يظل الأديب العالمى نجيب محفوظ واحدًا من الأسماء الخالدة فى تاريخ الأدب العربى لقيمته الأدبية، وليس فقط بسبب حصوله على جائزة نوبل فى الآداب عام ١٩٨٨، فكان أسلوبه البديع فى تصويره للحارة المصرية، وأدق تفاصيل الحياة اليومية بها، هو ما يجعل أعماله مادة جيدة، لتحويلها إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية، وهو ما حدث مؤخرًا مع روايته «بداية ونهاية».أعلنت شركة تركية اعتزامها تقديم رواية الأديب نجيب محفوظ، التى صدرت عام ١٩٤٩، إلى مسلسل تليفزيونى، بعد أن صرحت الشركة المنتجة أنه تتم معالجة النص الروائى ليتناسب مع المجتمع التركى.وصدرت رواية «بداية ونهاية» عام ١٩٤٩، وهى مستوحاة من قصة حقيقية لأسرة كان يعرفها محفوظ، وتعالج حياة أسرة فقيرة تتكون من الأم وأبنائها الأربعة، وتعيش على راتب تقاعد الأب المتوفى، وكانت باكورة أعماله فى الآداب لعام ١٩٨٨م، التى تتحول إلى عمل سينمائى، على يد المخرج الكبير صلاح أبو سيف، وبطولة فريد شوقى، عمر الشريف، أمينة رزق، سناء جميل.يبدو أن تحويل «بداية ونهاية» إلى مسلسل تركى بداية لصراع كبير بين أم كلثوم ابنة الأديب العالمى الراحل، وقسم النشر بالجامعة الأمريكية، وربما يكون نهاية لعقد الوكالة مع الجامعة الأمريكية بشأن ترجمة أعماله، وذلك بعدما خرجت الابنة الكبرى للأديب لتعبر عن غضبها من موقف الجامعة الأمريكية بإبرامها تعاقدًا غير قانونى «على حد تعبيرها»، باستغلال رواية «بداية ونهاية» فى مسلسل تركى بمشاركة ممثلين مصريين وعرب.فوجئت أم كلثوم بقيام الجامعة الأمريكية، بتحويل مبلغ مالى على حساب الورثة، ما دعاها لطرح سؤال مهم: ما دور الجامعة حول طبيعة تلك المبالغ؟ فقالوا إنهم وقعوا عقد تحويل الرواية إلى عمل درامي، ما دفعها إلى تحريك دعوى قضائية، ومقاطعة الجامعة، ولم تحضر حفل تسليم جائزة نجيب محفوظ هذا العام اعتراضا على سياسة السطو على الحقوق دون الرجوع إلى الأسرة.هذه الواقعة ليست الأولى من إدارة النشر بالجامعة، حيث سبقت وعقدت اتفاقية بيع لروايات محفوظ دون اختصاص لها، مما أثار غضب أم كلثوم وهو ما دفعها لمقاطعة الجامعة، ورفع دعوى أمام المحكمة الاقتصادية، لإلغاء عقد الوكالة مع الجامعة، ضد تحويل الرواية سالفة الذكر إلى عمل تليفزيونى.أم كلثوم هى الابنة الكبرى للأديب العالمى، تفكر حاليا بعد تصريحاتها لأكثر من جهة صحفية فى البحث عن بديل جديد للجامعة لترجمة والدها، حيث تعد دار نشر الجامعة الأمريكية، الناشر الرئيسى لأعمال نجيب محفوظ باللغة الإنجليزية لأكثر من ٣٠ عامًا، والمالكة لحقوق نشر أكثر من ٦٠٠ طبعة باللغات الأجنبية الأخرى لأعمال محفوظ.
مشاركة :