اللعب أو فلنقل التلاعب كي نكون أكثر دقة أصبح اليوم في منافسات كرة القدم السعودية على المكشوف وعلى طريقة "اللي ما يشتري يتفرج"، وإزاء ذلك لم يعد بإمكان المتضرر الاحتماء بالقانون ولا اللجوء للمسؤول، فكل ما عليه فعله هو ابتلاع القهر، وإن استطاع الشكوى فليس لأحد غير طوب الأرض لأن خصمه هنا هو القاضي وقد قيل (إن كان خصمك القاضي فمن تقاضي)، الأحداث في هذا الصدد كثيرة لكن حسبي أن أقف على أحداث مباراة النصر والرائد وتداعياتها والتطورات الأخيرة التي خرجت على إثرها والانعكاسات السريعة التي خلفتها بعد قرارات الحكم الدولي محمد القرني، وحتى أكون أكثر دقة فهي حالة واحدة نتج عنها خطأ واضح أضاع على النصر جزائية صريحة، فيما الحالة الثانية ظل الجدل حيالها كبير حتى بين محللي التحكيم والمتابعين يتعلق بكرة يقول النصراويون أنها تجاوزت خط المرمى ويقول المحللون وكثير من المتابعين عكس ذلك. نتيجة التعادل التي آلت إليها المباراة، كانت كافية لتفجير براكين الغضب لدى النصراويين إدارة وجماهير وإعلاميين، فبعد 90 دقيقة ونيف من زمن المباراة أطلق القرني صافرته معلناً انتهائها وبداية مسلسل طويل من الأحداث، فرئيس النصر الأمير فيصل بن تركي ينطلق بسرعة نحو حكام المباراة فيحاصرهم وألسنة الغضب تتطاير من بين قسمات وجهه وهم لا يلوون على فعل شيء على الرغم من محاولات الحكم الرابع مرعي العواجي في شراء خاطره فيما رجال الأمن واقفين كشهود عيان، وما كاد ينهي الرئيس النصراوي غضبته حتى بدأ دور الجماهير النصراوية المحتقنة بمقذوفاتها من المياه وقواريرها تجاه الحكام لا يردعها عن ذلك مطالبات رئيس ناديها بالتوقف. الأمر لا يقف عند هذا الحد، فالرئيس النصراوي الغاضب لم يشفِ غليله، فالرسالة بدت أنها لم تصل بعد فيلجأ إلى القنوات الفضائية، داعياً الحكام للجلوس في بيوتهم واستعداده لدفع مستحقاتهم، ملتفتاً نحو رئيس لجنة الحكام بأن يكون في مستوى المسؤولية وإلا فليترك منصبه، من دون أن ينسى رئيس لجنة الانضباط إذ طالبه بالتزام الصمت وإلا فليلجس في بيته، قبل أن يغلق الحديث بتهديد رئيس الاتحاد السعودي المغلوب على أمره بإسقاطه من كرسيه عبر التكتل الذي قاده ليجلسه عليه، معتبراً ذلك آخر إنذار يوجهه له، والأعظم من كل ذلك ما قيل بأنه توجه للحكام في غرفتهم الخاصة. كل تلك الأحداث اكتفت منها لجنة الانضباط بقرار غرامة لرئيس النصر بقيمة 50 ألف ريال تحت ذريعة الإساءة الإعلامية لمسؤولي المباراة ولجنتهم من دون أن تأتي على تفاصيل التصريح الذي لم يبقِ لاتحاد الكرة من هيبة، بل إنها خلقت العذر لجماهير النصر ببيان "لا شيء يذكر" مستندة على تقرير حكم جبان لتتجاوز عن عقوبة مقذوفات الجماهير التي اصطادتها كاميرات المصورين وصادق عليها مراقب المباراة في تقريره الذي دس في الأدراج قبل أن يفتضح أمره إعلامياً، وكأني بها قد استوعبت الدرس جيداً. ليس الربيش وحده من بدا مستوعباً للدرس بل حتى المهنا الذي جاء بفرقة إعدام بملابس حكام لمواجهة النصر والخليج وليس له من مهمة إلا نحر الأخير من الوريد إلى الوريد وتقديمه على طبق من فضة لنهشه، وقد حدث ذلك بنجاح وسيق الخليج سوقاً للخسارة ككبش فداء وعلى مرأى ومسمع من احمد عيد والذي كأني به يقول (كله تمام يا فندم)!
مشاركة :