«التطوير» سمة من سمات الكون، والتغيير حقيقة لا مناص منها، فمع تنوع أشكال المنافسة بين المواقع الإخبارية تنهار الفواصل والفروقات بين المنافسين، ويصبح قادة السوق مجرد تابعين، تتقلص حصتهم من الزوار تدريجيًّا مع ظهور منافسين جدد أقوياء يتعاملون وفقًا لمتطلبات المتغيرات الجديدة.وأي موقع إخباري أو منظومة إعلامية تؤثر وتتأثر بعوامل البيئة الخارجية وأي تغييرات تطرأ على خصائص العناصر الرئيسية «الجمهور والمعلنين»، أو التشريعات والمخاطر التي تظهر بفعل قوة الضغوط، لذا دائمًا ما تحتاج إلى خطط تطوير تمنحها القدرة على الثبات والاستقرار والتعاطي بإيجابية مع الأوضاع الجديدة. و«التحرير» هو صلب العملية الإعلامية برمتها، وجوهر الرسالة وملك المشروع، وبه يمكن إثارة النزعة الإنسانية لدى القراء، وبه يمكن التعبير بدقة عن السياسة التحريرية وأهداف الموقع، ويمثل 30% من نسبة النجاح في نماذج التقييم الشاملة لأي موقع إخباري.والمحتوى الصحفي، هو منتج له خصائص ومزايا وفوائد وذو قيمة استعمالية عالية لدى القراء، وهو صالح للاستخدام بفترة صلاحية مفتوحة، حيث إن المعلومات المنشورة قد يحتاجها الجمهور في أوقات مختلفة دون التقييد بتوقيت وقوع الحدث، وهذا لا يلغي قيمة الحداثة في النشر. فنشر المعلومات فور وصولها إلى الموقع يعني أنه منتج صحفي جديد وذو أهمية قصوى للقراء في هذا التوقيت، لكن استمراره على صفحات الموقع يعني أنه منتج متجدد تظهر فيه كل مظاهر الجذب لدى القارئ الذي يريد الحصول على تلك المعلومة سواء كمنتج أرشيفي أو بحثي، لكن بطبيعة الحال هو صالح للاستخدام والاستدلال به لتأريخ الأحداث.وعملية تقييم الجوانب التحريرية للموقع بها العديد من المحاور التي يجب أن يُلقى الضوء عليها وهي على النحو التالي: المحور الأول: السياسة التحريريةالمحور الثاني: شكل ومضمون المحتوىالمحور الثالث: مصادر المعلوماتالمحور الرابع: التحديث ودورة النشرالمحور السادس: معايير الجودة المهنيةوسنناقش كل محور في المقالات المقبلة.
مشاركة :