عودة الاقتتال في جنوب السودان تقوض السلام الهش

  • 2/13/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فر الآلاف من مواطني جنوب السودان إلى الكونغو المجاورة خلال الأيام الماضية للهروب من القتال بين الجيش وجماعة متمردة، وذلك بحسب ما قالته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما حذّر مسؤولون حكوميون من انهيار اتفاق السلام الهش الموقع في سبتمبر الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقد عبر ما يقدر بنحو 5000 لاجئ الحدود الجنوبية لجنوب السودان ووصلوا إلى بلدة أنجبوكولو في الكونغو حسبما قال شيوخ القرية. وقال المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش في مؤتمر صحافي بجنيف إنه يعتقد أن 8000 مواطن من جنوب السودان نزحوا داخليا بالقرب من بلدة ياي، حيث أن معظم المواطنين الذين وصلوا الكونغو سيرا على الأقدام من النساء والأطفال وكبار السن. وأضاف بالوش “الكثير من المواطنين يعانون من الصدمة جراء مشاهدتهم لحوادث عنيفة، تشمل قيام مسلحين بقتل واغتصاب مدنيين ونهب القرى”، مشيرا إلى وجود أكثر من 70 جماعة متمردة نشطة في جنوب السودان. وكانت الاشتباكات المسلحة قد اندلعت في 19 يناير الماضي بين القوات المسلحة ومتمردي جبهة الخلاص الوطني في ولاية وسط الاستوائية، بعد أن تراجعت حدة القتال عقب أن وقعت أطراف رئيسية في النزاع اتفاقا للسلام في سبتمبر الماضي. وطالب رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الأطراف الموقعة على اتفاق السلام بالتركيز على بناء مستقبل أفضل للبلاد عبر تنفيذ بنود الاتفاق، مشيرا إلى أن التنفيذ يواجه معضلة حقيقية لغياب التمويل، وعدم ثقة بعض البلدان المانحة في إمكانية صموده. وأردف قائلا “تنفيذ الاتفاق يواجه تحديات كبيرة، فحتى الآن لا يوجد تمويل من قبل الولايات المتحدة والبلدان الغربية، إذا رفضت أميركا الاعتراف بالاتفاق فإن بقية الدول الأوروبية لن تدفع، وهناك أشخاص يؤمنون بأن الاتفاق لن يصمد وأن الأطراف ستعود للحرب والقتال مرة أخرى”. ويواجه اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والمعارضة، أزمة تمويل بعد أن اشترط المجتمع الدولي على الحكومة والمعارضة إظهار قدر من الجدية في تنفيذ بنود الاتفاق مقابل توفير الدعم المالي المطلوب لذلك.

مشاركة :