دخل حي شرق الحمر جنوبي غابة سقام في مدينة نجران، مرحلة النسيان في الجانب الخدمي، حيث يعاني السكان من نقص خدمات؛ النظافة، السفلتة، الرصف، التشجير، إنارة الشوارع، ومشاريع درء أخطار السيول. وينتظر الحي اطلاق مشروع المياه الذي مضى عليه أكثر من عامين حيث لا يزال السكان يجلبون مياه الشرب على حسابهم الخاص وبتكاليف باهظة، كما يفتقد الحي إلى مدارس للبنين والبنات، وإلى مركز الرعاية الصحية الأولية، ما جعل الأهالي يطلقون عليه وصف الحي المنسي نسبة إلى تجاهل الادارات الخدمية عدم توفير الخدمات الضرورية للسكان أسوة بالأحياء المجاورة. واشتكى سكان الحي من الاهمال الذي طال الحي من نقص الخدمات وعدم مراقبة مشاريع الأمانة المتعثرة، مبدين استغرابهم من تنفيذ مشروع المياه بشكل عشوائي حيث تم ايصال شبكة المياه إلى بعض المنازل وتجاهل منازل أخرى، مؤكدين أن مقاول مشروع الماء انسحب منذ عامين، ولم يكمل المشروع حيث اكتفى بإنشاء خزان ماء، وتمديد انابيب المياه عبر شبكة عشوائية إلى بعض المنازل، ووضع عداد المياه على المنازل قبل تجربة ضخ المياه، الأمر الذي يتطلب تدخل هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» للتحقق من تنفيذ مشروع المياه الذي اعتبره سكان الحي مشروعا فاشلا حسب وصفهم. وفي جولة لـ«عكاظ» على شرق الحمر، أكد يحيى محمد حرسون، أحد سكاني الحي أن اعتماد ميزانية ضخمة لكل وزارة، يجب أن يواكبه عمل ومشاريع لصالح الأهالي، لكن للأسف هناك قصور من قبل الأمانة ومديرية المياه والتعليم والصحة في منطقة نجران، حيث لم توفر خدماتها داخل نطاق حي شرق الحمر، فيضطر الأهالي للبحث عن الخدمات الصحية والتعليمية في الأحياء المجاورة، منتقدا تنفيذ مشروع درء اخطار السيول ومشروع المياه واصفا إياهما بأنهما ضمن المشاريع العرجاء التي لا تخدم سكان الحي. وكان واضحا سوء نظافة الحي وافتقاره لحاويات النظافة، حيث ان بعض المواطنين يستخدمون براميل الزيوت كبديلة عن الحاويات المفقودة، كما أن هناك تراكم نفايات ومخلفات خلف مبنى مدرسة الحمر الابتدائية. وكان واضحا أن الحي يعاني من ضيق في الشوارع المؤدية للمنازل وتحاصره المخلفات، وتحتاج شوارع الحي إلى اعادة تأهيل بالكامل، وجميع سكان الحي يعتمدون على جلب المياه عبر صهاريج مياه على حسابهم الخاص في ظل فشل مشروع المياه وحرمانهم من مشاريع السقيا الذي تنفذه وزارة المياه حتى لا تكلف على المواطنين شراء الماء على حسابهم الخاص. يقول المهندس محمد حمد آل خمسان، أحد ساكني الحي إن شبكة مياه الشرب نفذها المقاول بطريقة عشوائية ولم يتم الاشراف خلال تمديد شبكة المياه من قبل مهندسي مديرية المياه بالمنطقة حيث اوصل المقاول الشبكة وطمرها بالأتربة مع المضخات قبل تجربتها وتجاهل منازل من التوصيلات بالشبكة، مكتفيا بإنشاء خزان وتركيب عدادات على جدار المنازل، مراهنا على أن المشروع فاشل بحكم خبرته في مجال الهندسة. وقال صالح سالم إن الحي يفتقد الى مدارس للبنين والبنات حيث يتلقى طلاب وطالبات الحي تعليمهم في الأحياء المجاورة، مشيراً إلى أن الحي كان يضم مدرستين للمرحلة الابتدائية بنين وبنات في مبنيين مستأجرين، وتم نقلهما الى مبنيين حكوميين بعيدين عن الحي. مضيفاً ان الحي يفتقد الى مستوصف صحي، ويحتاج إلى الخدمات البلدية أسوة بالأحياء الأخرى. ويشير سالم هادي خمسان، إلى أنه مضى على انشاء اعمدة الانارة في الشوارع وتركيب المصابيح فترة من الزمن، ولم تطلق خدمة الانارة حتى الآن رغم انتهاء المشروع، متسائلا ما فائدة المشروع دون الاستفادة منه؟ وانتقد حمد حسين مشروع درء اخطار السيول الذي تنفذه الأمانة، فالمشروع يحمي منتزه غابة سقام وتجاهلت الأمانة حماية المنازل التي تطل عليها الجبال، حيث تنفذ حالياً مشروعين لدرء اخطار السيول الأول لشعب سداد والآخر لشعب السرو وجميعها تحمي المنتزه ولا تحمي سكان الحي خلال هطول الأمطار وتدفق السيول من الجبال المجاورة للمنازل. وطالب سكان الحي من إمارة المنطقة بتشكيل لجنة للوقوف على وضع الحي الذي يفتقد للخدمات الهامة ومحاسبة من تسبب في تنفيذ مشاريع تفتقد الجودة.
مشاركة :