لا مفر من مشاكل يكون سببها سوء التحكيم، وهذا يحدث في كل الملاعب، هذه حقيقة، وأخطاؤه جزء من اللعبة. ذلك صحيح، والحكم بشر الكل يعرف ذلك، ماذا تبقى، أعتقد الكثير وما يتم ذكره وهو ما يتردد دائمًا ليس إلا عرض المرض، ولا بد من التشخيص الدقيق، وإيجاد العلاج المداوي، إن عز الشفاء. ليس هناك أي اتحاد كرة قدم في العالم كل حكامه في مستوى واحد، بل قد لا تجد في كل اتحاد أكثر من خمسة أطقم تؤدي عملها بشكل متقن، وهي أيضًا تقع في أخطاء، والفرق بين أن تكون حكما جيدا وعكس ذلك، هو ما يجب أن نهتم به، لأن الحكم الرديء قد ينجح أحيانا في الخروج بالمباراة إلى بر الأمان، وحتى يكون هناك عدد من الحكام الجيدين، هنا تقع مسؤولية كل اتحاد، ودور اللجنة المختصة الرئيسي. اللجان المعنية باختيار الحكام، وتأهيلهم وتطويرهم، تقفز على ذلك، إلى فرض الحكام والدفاع عنهم، والدخول مع الأندية والجماهير في صراع عبثي حين تحاول اللعب على مبررات منطقية، لإخفاء العيوب غير المنطقية، وهذا لن يحل المشكلة ولن يوقف الشكوى من ضياع الحقوق، ولن يجمل صورة الحكم لمجرد أن تبرر له اللجنة سوء مستواه ولا أقول أخطاءه. لا بد أن يكون الحل من نقطة الصفر، على أي لجنة معنية باختيار من يرغبون في الدخول في هذا المجال، أن تتشدد في القبول، ذلك أفضل لها وأسهل من أن تتفرغ لإصلاح وتعديل ما كان يجب عليها أن لا تقبله منذ البداية، لا بد أن يكون أساس القبول مراعيا للرغبة، والموهبة، والاستعداد البدني، والنفسي، والقوام، والمظهر، والثقة في النفس، والاستعداد الفطري لاكتساب مزيد من المعرفة والخبرة. لكل مجال خصائص يجب أن تتحقق في الراغب في الانضمام إليه، والتحكيم الرياضي ليس فقط رغبة وتعلما وحفظ قوانين، وإدارة المنافسات هي مثل أداء اللاعبين، يمكن ملاحظتها وتقييمها، والحكم الشخص الذي يمكن أن تميزه داخل الملعب أكثر من اللاعبين، بكل نجوميتهم وجاذبيتهم، وإذا كان بمواصفات فارقة، فإنها تضيف إلى دوره احتراما، وإلى قراراته اطمئنانا ووثوقا، الحكم المؤهل يمكن أن يصبح حكما جيدا، والحكم الجيد يمكن أن يخطئ، لكنه لا يستمر في الأخطاء، ولا تهتز ثقة اللاعبين والجماهير فيه، أما الحكم الذي لا يملك من مواصفات التحكيم إلا الزي وحفظ القانون ومنحة القبول، فإنه مضر للعبة قبل المنافسة، ولن يحظى بالثقة مهما مر من بعض التجارب بسلام. دعونا نتجاوز نغمة الحكم المحلي والأجنبي، ولنركز على الجيد، وغير الجيد، من يصلح أن يدير المباراة ليس بتعيينات اللجنة المختصة ولكن بما يؤديه الحكم فعليا، إذا أراد اتحاد الكرة أن يقوم بعمل يحفظه له التاريخ، عليه أن يعيد النظر في أساليب وآليات استقطاب الراغبين في دخول هذا المجال، ويضع ذلك في سلم أولوياته، فهناك ارتباط وثيق بتطور مستوى اللعبة بطبيعة إدارة المنافسات وتكنيك، وقرارات، وتعامل وتقديرات الحكم خلاف تحقق عدالة المنافسات. ذلك سيتبعه بالضرورة تقلص الأخطاء وتسلل الثقة الراسخة داخل النفوس، وعلى الاتحاد أن يأخذ حقه في اتخاذ أي قرار، يرى أن فيه حماية للعبة وللحكام، حتى لو بجلب حكام غير محليين متى كان ذلك ضروريا، من المؤكد أن هذا لن يوقف الأخطاء بالمرة وإلحاقها الضرر بالأندية، كما لن يوقف الشكوى حقيقة أم ادعاء، لكن القيام به ملزم لتحسين واقع أحد أهم عناصر اللعبة.
مشاركة :