مؤتمر «الأخوة الإنسانية» بداية حقيقية لنشر التسامح

  • 2/14/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:«الخليج» نظم نادي «كلمة» للقراءة في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي جلسة حوارية لمناقشة كتاب «بين روما ومكة.. البابوات والإسلام» من تأليف هاينتس يواكيم فيشر، شارك فيها نخبة من الكتاب والباحثين هم: علي أبوالريش، ناصر الظاهري، د.عبدالعزيز البريثن، ريم الكمالي، د.زهور حداد، ومليحة العبيدلي، وذلك في متحف «اللوفر أبوظبي». استهل الجلسة سعيد حمدان الطنيجي، مدير إدارة النشر في الدائرة بالحديث عن إصدارات «كلمة» وما تتميز به من انفتاح على مختلف الثقافات، وقال: «صدر كتاب «بين روما ومكة.. البابوات والإسلام» عن مشروع كلمة في عام 2010، أي منذ ما يقرب من عشر سنوات، وهو ما يشير إلى حرص المشروع منذ البداية على اختيار مثل هذه النوعية من الكتب التي تضيف بعداً وتنويراً لعقل الإنسان». وأشار الطنيجي إلى أنّ الكتاب يضم خلاصة تجربة المؤلف مع الفاتيكان والممتدة على مدى عشرين عاماً تقريباً، فيتحدث المؤلف في الباب الأول عن علاقته بالإسلام، وكيف غيرت صداقته برجل مسلم اسمه أحمد من نظرته للإسلام، وكيف للثقافة والكتاب العربي أن يلعبا دوراً أساسياً في اهتمامه بالإسلام. وقدم المتحدثون خلال الجلسة قراءات وإضاءات متعددة للكتاب وما يحمله من أفكار حول حوار الأديان والثقافات، مؤكدين أنّ الزيارة التاريخية المشتركة بين قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لأبوظبي، يمثل بداية جديدة لنشر ثقافة التسامح والتعايش في العالم، وخطوة بارزة في مسيرة الحوار بين الأديان. وأكد الكاتب ناصر الظاهري أنّ الإمارات تمثل اليوم فسيفساء جميلة فيها كل الأطياف وفيها ضمان من القيادة والناس للمساواة وحرية التعبد وتوفير المناخ الملائم لراحة الآخر، وهو ما أكده مؤتمر «الأخوة والإنسانية»، واعتبر أن الرهان على نشر الوعي يمثل نقطة مهمة في تحقيق تقارب حقيقي بين الأديان وبالتالي إيجاد نقاط التقاء وحوار إنساني بينها، حيث تشوب العلاقة بين الإسلام والمسيحية أحياناً إشكاليات بسبب عدم الوعي بين الجانبين. وقال الكاتب علي أبوالريش إن الدور المطلوب الآن من المفكرين والفلاسفة في بلادنا العربية هو تثقيف الناس. وأضاف: «المشكلة ليست في الأديان ولكن في الأفراد الذين اختطفوا الأديان. ولذلك من المهم بحث كيف يمكن تخليص الأديان من نزعات الأفراد. كما أن المسألة لا تتعلق بخلاف بين الأديان ولكن بتشققات في البناء النفسي للإنسان يحتاج إلى جرأة من أصحاب العقول». وقدم أبوالريش في مداخلته عدداً من الملاحظات والتساؤلات التي يثيرها الكتاب حول تفاهم الثقافات بدلاً من تصادمها. بينما أشار د.عبدالعزيز البريثن إلى أن العلاقة بين الإسلام والمسيحية تدور في حلقة تضيق وتتسع، وفق ما يمكن أن يستنتجه القارئ من الكتاب. واعتبر أن جدوى الحوار بين الأديان يتوقف على توفر ثلاثة شروط هي: الرغبة والإرادة وحسن النية. وتطرقت الكاتبة ريم الكمالي إلى تناول الكتاب لتطور العلاقة بين المسيحية والإسلام، وكيف تدرجت من العلاقة المتوترة الصعبة إلى الصداقة، موضحة أهمية الدور الذي لعبه الفلاسفة العرب والفرنسيون منذ القرن 17 وما بعده، في التوجه نحو الوحدة الإنسانية ومصلحة الإنسان مهما كان، وجعل خطاب الباباوات يأخذ منحنى مختلفاً مع الوقت، وهو ما حدث كذلك في الخطاب الديني في العالم الإسلامي، وهو شيء مبشر. وقالت الكاتبة مليحة العبيدلي إن مجرد تغيير توجه المهتمين من التركيز على التناقضات بين الأديان إلى الأشياء التي تجمع بينها هو أول خطوة في التواصل مع الآخر وتقبله.

مشاركة :