اليأس بوابة التطرف.. وصناعة الأمل سبيل النجاة

  • 2/11/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت دراسة حديثة أن هناك ارتباطاً بين اليأس والعنف والإرهاب، وأيضاً التعاطف مع التطرف، مشيرة إلى أن 55 % من الشباب العربي يرون أن المنطقة إلى الأسوأ، وهو ما يظهر حالة اليأس والإحباط التي تسيطر على أكثر من نصف الشباب العربي. وكشفت هذه الدراسة المتخصصة، عن أن ما يطلق عليه «الربيع العربي» بلغت خسائره الاقتصادية فقط 600 مليار دولار، وذلك دون الجوانب والمجالات الأخرى. ودعا المشاركون في جلسة «كيف نحارب التطرف بصناعة الأمل؟»، إلى مكافحة التطرف بتغيير فكر الشباب العربي، وزراعة الأمل بدل اليأس، وتعليم الأجيال الصاعدة الإيجابية، مؤكدين أن الجميع مسؤولون في أي مكان ووفقاً لأي دور يمارسونه أو يرغبون في القيام به، مشددين على أن الأمل أكبر قوة لمواجهة الإرهاب. واستعرضت الجلسة 45 نموذجاً عربياً ملهماً، استطاعت أن تغير الواقع، وتساعد وتنقذ شرائح مجتمعية متعددة، ومارست دورها بإيجابية، دون انتظار أن تقوم الحكومات أو غيرها بهذا الدور والواجب. وفي البداية، أكد سعيد العطر الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني الذي أدار الجلسة، أن الحرب على الإرهاب أدت إلى تراجع دول مئات السنين، مشيراً إلى أنه بعد إعادة تعريف الإرهاب تقلص التطرف جغرافياً، إلا أنه ما زال موجوداً وينمو في بيئة اليأس. مستقبل العراق ثم استعرض العراقي هشام الذهبي، مؤسس البيت العراقي للإبداع فاتحاً أبوابه لأطفال الشوارع في العراق موفراً لهم الرعاية اللازمة لعيش حياة كريمة، مشيراً إلى أنه أسس هذا البيت لحماية أطفال الشوارع من الاستغلال من قبل الجماعات الإرهابية. وأشار الذهبي الذي حصل على جائزة صناع الأمل في 2017 من دبي، إلى أنه تمكن من تطوير مفهوم رعاية الأطفال في العراق لصناعة الأمل، مؤكداً أن العمل التطوعي يحمي من التطرف والإرهاب، حيث يشعر الإنسان أنه جزء من المجتمع. ونوه الذهبي الذي ما زال في مرحلة الشباب، بأنه أصبح جداً لنحو 8 أطفال، بعد أن تخرج في الجامعة عدد من الأشخاص الذين قدم لهم الرعاية، ثم تزوجوا وأنجبوا، مشيراً إلى أنه عنده 180 ألف شاب وشابة من المتابعين لصفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». فخر الكويت ثم تحدثت الكويتية معالي العسومي، صانعة الأمل التي هاجرت من الكويت مكرسة حياتها لمساعدة أطفال اليمن، ومن الخمسة الأوائل في مبادرة صناع الأمل في نسختها الأولى، مشيرة إلى أنها هاجرت إلى اليمن قبل نحو 10 سنوات، وواجهت معارضة كبيرة من أهلها حتى إن أمها قطعت علاقتها بها لمدة عام. وذكرت العسومي، وهي خريجة الجامعة الأميركية وتمتلك شركة خاصة، أنها أصرت على الذهاب إلى اليمن وخدمة المحتاجين بعد أن رأت التشرد والفقر، فتمكنت من تنظيم 30 حملة إغاثة، استفاد منها 250 ألف شخص، ونفذت 15 مشروعاً مائياً، استفاد منها عشرات الآلاف، مؤكدة أنها تشعر بالسعادة في خدمة الناس. اللافت أن العسومي، اشترطت على الشخص الذي تقدم لخطبتها أن يتطوع أولاً، لقبول الزواج، منوهة بأن المرأة عندها ميزة دخول بلد مثل اليمن والتعامل مع القبائل والوصول إلى القلوب، كما أنها هي الأقدر على تحديد احتياجات المرأة. وكشفت العسومي، أنها عانت الكثير بسبب جماعات التطرف، وتعرضت للاعتقال والتهديد، واتهمت بالكفر. وأفادت المتطوعة الكويتية، بأنها ركزت على تعليم المرأة، خاصة في القرى، حيث يتم استغلال جهل وأمية المرأة في تلك المناطق من قبل المتعصبين دينياً، لافتة إلى أنها دربت 4000 متطوع في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنها غيرت حياة مليون إنسان بعد أن حصلت على جائزة صناع الأمل. الحلم المصري أما النموذج الرابع الملهم، فكان قصة المصري محمود وحيد الذي أعاد مئات المشردين من كبار السن إلى أهلهم، كما وفر العناية الصحية والنفسية للمئات غيرهم عبر دار المسنين الخاصة به والتي أسسها لهذه الغاية. وأشار إلى أنه نجح في تحويل مشروعه البسيط إلى مشروع قومي في مصر، بعد أن أمر مؤخراً، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنفاذ ومساعدة وإيواء الكثير من المشردين، وهو ما يعني أن الدولة تتحرك في هذا الاتجاه. وأكد وحيد أن الناس الذين يعيشون في الشارع يكونون ناقمين على المجتمع، لأنهم يشعرون بظلم المجتمع لهم، وهم تربة خصبة يمكن أن تجذبهم الأفكار المتطرفة، داعياً الشباب إلى التحرك والإيجابية لمساعدة الآخرين.

مشاركة :