} في إطار تصاعد موجات وتيارات التطرف، وتطرف سياسات الدول الكبرى في العالم، وخاصة الدول الاستعمارية القديمة والحديثة، وفي ظل غياب لغة العقل ولغة الفكر، ما جعل بلدانا وشعوبا خاصة في العالمين العربي والإسلامي تعيش مآسي مختلفة وتدفع أغلى الأثمان من أمنها واستقرارها وتصل إلى فقدان الأوطان! في ظل ذلك وغيره من الانحدار الأخلاقي وتغييب لغة التعايش والسلام، فإن كل عاقل هو في النهاية مع رسم وترسيخ المبادئ الدينية والأخلاقية السمحة ومن دون شك. من منا لا يريد (تبني ثقافة الحوار دربا والتعاون المشترك سبيلاً والتعارف المتبادل نهجا وطريقا) وهو مما جاء في (وثيقة الأخوة الإنسانية) التي وقعها بتاريخ 4 فبراير 2019 الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.«أحمد الطيب» وبابا الفاتيكان «فرنسيس» في أبوظبي، ما اعتبره الكثيرون حدثا تاريخيا، لما تحمله الوثيقة من قيم ومبادئ نظرية تدعو إلى رفض التطرف والعنف والكراهية واتخاذ الدين ستارًا لكل ذلك. هذه الوثيقة التي جاءت باسم الإسلام والمسيحية من المفترض أن تكون بادرة لفتح حوار حقيقي وجاد بين أصحاب أكبر ديانتين في العالم إن صحت النوايا خاصة من طرف الفاتيكان! } نحن نعرف جيدًا دور الأزهر الشريف تاريخيا وحاليا وهو دور مشرف، باعتباره أهم المراجع الإسلامية، ونعرف إمكانيات د.«أحمد الطيب» شيخ الأزهر الكبيرة فكريا وثقافيا وبالطبع دينيا، ولكننا بالمقابل نعرف على المستوى التاريخي وحتى اليوم جوهر دور «الفاتيكان» وبابا الفاتيكان في الحملات الصليبية العنصرية ضد الإسلام والمسلمين وهنا لا نطرح تشكيكا في أهمية الوثيقة نظريا والتي صدرت باسم المسيحية الكاثوليكية والأخوة الإنسانية كمبادئ، ولكن نطرح هنا الوجه الآخر للبابا «فرنسيس» نفسه الذي وقَّع مع الأزهر على هذه الوثيقة! في مدينة تولون خاطب «البابا فرنسيس» الفرنسيين قائلا وقوله مسجل صوتا وصورة ما يلي ونترك للقارئ الحكم: (أوروبا على وشك السقوط في الهاوية وفرنسا كذلك، هل سنستسلم لهذه «الكارثة والمصيبة» هكذا أم سنقول لا؟! في عام 1944 «الحرب العالمية الثانية» لو لم تكن هناك مقاومة من قبل ديجول وتشرشل والآخرين، لو لم تكن هناك رغبة في المقاومة والنضال والكفاح أين سنكون اليوم؟! وأين ستكونون أنتم اليوم؟! نحن الآن في أزمة ومعضلة كما كنا في عام 1944! ليست النازية هذه المرة ولكن ما هو أسوأ بكثير! إنها «فاشية» أخرى والتي قررت أن تغزو أوروبا. في الواقع هناك نوعان من الفاشية: الفاشية المالية و«الفاشية الإسلامية»! إنها الحقيقة! أنا أعرف جيدًا ما هو الإسلام ولقد عشته يوميا. فرنسا ستصبح دولة مسلمة غدا! هؤلاء الأطفال سيكونون مسلمين في المستقبل. هؤلاء الأطفال سيكبرون وسيكون الإسلام منتشرا في كل مكان. الاسم الأكثر تداولا للمواليد في بروكسل هو «محمد» أكثر من 50% من المواليد «محمد» في بروكسل، وكذلك في أغلب مدن بريطانيا حاليا وغيرها من الدول الأوروبية، والكنيسة هنا تراقب كل هذه الكوارث بكل برود وسذاجة، والكنيسة هنا تراقب كل هذه الكوارث من دون فعل أي شيء! ولكنني سأضع «خطة» سوف نبدأ غدا، غدا سنضع «خطة واستراتيجية للتغيير»!). انتهى كلام البابا، ومن الغريب أن من قال ذلك عن الإسلام هو من يوقع وثيقة للحوار والتسامح والتعايش والتعاون المتبادل! غريب من وصف الإسلام كدين بالفاشية وأنه أسوأ من النازية، ووصفه بالكارثة والمصيبة، أن يكون هو من يدعو إلى الأخوة الإنسانية! أي القولين نصدق؟! وغدا نكمل فللحديث تتمة بعنوان آخر.
مشاركة :