تنطلق اليوم في العاصمة البولندية وارسو، فعاليات المؤتمر الدولي حول الاستقرار في العالم، بالتركيز بشكل خاص على التهديدات النووية والصاروخية الإيرانية في الشرق الأوسط، وتمويلها لأعمال التخريب والإرهاب في العالم. كما تركز مناقشات المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة على كيفية حل القضايا الأمنية والسياسية، وإحلال السلام في الشرق الأوسط.وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الشهر الماضي عن المؤتمر الذي يستمر يومين اعتباراً من اليوم الأربعاء، مشيراً إلى أن وزراء الخارجية من حول العالم سيأتون إلى بولندا للتعامل مع مسألة «نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار» في الشرق الأوسط. وسيشكل التجمع مناسبة لاستعراض وحدة الصف كرد قوي على نظام إيران الذي يحتفل هذا الأسبوع بمرور 40 عاماً على إطاحة الشاه محمد رضا بهلوي.وقال وزير الخارجية البولندي جاسيك تشابوتوفيتش، إن مؤتمر وارسو «سيطلق عملية» لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بينما أفاد مسؤول أمريكي بأن الدول ستعقد اجتماعات للمتابعة. وأوضح علي فائز المسؤول عن الشأن الإيراني لدى مركز أبحاث «مجموعة الأزمات الدولية» إن الولايات المتحدة تبدو عازمة على استغلال مؤتمر وارسو لتوسيع التحالف الدولي المناهض لإيران. وبالنسبة لبولندا، فإن عقد مؤتمر على هذا المستوى سيلقي الضوء على الدور الذي يلعبه هذا البلد على الساحة الدولية، في وقت تشهد فيه أوروبا انقسامات فيما بينها، وأيضاً مع الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران. وتقول الخبيرة البولندية في شؤون الشرق الأوسط كاتاجينا جوراك سوسنفسكا لموقع «سكاي نيوز عربية»، إن «بولندا ترغب في أن يكون لها دور أكبر في ما يتعلق العلاقات الدولية، وبالطبع فإن تعزيز علاقاتها مع حليفتها الولايات المتحدة هو المدخل الطبيعي لذلك».وتضيف سوسفنسكا: «نحن إلى جانب واشنطن، ولا تربطنا بإيران مصالح نخشى أن نفقدها، لذلك فإن التهديدات الإيرانية ليست بهذه الأهمية».وبالتزامن مع المؤتمر، تستضيف وارسو فعاليات للمعارضة الإيرانية، من بينها تجمع كبير لمجلس المقاومة الإيرانية وحركة مجاهدي خلق، بحضور شخصيات دولية.وليس لدى النظام الإيراني وجود مهم في بولندا، بحسب المسؤول في مؤسسة تيشسمير بوالفسكي للدراسات السياسية ووكاش لونتسواش، الذي قال لموقع «سكاي نيوز عربية»: «هم لا يمثلون هذه الأهمية. ولا أعتقد أنهم في موقف يتيح لهم إصدار تهديدات». ويعتبر لونتسواش أن «العلاقات مع الولايات المتحدة أهم بكثير من أي اعتبارات أخرى، حتى لو أغضب ذلك الإيرانيين، أو الأوروبيين».والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية البولندي إن بلاده تريد من تنظيم هذا المؤتمر، أن تظهر للعالم أنها فاعلة في ضمان السلام والاستقرار، معرباً عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى مشاركة أقوى من الولايات المتحدة في بولندا. (وكالات)
مشاركة :