أمين الدوبلي (أبوظبي) إذا كان السؤال عن أعظم شعور في كرة القدم.. فإن الإجابة المتوقعة والتلقائية عند الغالبية العظمى من اللاعبين والمدربين والإداريين والجماهير، هي حالة الفوز، ونشوة الانتصار، وانتفاضة المدرجات عند تسجيل الهدف، وفرحة الحصول على النقاط الثلاث، ولحظة المجد عند التتويج باللقب، ودمعة المشتاق عند رفع الكأس، والثقة عند انتزاع الصدارة، هذه كلها معان جميلة في اللعبة الشعبية الأولى في العالم، لكننا مع المشهد المهيب لخروج البرتغالي رونالدو مصابا وسط تصفيق ودموع جماهير فرنسا والبرتغال في الملعب على حد سواء، ووقوف الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند لتحية اللاعب، ومسح ديدي دي شامب مدرب الديوك على رأس «الدون»، اكتشفنا أن في الكرة ما هو أعظم من الفوز، وأقيم من النقاط، وأغلى من هز الشباك، وأرفع من الصدارة، وأهم من التتويج، إنها الأخلاق الرياضية واللعب النظيف، والمصداقية حتى لو أدت إلى الخسارة. في نهائي يورو 2016، وبرغم خسارة المنتخب الفرنسي على ملعبه ووسط جماهيره، بقيت مشاعر التعاطف مع «الدون»، وذهب اللاعب ديمتري باييت بعد المباراة ليعتذر لرونالدو عن التحامه القوي، بعد أن كان قد اعتذر له في الملعب، وفي المقابل تقبل رونالدو اعتذاره في المرتين. ولم تقتصر السلوكيات النبيلة فقط في يورو 2016، لكنها تستدعي لذاكرتنا مشهدا ولا أروع للاعب الألماني أرون هانت خلال مباراة بريمن أمام نورنبرج عندما احتسب حكم المباراة مانويل جرايفي ضربة جزاء لبريمن بسبب خطأ ارتكبه أحد المدافعين بحق هانت، قام اللاعب الشجاع على الفور وجرى في اتجاه الحكم وصحح له المعلومة قائلاً إن أحدا لم يلمسه، وانه لا يستحق ركلة الجزاء، مما دفع الحكم إلى إلغاء قراره. المواقف كثيرة التي تتجلى فيها الروح الرياضية، والشجاعة من اللاعبين والجماهير، والمدربين، فلم يكن ذلك وحده عنوانا للتحضر، ولم ولن يكون الأخير، إلا أننا وجدنا تلك المواقف ماثلة أمام أعيننا الآن أكثر من أي لحظة مضت، خاصة مع انتشار مظاهر التعصب في ملاعبنا، وانتشار سلوكيات التحايل، والتمثيل، وادعاء الإصابة، فكان من الضروري أن نتوقف أمامها لنستخلص منها الدروس، ونستطلع الآراء في غياب معاني وقيم الرياضة عن ساحاتنا وملاعبنا في هذا التحقيق. وقال الحكم الدولي السابق إبراهيم المهيري: عند إصابة رونالدو وما تلا ذلك من مواقف، شعرت بقيمة الرياضة، واعتقد أن المواقف المدهشة من هذا النوع كانت كثيرة في يورو «2016» ولابد للاعبينا ومدربينا أن يتعلموا منها فلن أنسى مواساة سامي خضيرة لاعب منتخب ألمانيا للحارس الإيطالي بوفون بعد خروج الآزوري، وكذلك حرص الألماني كيميتش على إخراج الكرة برغم تأخر فريقه لإصابة ديمتري باييت والتي كانت خفيفة. ... المزيد
مشاركة :