لا تزال الصحف العربية تهتم بذكرى مرور 40 عاماً على الثورة الإيرانية، وهو الاهتمام الذي ينبع من شعور الكثير من المحللين بخطورة السياسات الإيرانية الساعية إلى الإضرار بالمنطقة واستقرارها. وأجمعت تقارير وقراءات -تناولتها عدة صحف عربية اليوم ونقلها موقع "24 الإماراتي"- على أن الثورة الإيرانية ليست إلا حصاد 40 عاماً من الفشل والرقص على جثث الآخرين؛ بداية من محاولة تشييع الآخرين، وحتى ممارسة الانتهاكات والإضرار بالأمن الداخلي، والاضطرابات بالمنطقة لتحقيق أهداف ثورية تخريبية لإيران فقط. احتفال الخزي وقال الكاتب الصحفي أحمد الجار الله في افتتاحية صحيفة "السياسة": إن "نظام الملالي يحتفل هذه الأيام بالذكرى الأربعين للانقلاب على الشاه؛ في وقت تزداد فيه عزلة إيران ويدفع المواطن بها ثمن تصريحات قادتها، عزلةً وجوعاً وحرماناً من ثرواتهم الوطنية، في سبيل مشروع قائم على سلسلة أوهام وأحقاد وانتقام". وقال "الجار الله": إن "الناظر إلى إيران في ما بعد الشاه، يرى سلسلة من الخرائب، بدأت مع تصفية الخميني لكل من رافقوه وأيدوه في حركته الانقلابية في عاميْ 1978 و1979، إما عبر التفجيرات التي شهدتها طهران فور نجاح الانقلاب، وإما الاغتيالات، وإما الهروب من المقصلة، بمن فيهم أول رئيس للجمهورية أبو الحسن بني صدر". وأشار الكاتب إلى أن الاحتفال بالذكرى الأربعين على انقلاب الخميني، هو في الحقيقة احتفال خزي وليس فرحاً بانتصار.. هو رقص على جثث الإيرانيين المقتولين قمعاً واغتيالاً وجوعاً الذين ما زالوا يسعون إلى إسقاط ديكتاتورية الملالي؛ برغم ما أصابهم من ويلات في الانتفاضات السابقة. لم تنتصر وفي صحيفة "الشرق الأوسط"، رفض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مقولة انتصار إيران وحزب الله في لبنان؛ معتبراً في حوار له مع الصحيفة أنه "في الوقت الحاضر ليس هناك مَن يواجه؛ لأنه لا أحد يريد المواجهة؛ لكن هذا لا يعني أن إيران انتصرت". وقال "جعجع": إنه "يعارض ترديد مقولة انتصار إيران في لبنان لأن الواقع يؤكد غير ذلك". وأشار إلى الكثير من التصريحات الإيرانية عن لبنان وأيضاً تصريحات حزب الله بشأن الارتقاء بالدولة اللبنانية والعمل على توفير الخدمات الأساسية. وتساءل: إلى أين وصلت هذه الطروحات؟ مجيباً أنها لم تصل إلى أي مكان، ولن تصل؛ وبالتالي ليس صحيحاً أن إيران سيطرت على لبنان. تاريخ من التناقضات بدورها أشارت صحيفة "الاتحاد الإماراتية"، إلى أن الثورة الإيرانية أكلت وتأكل أبناءها.. جاء ذلك في مقال لـ"بهجت قرني" حمل عنوان "تجربة مع الثورة الإيرانية"، ولفت المقال إلى أن إيران لا تزال تقترف الممارسات الإرهابية. وأن الثورة الإيرانية واجهت تناقضاً واضحاً، وهو التناقض بين الدولة والثورة. وقال "قرني": إن "هذا التناقض يتجلى في إصرار ملالي إيران على تصدير الثورة وعلى الانشغال بالصراعات الخارجية". ونبّه الكاتب إلى أن إيران استهلكت الكثير من مواردها من أجل شيطنة الآخر؛ وهو ما بات واضحاً منذ أزمة الرهائن الأمريكيين بعد اقتحام السفارة الأمريكية في طهران بعد اندلاع الثورة. ولفت إلى أن خطورة محاولات "تشييع" المجتمعات العربية؛ وهو ما يتم مع عدد من الجماعات بالمنطقة، مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والداخل السوري؛ مما يزيد من خطورة هذه السياسات الإيرانية على استقرار المنطقة.
مشاركة :