40 عاماً من ثورة الملالي!

  • 2/11/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أربعة عقود مضت على الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه، واستلام الخميني سلطة المرشد الأعلى الحاكم بأمره، وإعلان ولاية الفقيه، وتضمينها في مقدمة الدستور الإيراني لتكون أحد أهم مبادئ السياسة الإيرانية التي تقوم عليها في تصدير الثورة؛ بما يسمى (نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها)، حيث يمثّل هذا الإعلان بداية الخلاف مع إيران الثورة وليس الدولة. الثورة الإيرانية منذ البداية كانت تحمل مشروعاً توسعياً، وحلماً إمبراطورياً فارسياً، واتخذت من الدين وسيلة لتحقيق غاية، والطائفية شعاراً لتمرير إيديولوجيا التحزّب ونشر الفتن والتدخل في شؤون الدول الداخلية، حيث كانت الحرب مع العراق شرارة الصراع في المنطقة، والإرهاب عنواناً لعمليات القتل والتفجير لخصوم الثورة في الخارج، إلى جانب دعم الميليشيات في العراق ولبنان وسورية واليمن للعمل بالوكالة تحت إمرة الولي الفقيه، كذلك توفير ملاذات آمنة للعناصر الإرهابية ليكونوا أدوات التدمير في ساعة الصفر. لم يكن مشروع الملالي محدوداً بجغرافيا، أو مرتبطاً بتاريخ ثقافي يدّعون فيه استعادة أمجادهم، بل كانوا في مهمة تصدير عالمية لمذهبهم، وأفكارهم، وتجنيد أتباعهم، والأخطر من ذلك استخدام العنف والقوة للوصول إلى أهدافهم، بل أكثر من ذلك الحصول على السلاح النووي ليدمروا به العالم، ويمارسوا معه أشد أنواع الابتزاز والمساومة، والمواجهة الحتمية إذا اقتضى الأمر ذلك. لقد رفع الخميني شعارات وقدّم وصايا في 40 كتاباً ألفها في الدين والسياسة والفلسفة، وبنى عليها دستور إيران الثورة، والغريب فيها تناقضها، وتهافت منطلقاتها الفكرية، ومن ذلك أن يصف أميركا بـ"الشيطان الأكبر" في العلن ويتودد لها في السر، ويصف روسيا بـ"الشيطان الأصغر" ويتحالف معها في تحقيق مصالحه، وينادي بـ"الموت لإسرائيل" وهو أول من يستسلم أمامها ويتحاور معها إذا وصل الأمر حد المواجهة، وكل ذلك مؤشر على أن التقية التي رسّخها الخميني ليست دينية -مع اختلافنا معها-، وإنما سياسية في إبطان النيات والأحلام لحكم المنطقة، ويكفي التدخل الإيراني على الأرض في العراق وسورية واليمن ولبنان مثالاً على المشروع الإيراني الذي بدأ تقية وانتهى إلى واقع على الأرض. إيران اليوم بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي تدخل مرحلة حرجة من تاريخها الثوري، وتواجه قوى إقليمية ودولية تراهن على سقوطها من الداخل بفعل الاقتصاد، وانحسار مشروعها في الخارج بفعل الحرب وتحديداً في سورية واليمن، ولكن يبقى الأهم أن يكون هناك ناتج من كل ذلك المجهود العسكري والاقتصادي، حيث تبدو الفرصة سانحة في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أفضل من أي وقت مضى، ولكن علينا أن نكون أكثر صبراً واستعداداً لمواجهة طويلة المدى مع الملالي.

مشاركة :