قالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أمس "إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعكف على تقييم الاحتمالات المختلفة بشأن كيفية التعامل مع مهلة الأول من آذار (مارس) للوصول إلى اتفاق تجاري مع الصين"، مضيفة أن "الاتفاق النهائي يعتمد على اجتماع ترمب والرئيس الصيني شي جين بينج شخصيا". وبحسب "رويترز"، من المنتظر أن تزيد الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على بضائع صينية إذا لم يتم الوفاء بتلك المهلة ومن المرجح أن يدفع ذلك العملاق الآسيوي إلى الرد بالمثل. لكن في الأيام القليلة الماضية، أشار ترمب إلى مرونة بشأن موعد انتهاء المهلة بأن قال يوم الثلاثاء "إنه ربما يؤجله قليلا". ومن المقرر أن ترتفع الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات من الصين بقيمة 200 مليار دولار إلى 25 في المائة من 10 في المائة بحلول موعد أول آذار (مارس)، وهو ما سيزيد الألم والتكاليف في قطاعات تراوح من السلع الإلكترونية الاستهلاكية إلى الزراعة. وأضافت ساندرز أن "الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب التجارية بين العملاقين الاقتصاديين سيحتاج إلى اجتماع مباشر بين ترمب وشي"، مشيرة إلى أن منتجع "مار إيه لاجو" المملوك للرئيس ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا سيكون موقعا جيدا لمثل هذا اللقاء". وأبلغ ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأمريكي الصحافيين أمس في بكين أن المحادثات بين البلدين تسير بشكل جيد، مضيفا أنه "يأمل أن تكون محادثات التجارة مع الصين مثمرة". وسأل الصحافيون منوتشين وهو يغادر فندقه في بكين عن آماله في الزيارة، فأجاب دون الخوض في تفاصيل "اجتماعات مثمرة". وكان منوتشين وصل إلى العاصمة الصينية الثلاثاء برفقة روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي، ومن المقرر أن يعقد منوتشين ولايتهايزر محادثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه وهو أكبر مستشار اقتصادي لشي. ويعتزم الرئيس الصيني شي جين بينج لقاء مسؤولين أمريكيين بارزين غدا الجمعة، من بينهم ممثل التجارة الأمريكي ووزير الخزانة، وفقا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الترتيبات أنه "من المقرر أن يلتقي كل من لايتهايزر ومنوتشين غدا". وفي كانون الأول (ديسمبر) 2018 علقت واشنطن لثلاثة أشهر خطط ترمب زيادة الرسوم على ما قيمته 200 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة - من 10 في المائة حاليا إلى 25 في المائة - لإتاحة الوقت أمام المفاوضات. ويترأس الوفد الصيني ليو هي نائب رئيس الحكومة، ويي جانج حاكم البنك المركزي، وكان الجانبان أكدا إحراز تقدم كبير في محادثات الشهر الماضي في واشنطن، لكن التصريحات المتعاقبة كانت أقل تفاؤلا، ما أثار قلقا في الأسواق المالية وعزز المخاوف من كيفية تأثير النزاع في النمو العالمي الهش. وتطالب واشنطن بتغيير ممارسات صينية تعدها غير عادلة ومنها سرقة التكنولوجيا الأمريكية والملكية الفكرية، ورفع معوقات عدة أمام الشركات الأجنبية في السوق المحلية الصينية. وعرضت الصين زيادة وارداتها من السلع الأمريكية، لكن من المتوقع أن تعارض مطالبات بإدخال تعديلات كبيرة على سياساتها الصناعية مثل خفض الدعم الحكومي. وتبادلت الدولتان فرض رسوم على أكثر من 360 مليار دولار من التجارة فيما بينهما ما أرخى بثقله على الأسواق المالية العالمية. وحذر صندوق النقد الدولي من عاصفة اقتصادية عالمية محتملة وسط تراجع توقعات النمو العالمي، مشيرا إلى الخلاف التجاري الأمريكي-الصيني كأحد أسبابه الرئيسة. وسجلت الأسواق العالمية ارتفاعا بعد تلميح ترمب عن تمديد المهلة، وارتفعت بورصة طوكيو بنسبة 1.5 في المائة وهونج كونج 0.4 في المائة وشنغهاي 0.2 في المائة، على خطى بورصة وول ستريت، في أعقاب الأنباء.
مشاركة :