* د. بلقيس دنيازاد عياشي – قد يختلف الكثير من الناس عن مسمى «عيد الحب» أو Valentine’s Day، هناك من يحتفل بهذه المناسبة وهناك من لا يؤمن بها، لكن مهما اختلف الطرفان فالأمر الأكيد أن مناسبة «عيد الحب» لها تأثير خاص على الاقتصاد في أي مكان بالعالم. هذه المناسبة التي تصادف تاريخ 14 من فبراير من كل عام، يعبر فيه الأشخاص عن مشاعرهم لغيرهم من خلال إرسال بطاقات معايدة أو اقتناء الهدايا مختلفة الأثمان، أو الخروج في نزهات أو تناول الطعام خارج البيت، أو السفر، وكل هذه الأمور تؤثر بصورة مباشرة على الاقتصاد. تأثير أمريكي الشعب الأمريكي كغيره من شعوب العالم يحتفل في مثل هذا اليوم بعيد الحب، وتتوالى الهدايا بين المحتفلين بشتى الطرق، والأكيد أن اقتصاد الولايات المتحدة سيتأثر بتلك الهدايا، وسوق مشتريات المستهلكين يساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الأمريكي. ويؤكد National Retail Federation أو الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية أن «آخر الإحصائيات والتنبؤات من الخبراء تشير إلى أنه سيتم تحطيم أرقام قياسية جديدة في الإنفاق خلال عيد الحب هذه السنة، كما ستضاف 20.7 مليار دولار للاقتصاد، مقارنة بـ 19.2 مليار دولار التي أنفقت على مشتريات عيد الحب سنة 2018»، الأمر الذي سيشجع تجار التجزئة العاملين في هذا السوق. انفاق المستهلكين ويشير موقع the balance إلى أن إنفاق المستهلكين الأمريكيين يعد أكبر مكون للناتج المحلي الإجمالي، لذلك فإن الانفاق على شراء هدايا Valentine’s Day سيساهم برفع الناتج المحلي، حي تشير آخر الإحصائيات إلى أن إنفاق المستهلكين قد سيحقق رقماً قياسياً خلال سنة 2019 بالمقارنة مع 19.7 مليار دولار المحققة عام 2016، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مساهمة إنفاق المستهلكين بما يقرب 70 % من إجمالي الإنتاج المحلي للبلاد. ووفقا لإحصائيات وردت في تقرير نشرته Mastercard Spending Pulse فإن «مبيعات المطاعم سترتفع بنسبة 5.4٪ خلال أسبوع عيد الحب هذا العام، في حين يشهد الإنفاق على الفنادق ارتفاعًا بنسبة 9 %«، في حين أورد التقرير أنه «من المتوقع أن تنخفض مبيعات المجوهرات والمبيعات الفاخرة الأخرى في هذه الفترة». وتوضح الخبيرة الاقتصادية Kimberly Amadeo وفق تحليلها للتركيبة السكانية للمجتمع الأمريكي، أن «الرجال ينفقون ضعف ما تنفقه النساء أي حوالي 229.54 دولاراً لكل رجل مقابل 97.77 دولاراً كنفقات للنساء، موضحة أن «انفاق الرجال على هدايا عيد الحب ارتفع بنسبة 20% بينما انخفض انفاق النساء بنسبة 1%». دعم الاقتصاد بدوره أكد Steve Sadove كبير مستشاري Mastercard Spending Pulse والرئيس السابق لشركة Saks أن «انفاق المستهلكين في عيد الحب يساهم في رفع وتيرة الاقتصاد، وبالتحديد يسرع في نمو سوق التجزئة»، مضيفاً: «يركز المستهلك بشكل كبير على الاقتصاد التجريبي، لذا فإن الاقتصاد يشهد تطورا ملحوظا». الدول الأوربية هي الأخرى تشهد وتيرة انفاق كبيرة في عيد الحب حيث أكدت شبكة novatek أن «مبيعات الزهور في عيد الحب في فرنسا تستحوذ على 5 % من إجمالي مبيعاتها سنوياً، حيث تباع في البلد الذي يشتهر بالرومانسية نحو 22 مليون باقة ورد في كل عام». ويشير معهد YouGov في دراسة صدرت العام الماضي إلى أن متوسط إنفاق الفرد في فرنسا على هدايات وتجهيزات Valentine’s Day يصل إلى 120 يورو. المستفيد الأكبر وتقول المحللة Kimberly Amadeo التي تملك خبرة تجاوزت الـ 20 عاماً في مجال التحليل الاقتصادي واستراتيجية الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية أن سوق «تجارة التجزئة» هو المستفيد الأكبر من الـ Valentine’s Day، حيث أن 27 % من الأشخاص الذي يستوقون في هذا العيد يستخدمون موقع وتطبيقات Amazon، مما يدر عليها أرباحاً كبيرة، كما أن 32 % من الأشخاص يتجهون إلى المتاجر التي تعلن عن تخفيضات في أسبوع عيد الحب. الأكيد أن هذه المناسبات تدراً دخلاً كبيراً على الاقتصاد في كل مناطق العالم، وتدفع بعجلته إلى الأمام، وهذه المناسبة كغيرها يمكن أن يستفيد منها أي بلد في تعزيز الاقتصاد وتحسينه. * دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك
مشاركة :