جددت قوى سياسية معارضة في الجزائر، الدعوة الى مسيرات «غضب» واعتصامات الثلثاء المقبل، ووسعت الدعوة إلى الجالية الجزائرية في الخارج، ما اضطر الحكومة الى إقرار زيارتين لرئيس الحكومة عبد المالك سلال لجنوب البلاد في اليوم ذاته والذي يصادف ذكرى تأميم المحروقات عام 1971، في محاولة لتطويق خطوات المعارضة. واختار سلال، إحياء زياراته الميدانية التفقدية، للمحافظات، فيما ظهرت دعوات من أحزاب موالية وتنظيمات نقابية مقربة من السلطة، الى تنظيم اعتصامات مؤيدة لخيارات الحكومة، ما يجعل يوم الثلثاء المقبل، موعداً لـ «مبارزة» شعبية بين المعارضة والسلطة. ولا يعرف إذا كانت السلطات ستسمح بتنظيم مثل هذا النشاط، غير أنه جرى في العادة رفض الترخيص لأي احتجاج في العاصمة وغلق الساحات العامة بالحواجز، عدا في حالات نادرة، علماً أن المدينة لازالت تخضع عملياً لأحكام حال طوارئ رغم إلغائها في شباط (فبراير) 2011، إذ يمنع تنظيم أي مسيرات فيها. ويخضع المنع لمرسوم تنفيذي وقع في عهد رئيس الحكومة السابق علي بن فليس عقب مسيرات غضب انطلقت من منطقة القبائل نحو العاصمة وخلفت مئات القتلى عام 2001. وتأتي هذه التطورات مع استمرار الجدل حول استكشاف واستغلال الغاز الصخري من جانب سكان منطقة عين صالح وبعض الولايات الأخرى في الجنوب. وستكون زيارة رئيس الحكومة للجنوب، رداً على دعوات إلى الخروج في تظاهرات في كل ولايات البلاد. واتفقت المعارضة على تثبيت تاريخ 24 شباط (فبراير)، موعداً للحراك في الشارع، على حساب اقتراح رأى أنه من الأنسب تقديم الموعد إلى عطلة الأسبوع. وتقرر أيضاً جمع قادة الأحزاب والشخصيات في ساحة «الأول من مايو» أو ساحة البريد المركزي، في العاصمة، بدل توزيع الحراك على مجموع الولايات. على صعيد آخر، نفت وزارة الدفاع الجزائرية فحوى تقارير مرتبطة بـ «الوضع الأمني السائد في دول الجوار وبخاصة في ليبيا»، وأشارت إلى أن «ما يجمع بين هذه المقالات أنها تتضمن معلومات وأرقاماً تصب في إثارة الرأي العام وزرع البلبلة». وفي هذا الإطار، لفتت وزارة الدفاع في بيان إلى أن «الحدود الوطنية تحميها درع متينة، وأن وحدات الجيش الوطني الشعبي ومختلف قوات الأمن بالمرصاد لدحر أي محاولة اختراق وكلها يقظة واستعداد لمواجهة أي طارئ». وأكدت الوزارة أن ضمان أمن الجزائر واستقرارها، يعتمدان على تأمين الحدود مع دول الجوار بنشر وحدات عسكرية، وأيضاً من خلال نشاط ديبلوماسي يعتمد على الوساطة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.
مشاركة :