ما يحدث الآن من قبل تركيا، تجاه الإخوان يذكرنا بالمقولة التاريخية لزعيم النازية والألمان أدوف هتلر، عندما سئل عن أحقر الناس الذين مروا عليه، فكان رده هم الذين ساعدوني على احتلال بلادهم.كما أن المتأمل لسياسات أردوغان وتصرفاته يعلم جيدا مدى براجمايته لذا فمن الطبيعي أن يبدأ أن يتخلى عن جماعة الإخوان الإرهابية التي أصبحت ورقة محروقة خاصة بعد هزيمة مشروعها في مصر بفضل الإرادة الشعبية في الثلاثين من يونيو، فأردوغان تخلى عن كل من مهد له الطريق للوصول للسلطة بداية من فتح الله كولن والرئيس التركي السابق عبدالله جول والذي مهد بشكل رئيسي لوصول أردوغان للسلطة وكذلك منظر حزب العدالة والتنمية الذي يمثل جماعة الإخوان الإرهابية في تركيا أحمد أوغلو.فالمتأمل في المشهد الاقليمي الراهن، سيجد أن مصر استطاعت من خلال الأجهزة الأمنية والرئيس عبد الفتاح السيسي، أن تكشف وتفضح الدور التركي الداعم للإرهاب في مصر وفي سوريا وليبيا بل والمنطقة بأسرها فضلا عن الدبلوماسية المصرية التي خلخلت الدور التركي من خلال قوة العلاقات المصرية مع دول جوار تركيا وهي قبرص واليونان، فضلا عن عودة مصر عربيا وأفريقيا وإقليميا وهو ما جعل أن تعود مصر إقليميا وبقوة أن تكون رمانة الميزان بل البوابة الرئيسية في حل كافة مشاكل المنطقة وهو ما توج مصر برئاسة الاتحاد الأفريقي مؤخرا ورئاسة منتدى غاز شرق المتوسط.كما أن من أكبر عوامل تخلي الإخوان عن تركيا هو سوء الأوضاع الاقتصادية التركية داخليا نتيجة دعمه الكبير للإرهاب والقنوات الإخوانية التي فشلت في التأثير على الرأي العام المصري والعربي، وهو ما جعل المؤسسات وأجهزة الاستخبارات التركية بل والشعب التركي، تضغط على أردوغان وتضعه في حرج ليتخلى عن ورقة حرقت ولم يعد لها قوة أو أي تأثير في الإقليم ولا في المنطقة العربية، فضلا عن إدراك العديد من الدول الأوروبية مؤخرا بأن جماعة الإخوان الإرهابية سببا رئيسيا في كل ارهاب يضربها وهو ما شهدناه في فرنسا بلجيكا سويسرا والعديد من الدول الأوروبية الاخرى، لذا فإن الإخوان سيتعامل معها أردوغان كورقة مساومة لان كل التنظيمات الإرهابية خرجت من رحمها وإن كانت ورقة خاسرة.وفي هذا السياق قال إبراهيم الشهابي، مدير مركز الجيل للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن جماعة الإخوان الإرهابية فقدت كل قوتها وثقلها عندما سقطت في المركز الام والثقل وهي مصر فضلا عن فشل مشروعها الإسلامي الوهمي.وأكد "الشهابي" في تصريحات خاصة، أن تسليم محمد عبدالحفيظ من قبل تركيا لمصر نتيجة خوف ملاحقة تركيا من قبل الانتربول والقانون الدولي، بسبب إيوائها إرهابيا هارب من حكم بالإعدام لتورطه في اغتيال النائب العام المصري.وأشار إلى أن اردوغان تخلى عن الإخوان ولكنه لم يتخلى عن أذرعها الإرهابية وهي في الغالب كل التنظيمات الإرهابية التي خرجت من رحم الإخوان، موضحًا أن الدور التركي تراجع بشدة نتيجة فشله في فرض ما يسميه أردوغان المشروع الإسلامي في سوريا وليبيا على وجه الخصوص موضحا أن الإخوان ستكون ورقة مواءمة ومفاوضات خاسرة لتركيا.ومن جانبه قال الدكتور حاتم نعمان، رئيس الجبهة الوطنية العربية، إن الرئيس السيسي والأجهزة الأمنية السيادية، استطاعت أن تثبت للعالم بأسره بالصوت والصورة عن دور المخابرات التركية في دعم الإرهاب في مصر والسعودية بل وفي المنطقة بأسرها وكان ذلك في أكثر من مناسبة عالمية كان منها الأمم المتحدة.وأكد "نعمان" أن الدبلوماسية المصرية من خلال توطيد علاقاتها بدول الجوار التركية كقبرص واليونان خاصة فيما يتعلق باتفاقيات الغاز والطاقة جعلت تركيا في موقف محرج وفي أزمة حقيقية.وأوضح أن قيادات الإخوان الإرهابية أصبحت عديمة الأثر لأنها فشلت في إقناع الرأي العام العربي والإقليمي بل والعالمي بمشروعهم وأفكارهم الوهمية التي كانت تتغنى بالمظلومية.
مشاركة :