تعد عملية قياس أداء الموقع، فيما يسمى «التقييم» أو «التشخيص»، من العمليات المهمة الضرورية لمعرفة مدى فعاليته في الوصول للهدف الذي أنشئ من أجله، وبمثابة العامل الأساسي الذي تعتمد عليه خطط تطوير المواقع، لكي يحقق الفائدة المرجوة منه، ولجذب زائري الإنترنت ومستخدميه، وجعلهم يترددون على الموقع باستمرار ليسوا كزائرين فقط، بل ومستفيدين أيضًا.فأي موقع إلكتروني يشبه في حد ذاته، بشكل كبير آلة معقدة، إذ يوجد العديد من العناصر المختلفة المتوافرة على المواقع، يعمل بعضها مع بعض في بيئة تفاعلية؛ حيث يؤثر عمل أي عنصر على عمل الآخر، ويجب أن تُساهم كل عناصره في تحقيق أهداف وإثبات كفاءة الموقع، وإثبات كذلك أنه بالفعل يخدم الغرض الذي وضع له.والتقييم يمر بمرحلتين؛ الأولى: عملية جمع البيانات والحقائق التي تتعلق بوضع الموقع فيما يخص الجوانب كافة، والثانية: تشخيص الأوضاع والمشكلات ووضع حلول لها.ويجري - خلال عملية التقييم - تقييم طريق وأسلوب العمل والأداء والنشر وإنتاجية المحررين والمديرين، والبنية التحتية من مقر وأجهزة تقنية وقياس حجم استهلاكها، وقياس الجوانب السلوكية لفريق العمل من «محررين ومديرين»، فيما يخص معدل دوران العمل والغيابات والتأخيرات والشكاوى، ودوافع الأفراد واتجاهاتهم وقيمتهم وعلاقاتهم.هذا بالإضافة إلى قياس الجوانب التحريرية الخاصة، ومدى التزام فريق التحرير بالسياسة التحريرية، ومعايير انتقاء الموضوعات الصالحة للنشر، ومدى جودة دورة المعلومات منذ جلبها حتى الظهور على الموقع، وأسلوب الكتابة وحجم الأخطاء اللغوية. فالهدف من عملية التقييم في الجانب التحريري؛ قياس مدى جودة المنتج الصحفي، الذي تنشره في موقعك، والذي ينطوي على مجموعة من المعايير، التي تحدد مدى توافق المنتج أو الخدمة مع حاجة المستفيد، وعليه فإن المعلومات لا ترقى إلى مستوى الجودة، ولا تكون لها قيمة فعلية إلا إذا كانت مطابقة لحاجة المستفيد منها، وهو الذي يوظفها في مجال معين لحل مشكلة أو قضاء حاجة.كما يتم تقييم الجوانب التقنية من استضافة، وتصميم، وبرمجة، ولوحة تحكمن ومدى حاجاتهم إلى تغييرات أو تعديلات؛ لجعل الأهداف الجديدة أكثر سهولة في التنفيذ، بالإضافة إلى التسويق وحجم الزيارات والترويج وجمهور الموقع الحقيقي.وكلما كانت عملية «التقييم» أو «التشخيص» دقيقة وتحليلها جيدا، ومعتمدة على أدوات واضحة للقياس، كان من السهل وضع «روشتة علاج» أو «وصفة» ناجحة، يمكن تنفيذها عبر برامج التطوير.وتتوقف دقة «التقييم»، على مدى واقعية وصدق وصحة المعلومات التي نجمعها، والطريقة التي نعرف بها المشكلات التي يعانيها الموقع، وتحديد حجمها ومظاهرها وأسبابها وآثارها السلبية، ووضع حلول تكفي لتحسين الأوضاع.وهنا يجدر التنويه إلى أن ضعف الأداء أو سوء الأوضاع لا يجب إرجاعه إلى العنصر البشري المنفذ فقط، بل قد يكون بسبب الجوانب الإدارية أو التحريرية أو التقنية أو التسويقية، أو بسبب تقادم المعدات وضعف الإنترنت وسوء الكاميرات.. إلخ.
مشاركة :