استعادت كرة القدم الأوروبية ذكريات قديمة مؤلمة تعود إلى ثمانينات القرن الماضي في أعقاب وقوع أحداث عنف وعنصرية كبيرة خلال الفترة الأخيرة. ووقعت صدمة كبيرة في الأوساط الرياضية من لقطة هتاف مجموعة من مشجعي تشيلسي نحن عنصريون ونحب التعامل بهذه الطريقة أثناء محاولتهم منع رجل فرنسي أسود من دخول عربة في احد قطارات المترو في باريس. والشعور بالصدمة والاشمئزاز في حد ذاته يعتبر من الأمور الإيجابية لأن مثل هذه الحوادث لم تعد معتادة في العصر الحديث كما كان يحدث في الماضي. وأدانت جميع الأطراف هذه الواقعة وقرر تشيلسي وبشكل فوري منع 5 أشخاص من دخول ملعبه كما قال المدرب جوزيه مورينيو إنه يشعر بالخجل مما حدث وهي تصرفات تؤكد حدوث تغيير في التعامل مع الموقف. لكن هذه الواقعة لم تكن فريدة من نوعها. فمنذ 3 سنوات أصابت مجموعة من مشجعي تشيلسي النادي بحرج كبير بعدما أصدرت بعض الأصوات التي كانت تحدث في أيام المحرقة النازية خلال مواجهة مع توتنهام هوتسبير المعروف بشعبيته في الأوساط اليهودية. ورغم أنه لا جدال في أن هذه الوقائع لم تعد معتادة وأن الملاعب أصبحت أكثر أمنا وسلامة خلال الفترة الحالية بينما تسيطر فكرة تطهير كرة القدم من العنف والعنصرية على الأندية والسلطات التي باتت تتجاهل عمدا بعض الأدلة القادمة من معظم دول القارة. وقبل أيام قليلة اشتبكت جماهير فينوورد مع شرطة مكافحة الشغب في إيطاليا قبل مواجهة روما في الدوري الأوروبي وأسفر ذلك عن اعتقال العشرات من المشجعين وتضررت كثيرا جراء ذلك بعض أماكن في العاصمة الإيطالية. وكان من الغريب أن السلطات الإيطالية تعاملت مع الأمر بنوع من المفاجأة رغم واقع أن روما أصبحت من الأماكن الخطيرة على المشجعين الزائرين في ظل وقوع حوادث اعتداءات وطعن بالقرب من الملعب الأولمبي في العديد من المناسبات السابقة. ولم تسلم اسبانيا من حوادث العنف أيضا بعد مقتل أحد مشجعي ديبورتيفو كورونيا قبل مواجهة أتليتيكو مدريد في نوفمبر الماضي وتعرض اثنين من مشجعي باريس سان جيرمان للطعن خارج ملعب نوكامب معقل برشلونة في ديسمبر. وحاولت السلطات الاسبانية تحميل الأندية مسؤولية أكبر بعدما قدمت لائحة عقوبات تتضمن خصم النقاط من الفرق إلى جانب عقوبات أخرى على الإساءات اللفظية.وفقا لرويترز. كما كان المشجع السويدي ستيفان إيساكسون ضحية لشغب الملاعب بعدما مات متأثرا بتعرضه للضرب من مشجعي فريق منافس قبل مباراة بالدوري المحلي في العام الماضي. وتعرضت كرة القدم الهولندية والروسية للعديد من الحوادث العنيفة على مدار سنوات لكن الكثير من هذه الوقائع انتقلت إلى أماكن خارج الملاعب حيث تشتبك الجماهير بعيدا عن أنظار الشرطة وعادة ما يتم تصويرها وبثها على الإنترنت في لقطات تجذب الكثيرين. وفي ألمانيا أشعلت مجموعة من مشجعي ألتراس كولونيا الألعاب النارية قبل أن تقتحم الملعب عقب مباراة الفريق أمام الغريم التقليدي بروسيا مونشنجلادباخ وهو ما دعا الاتحاد الألماني للتفكير في منع مشجعي الفرق الزائرة من الحضور. وتحدث في فرنسا أيضا مشكلات متعلقة بفريق باستيا المنتمي إلى جزيرة كورسيكا وفي ديسمبر الماضي رفض بول جورج نتيب لاعب الفريق الزائر نانت تنفيذ ركلة ركنية بسبب تعرضه لإساءة عنصرية من المشجعين. وتبقى هناك العديد من الحوادث العنصرية والعرقية في دول يوغوسلافيا السابقة مثل البوسنة وكرواتيا وصربيا. وخلال العام الماضي تعرض الكرواتي يوسيب سيمونيتش المولود في أستراليا للإيقاف 10 مباريات ليغيب بالتالي عن المشاركة في كأس العالم بسبب توجيهه هتافات مؤيدة للنازية نحو المشجعين في لقاء دولي. وتسببت الواقعة الأخيرة لمشجعي تشيلسي في مترو باريس في رد فعل من الأمم المتحدة التي قالت في بيان إن ما حدث في باريس يظهر حجم العمل المطلوب للقضاء على العنصرية في الرياضة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: العنصرية والعنف يشوهان الوجه الجميل لكرة القدم
مشاركة :