاء الصراعات، وتعزيز خطاب المحبة والسلام عبر المنابر الإعلامية والدينية في مختلف المجتمعات. قال معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: المؤتمر حدث غير مسبوق، جمع هؤلاء الناس بأفكارهم وعقائدهم ودياناتهم تحت سقفٍ واحد والذي يجمعهم هو الحب والتسامح، موضحاً أن هذا المزيج والتنوع بمختلف الطوائف والفئات لم يحدث من قبل على مدى التاريخ؛ لذلك أبوظبي حين تحتضن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فهي إضافة ورسالة إلى العالم عنوانها التسامح والتصالح مع الآخر، وفتح نوافذ الحوار لتقبل أفكار الآخرين دون نزاعٍ وصراع. وأكد معاليه أن المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية سيؤسس لما بعد، ويجعل الأرض خصبة وقابلة لزرع الأفكار الإنسانية البناءة التي تخدم المجتمعات وترتقي بها نحو فضاءاتٍ واسعة، ومساحاتٍ شاسعة مليئة بالحياة. دولة العطاء الإنساني وقال الأرشمندريت ديمتريوس منصور من كنيسة الروم الأرثوذكس في مسقط عمان: إن المؤتمر عبارة عن حدث كبير وعظيم في الوقت نفسه، وهذا أقل ما تقدمه الإمارات للإنسانية كونها دولة العطاء الإنساني والسخاء الذي ينهل منه العالم، ويستلهم منه مدى أهمية الإنسان وما يحمل من فكر يضفي على الحياة حياة مليئة بالتسامح والتآخي. مؤتمرات تخدم الإسلام وأضاف مفتي أوكرانيا الشيخ أحمد تميم، أن مثل هذه المؤتمرات تخدم الإسلام وتعطيه الصورة المثلى لأن يظهر بصورته الحقيقية للعالم بما يحمل من حب وتسامح وانفتاح على الآخر بشفافية الروح، وعفوية الفكرة، لافتاً إلى أن المؤتمر سيبني أفكاراً جديدة وستكون هناك متغيّرات إيجابية تؤثر على الأجيال القادمة برسم مفهوم التسامح بأرقى مفاهيمه الإنسانية الراسخة في الوجدان. دور الإمارات رائد وأوضح المهندس عادل مرقص حنين: سيبقى ذكر المؤتمر خالداً ودور الإمارات رائداً في تعزيز التسامح الإنساني لحياة خالية من الأحقاد والضغائن. وإرساء مفهوم الإنسانية بمعناها الحقيقي الذي يعني أن الإنسان بحاجة إلى أخيه الإنسان ولا يستطيع أحد التخلص من الآخر والعيش بمفرده، فجميعنا مكملون المسيرة الحياتية دون استثناء، وهذا ما يتطلع إليه المؤتمر وما تسعى إليه القيادة الإماراتية بخطواتها الحكيمة. مؤتمر استثنائي وتحدث المطران نقولا بعلبكي من سوريا، قائلا: إن المؤتمر استثنائي وهام جداً لنقل رسالة الأديان السامية بصورتها الحقيقية ومعناها الحقيقي الذي يجل من قيمة الإنسان ليضعها في أعلى مراتب الحياة دون التقليل من شأنه وقيمته، مؤكداً أن هذه المؤتمرات تخلقُ إنساناً واعياً مدركاً يشعر بقيمة نفسة ما يجعله ذلك يشعر بقيمة الآخرين وما يحملون من فكر وثقافة. مسؤوليات إنسانية وأشاد منير أحمد باجنيب من الفلبين بالمؤتمر وما يقدمه للأمة أجمع حيث يضع أمامها المسؤوليات الإنسانية التي يجب أن تسير عليها للارتقاء بمفهوم الإنسانية وخلق بيئة حياتية خالية من الخرائب والمصائب التي يقوم بها المتطرفون والمتشددون باسم الديانات التي ينتمون إليها، والديانات أساساً بريئة منهم ومن أفعالهم الإرهابية.
مشاركة :