حوار: عبير أبو شمالة توقع الدكتور باتريك ألمان - وارد، الرئيس التنفيذي لشركة «دانة غاز»، أن تحقق الشركة هذا العام أداءً جيداً وأن تحافظ على مستوى الإيرادات المحقق في 2018 والذي وصل إلى 1.65 مليار درهم، بفضل النمو المتوقع في عائداتها في كردستان العراق والذي من المنتظر أن يعوض التراجع المتوقع في الإنتاج في مصر. قال باتريك ألمان - وارد في حوار مع «الخليج»: إن الشركة تعتزم استثمار حوالي 771 مليون درهم هذا العام في مصر وكردستان العراق (440.4 في مصر، و330.3 في كردستان العراق). لافتاً إلى أن الاستثمارات سيتم تمويلها باستخدام الدفعات المسددة في العام الجاري، وجزء منها سيتم تمويله من سيولة الشركة النقدية التي وصلت مع نهاية العام الماضي إلى 1.5 مليار درهم، وعبر سندات بقيمة تصل إلى 300 مليون دولار، يتوقع أن تصدرها الشركة الأم في كردستان العراق. وأكد أن الشركة لا نية لديها في الوقت الحاضر لإصدار أي أدوات دين جديدة أو قروض، لافتاً إلى أن السيولة لديها كافية. ولفت من جهة أخرى إلى أن الشركة تبحث من 10 إلى 15 فرصة للدخول في فرص استثمارية جديدة سنوياً، لكنها لم ترَ إلى اليوم فرصاً واعدة خارج العراق ومصر يمكنها الدخول فيها. وقال: إن الشركة حققت في 2018 نمواً في إيراداتها بنسبة 4% لتصل إلى 1.7 مليار درهم مقارنة بحوالي 1.65 مليار درهم في العام 2017، نتيجة لتحسن أسعار البيع المحققة وزيادة الإنتاج في إقليم كردستان العراق في الربع الرابع من عام 2018. وارتفع إجمالي أرباح الشركة التشغيلية بنسبة 19% إلى 513 مليون درهم، مقارنة بحوالي 432 مليون في عام 2017. وبلغ صافي أرباح الشركة في عام 2018، قبل احتساب مخصصات انخفاض قيمة الأصول، 235 مليون درهم مقارنة بحوالي 18 مليون درهم في 2017. وقامت الشركة بأخذ مخصصات على خلفية عمليات تقييم احتياطيات النفط والغاز السنوية لحقل الزوراء في الإمارات وحقول الشركة في مصر، والتي تطلبت من الشركة، بموجب المعيار المحاسبي الجديد رقم 9، تطلبت تقييد مخصصات غير نقدية لمرة واحدة فقط بقيمة 187 مليون دولار (685 مليون درهم) مرتبطة بكامل أصول حقل الزوراء و59 مليون دولار في مصر. وأوضح قائلاً: إن سبب أخذ مخصصات عن كامل أصول حقل الزوراء، هو ما أثبتته دراسات الشركة على مدى ال18 شهراً الماضية من عدم الجدوى الاقتصادية لاستمرار العمل في الحقل، فبالرغم من وجود الاحتياطيات إلاّ أنه يتعذر استخراجها، كونها غير متصلة ببعضها البعض، ما يتطلب حفر عدة آبار، ويعدّ هذا الأمر غير مُجدٍ اقتصادياً بالنسبة للشركة التي قررت التوقف عن الحفر في الحقل، اعتباراً من منتصف العام الجاري، وتوقع أن تحقق الشركة إيرادات من حقل الزوراء تصل إلى 6 ملايين دولار. ومع احتساب مخصصات انخفاض قيمة الأصول، بلغ صافي الخسارة في العام الماضي، (681 مليون درهم) مقارنة بصافي أرباح قدره 304 ملايين درهم في 2017. وبلغت القيمة الدفترية للسهم 1.36 درهم في نهاية 2018 بعد جميع المخصصات. وقال، إن الشركة سجلت أداءً تشغيلياً قوياً في 2018 مع زيادة إنتاج الغاز بنسبة 30% جراء مشروع التوسعة والتطوير في إقليم كردستان العراق والذي سيؤدي إلى زيادة الإيرادات بواقع 50 مليون دولار على أساس سنوي. وقال إن الاتفاق مع حكومة كردستان ينص على أن أي زيادة في الإنتاج فوق 300 مليون قدم مكعبة، سيتم توريدها لحكومة كردستان العراق بمقابل مادي سيدرّ على الشركة مبلغ 50 مليون دولار سنوياً، وبالفعل تنتج الشركة حالياً 400 مليون قدم مكعبة. ولفت إلى إن الإنتاج الفائض بالفعل حقق للشركة في الربع الأخير من العام الماضي، إيرادات إضافية تصل إلى 10 ملايين دولار. وأكد من جهة أخرى، أن الشركة حققت وفورات كبيرة من خلال إعادة هيكلة الصكوك، كما سجّلت مستويات أعلى من تحصيل المستحقات ونجحت في البدء بتوزيع أرباح نقدية على مساهميها للمرة الأولى في تاريخها. وأسهمت التسوية في تخفيض قيمة الصكوك المستحقة من 700 مليون دولار إلى 399 مليون دولار (هي إجمالي التزامات الشركة المالية)، الأمر الذي سيتيح للشركة تحقيق وفورات بقيمة 40 مليون دولار من تكاليف التمويل السنوية الجارية (لتصل تكلفة خدمة الدين إلى ما لا يزيد على 16 مليون دولار). وقال إن الشركة بحاجة إلى الحفاظ على قيمة الصكوك عند 397 مليون دولار قبل أكتوبر 2018، للحفاظ على معدل فائدة 4%، الهدف الذي أوشكت الشركة على الوصول له بالفعل، واستبعد أن تقوم الشركة بتجديد برنامج الصكوك لمرة ثالثة، قائلاً: إنه في حال احتاجت الشركة إلى تمويل في المستقبل فهي تفضل أن يكون تمويلاً جديداً. وتخطط الشركة لتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بمقدار 5.5 فلس للسهم الواحد خلال العام 2019. وما زال هناك 200 مليون ضمن صندوق التسوية لم يتم إنفاقها بعد. وبلغ إجمالي الدفعات المستلمة من المستحقات المتأخرة لصالح الشركة 334 مليون دولار في العام 2018، وذلك بواقع 208 ملايين دولار من مصر، و114 مليون دولار من إقليم كردستان العراق، و12 مليون دولار من الإمارات. وفي إقليم كردستان العراق، يتم سداد كامل الدفعات المستحقة بصورة منتظمة ولا يوجد أي مستحقات مترتبة لصالح الشركة في الإقليم، في حين انخفضت المستحقات غير المسددة المترتبة للشركة في مصر بنسبة 39% إلى 140 مليون دولار في نهاية العام، وهو أدنى مستوى منذ عام 2011. وانخفض متوسط إنتاج المجموعة في العام 2018 إلى 63,050 برميل نفط مكافئاً يومياً مقارنة ب67,600 برميل نفط مكافئ يومياً في العام 2017. وفي مصر، تراجع متوسط الإنتاج إلى 34,500 برميل نفط مكافئ يومياً مقارنة ب39,500 برميل نفط مكافئ يومياً في العام 2017، نتيجة الانخفاض الطبيعي في معدلات إنتاج الحقول، والتي تم تعويضها من خلال حفر بئر بلسم -8، ضمن منطقة الامتياز البرية بدلتا النيل. وتوقع أن ينخفض الإنتاج هذا العام في مصر بنسبة 13% أيضاً. وفي إقليم كردستان العراق، ارﺗﻔﻊ ﻣﺗوﺳط إﻧﺗﺎج دانة غاز ﺑﺻورة طﻔﯾﻔﺔ إلى 26,650 برميل نفط مكافئاً يومياً، مقارنة ب25,750 برميل يومياً ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2017. ومع الانتهاء من مشروع التوسعة والتطوير في إقليم كردستان العراق، ارتفع الإنتاج بنسبة 30% لتتمكن الشركة بالتالي في شهر نوفمبر من تحقيق هدفها الطموح المتمثل بالوصول بمعدلات الإنتاج إلى 70 ألف برميل نفط مكافئ يومياً. مليار دولار استحقاقات الشركة في إيران تطرق الرئيس التنفيذي لشركة «دانة غاز»، خلال الحوار مع «الخليج» إلى مستجدات التحكيم في إيران، والتعويضات التي تطالب بها الشركة، وقال: إنه من الصعب أن نتكهن بحجم التعويضات الذي يمكن أن تحصل الشركة عليه، لكن القيمة العادلة لها، هي مليار دولار قياساً بما استثمرته الشركة في البنية التحتية ضمن المشروع وشركة التوزيع. وقال: «نأمل أن يتم إصدار حكم خلال العام الجاري». مضاعفة الإنتاج أكد باتريك أن الشركة مستمرة في خطط التوسع في كردستان العراق، ونسعى إلى مضاعفة إنتاجنا وتدفقاتنا النقدية في السنوات الثلاث القادمة من 400 إلى 900 مليون قدم مكعبة، ومن 15 ألف برميل غاز مكثف إلى 35 ألف برميل. وتصل التكلفة المتوقعة للاستثمار في التوسعات في كردستان العراق إلى 600 مليون دولار (35% منها حصة «دانة غاز»)، وأكد أن تمويلها سيتم عبر قنوات مختلفة، منها الدفعات المسددة لها. ولفت إلى أنه وبموجب التسوية تم تلقي 400 مليون دولار من كردستان العراق، استخدمت 200 مليون منها. وتخطط الشركة لتنفيذ مجموعة من المشاريع الواعدة، أبرزها في مصر؛ حيث ستبدأ في الربع الثاني من عام 2019 عمليات حفر بئر «ميراك» الاستكشافي - الذي قد يحتوي على عدة تريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز- في المياه العميقة ضمن القطاع رقم 6 في البحر المتوسط. وقال: إن القيمة الإجمالية للاستثمارات في الاستكشافات الجديدة، يتوقع أن تصل إلى 5 مليارات دولار خلال السنوات العشر المقبلة. وقال إن «بيرل بتروليوم» تعمل على تنفيذ برنامج حفر عدة آبار في حقلي «خورمور» و«جمجمال»، مع خطط توسعية لزيادة إنتاجها اليومي بواقع 500 مليون قدم مكعبة قياسي من الغاز و20 ألف برميل من المكثفات يومياً على مدار السنوات الثلاث المقبلة.
مشاركة :