خرج مئات السودانيين في مسيرات أمس الخميس، بما في ذلك مخيم للنازحين بسبب الحروب، على ما أفاد شهود، بعد أن دعا منظمو الاحتجاجات لتظاهرات مناهضة للحكومة دعماً لملايين المتضررين من جراء النزاعات في هذا البلد العربي الإفريقي، في وقت تراجع سعر صرف العملة المحلية بشكل حاد. ويشهد السودان على خلفية أزمة اقتصادية خانقة، منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، تظاهرات شبه يومية كانت بدأت احتجاجاً على قرار السلطات مضاعفة سعر الخبز ثلاث مرات. وتحولت التظاهرات لاحقاً الى حركة احتجاج واسعة على الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود. والخميس، ردّد المتظاهرون هتافهم الذي ميّز الاحتجاجات «حرية سلام عدالة» في وسط الخرطوم، قبل أن تفرقهم قوات مكافحة الشغب باستخدام الغاز المسيّل للدموع سريعاً، على ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس. وقال شاهد لفرانس برس إنّ «الشرطة اعتقلت الكثير من الشبان والشابات في وسط الخرطوم». كما خرج العديد من المقيمين في مخيم للنازحين من النزاع الدامي في دارفور في مسيرة داخل المخيم، على ما قال أحد المقيمين في المكان. وقال محمد عيسى الذي يسكن في المخيم لفرانس برس إنّ «سكان معسكر زمزم وأغلبيتهم شبان وشابات يرددون شعارات مناهضة للحكومة في وسط المعسكر». وتابع «نعتقد أنّ الناس في أرجاء البلاد يتظاهرون نيابة عنا، ضحايا الحرب في دارفور». وقال حسن آدم الذي يعيش في المخيم إنّ «المتظاهرين في أرجاء البلاد يقولون إننا شعب واحد». وتابع «نريد أن نبني سوداناً جديداً لا يفرق بين السودانيين الأفارقة والعرب».وكان اتحاد المهنيين السودانيين، الهيئة المنظّمة للاحتجاجات، دعا لتنظيم احتجاجات الخميس دعماً للمتضررين بالنزاعات في أقاليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. ولم تشهد مناطق النزاع الثلاث أي تظاهرات كبيرة مناهضة للحكومة.ويقول مسؤولون حكوميّون إنّ 30 شخصاً قُتلوا في التظاهرات منذ ديسمبر الماضي، بينما أعلنت منظّمة هيومن رايتس ووتش أنّ 51 شخصاً على الأقلّ قُتلوا خلالها. وكان الرئيس السوداني البشير قد تعهّد الأربعاء بدعم السلام في مناطق النزاع في بلاده. من جهة أخرى قال متعاملون إن الجنيه السوداني تراجع إلى مستوى قياسي منخفض في السوق السوداء امس الخميس وسط إقبال على شراء الدولار بفعل المخاوف من التظاهرات المناهضة للحكومة. وبيع الدولار بسبعين جنيها في المعاملات النقدية صباح الخميس مقارنة مع 65 جنيها مطلع الأسبوع، لتتسع أكثر الفجوة مع السعر الرسمي البالغ 47.5 جنيه. وبلغ سعر الدولار في معاملات الشيكات، الأعلى تكلفة بسبب نقص العملتين المحلية والأجنبية، 83 جنيها. وقال متعامل طلب عدم نشر اسمه «يوجد نقص حاد.. والناس خائفون بسبب الضبابية الناتجة عن الاضطرابات».ويعاني السودان نقصاً حاداً في أوراق النقد منذ شهور. ويقف السودانيون في الطوابير لساعات من أجل سحب الأموال.وخفضت السلطات قيمة العملة خفضاً حاداً في أوائل أكتوبر إلى 47.5 جنيه من 29 جنيهاً للدولار، وأقامت نظاماً جديداً تحدد فيه مجموعة من البنوك ومكاتب الصرف سعراً يومياً. لكن السعر الرسمي لا يكاد يتحرك.(وكالات)
مشاركة :