قالت صحيفة ميامي هيرالد الأمريكية إن هناك 3 سيناريوهات رئيسية لما سوف يحدث في فنزويلا، في أعقاب القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة وعشرات من الدول الكبرى في العالم بالاعتراف بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسًا شرعيًا للبلاد، والمطالبة بإجراء انتخابات حرة لإنهاء الأزمة الانسانية التي تعاني منها البلاد لإنهاء حكم الرئيس الحالي نيكولاس مادورو. وبينما يستمر صراع العروش بين مادورو وجوايدو، يسعى كل منهما لاستمالة أكبر عدد ممكن من المواطنين الذين يعانون من أزمة انسانية، ونقص حاد في المواد الغذائية والكثير من الأدوية. وكان مادورو قد أطلق أمس الاثنين أكبر مناورات عسكرية في تاريخ البلاد، ونشر صورا ومقاطع فيديو على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، يظهر فيها بأحد معسكرات الجيش التي احتشد فيها آلاف الجنود والمركبات العسكرية. وقال مادورو إن المناورات التي تستمر حتى 15 فبراير الجاري، هي الأكثر أهمية في تاريخ فنزويلا، وستكون الأكبر على الإطلاق، مضيفا “يجب أن نستعد للدفاع عن استقلال فنزويلا وسلامة أراضيها واستقلالها“. وأعلن الجيش الفنزويلي في وقت سابق أنه شرع في إجراء مناورات من أجل “تعزيز القدرة الدفاعية للبلاد“. وفي المقابل، وجه زعيم المعارضة جوايدو الانتقادات إلى الجيش، إذ قال إن عدم سماحه، بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد جريمة ضد الإنسانية، مُشيرًا إلى أن العسكريين تحولوا إلى جلادين. وفيما يلي السيناريوهات الثلاث المتوقع أن تشهدها فنزويلا في الفترة المُقبلة حسب ميامي هيرالد. إجراء انتخابات حرة تخضع لمراقبة دولية في مواجهة الحظر الأمريكي الذي يُعطل صادرات النفط الفنزويلية، أكبر مصدر للدخل في البلاد، وتزايد الاضطرابات في الداخل حيث يُطالب الفنزويليون بالسماح بدخول الشاحنات المليئة بالمعونات الغذائية الأجنبية إلى البلاد، قد يجبر الجيش الفنزويلي مادورو على قبول انتخابات حرة. وقد تشهد فنزويلا في هذه الفترة أحداث أشبه كثيرًا بنهاية نظام الساندنيستا في نيكاراجوا قبل انتخابات عام 1990، سوف يضطر مادورو إلى قبول عقد انتخابات ليحفظ ماء وجهه، وفي حالة خسارته تتوقع الصحيفة الأمريكية أن ينتقل إلى كوبا ويبدأ حياته جديدة. مادورو يبقى في السلطة لأجل غير مُسمى قد يتمكن مادورو من النجاة من هذه الأزمة والتغلب على المشاكل بمساعدة الصين وروسيا، وقد يتحول الاهتمام الدولي قريبًا إلى مكان آخر. كما حدث في كوبا، فإن الأزمة الانسانية في فنزويلا قد تزداد سوءًا مع زيادة العقوبات الدولية، وهروب الملايين من المواطنين من البلاد، فيقل عدد الأفواه الجائعة، ويصبح من السهل التحكم في الموظفين العموميين الأكثر طواعية من خلال الإعانات الحكومية الغذائية. تدخل عسكري أمريكي يُطيح بمادورو اتهمت محكمة أمريكية مادورو واتباعه بتهريب المخدرات، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين البلدين، ما يقود إلى غزو عسكري أمريكي لفنزويلا، وربما تشهد الفترة المُقبلة أحداثًا لا تختلف كثيرًا عما حدث في بنما وجزيرة جرينادا في الكاريبي ثمانينات من القرن الماضي. تقول الصحيفة الأمريكية إن الأحداث ستكون أكثر دموية في فنزويلا، فبينما يضم جيش بنما 21 ألف جندي، ويصل عدد الجنود في جيش جرينادا إلى 200 جندي، ولا يملك الجيش دبابات أو أسلحة ثقيلة، فإن القوات المسلحة الفنزويلية لديها 351 ألف جندي، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني. كذلك توضح الصحيفة الأمريكية أن فنزويلا بلد مساحتها أكبر كثيرًا من بنما أو جزيرة صغيرة مثل جرينادا، وبينما شارك ما يقدر بحوالي 20 ألف جندي أمريكي في غزو بنما، معظمهم بالفعل كانوا في القواعد الأمريكية هناك، وشارك 7000 جندي في عزو جرينادا، فإن بعض المحللين يقدرون عدد الجنود الأمريكيين المفترض أن يشاركون في غزو الأراضي الفنزويلية بحوالي 100 ألف جندي. وتتوقع الصحيفة أن تدعو منظمة الدول الأمريكية الولايات المتحدة بالتدخل العسكري في فنزويلا كما حدث في جمهورية الدومينيكان في عام 1965، أو ربما دعوات لمطالبة الأمم المتحدة بالتدخل لإنهاء الأزمة كما حدث في البوسنة عام 1992، إلا أن روسيا والصين سوف تستخدمان الفيتو ضد أي قرار لمجلس الأمن بالتدخل في فنزويلا
مشاركة :