كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت: كان من المفترض أن تدفء النار قلوب صباح وروعة وطلال سليمان، الأطفال السوريون النازحون، لكنها اشتعلت وحرقتهم وجعلت أجسادهم الغضة الطرية وقوداً لنيران أعدّت لتدفئتهم وحماية عظامهم من برودة الطقس. ثلاثة أطفال تراوحت أعمارهم بين عام وعامين ونصف العا، تحولت أجسادهم لجثث متفحمة، لم تحرقهم هم فقط، بل حرقت قلبي والديهما اللذين حاولا حمايتهما من الحرب في سوريا فنزحوا عنها، فالتهمتم النار بلدة بحنين في المنية، في لبنان. القدر، نعم القدر، ولكن الاهمال أيضا له دور في ترك هؤلاء الأطفال داخل الخيمة، أو ما يسمى منزلا، حيث تركوا وحدهم فيه إلى جانب مدفئة تعمل على المازوت. ذهب الوالد إلى العمل لالتقاط رزقا لأطفاله، واضطرت الوالدة إلى الذهاب لشراء بعض الحاجيات لهم من الدكان، وما هي إلا دقائق حتى التهمت النيران الأطفال الثلاثة، ولم تعد تجد كلمات الوالد: ساعدوني علنا نستطيع إنقاذ أحد منهم وإيصاله إلى المستشفى..
مشاركة :