إعلان جائزة البوكر من شرق فلسطين يعيد التساؤل حول أهداف الجوائز

  • 2/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثار إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر من شرق فلسطين ردود فعل متباينة بين الكتاب والأدباء العرب، فبينما اعتبره البعض يهدف إلى مرامي تطبيعية مقصودة، رفض أعضاء لجنة التحكيم والقائمين على الجائزة ذلك، واعتبروا أن إعلان الجائزة من فلسطين لتأكيد حضورها الثقافي في الوطن العربي ويؤكد هويتها العربية. وكانت الشاعرة وعضو لجنة التحكيم فوزية أبو خالد أوضحت في بيان لها أن إعلان الجائزة من شرق فلسطين لا يعني التطبيع أو قبول زيارة فلسطين تحت سلطة الاحتلال، وفي حديث ل (اليمامة) ذكرت فوزية أنها ضمنت في بيانها موقف الزملاء من المحكمين المشتركين في لجنة البوكر العربية اجتهاد منها وشعروا جميعاً أنه يعبر عنهم. مكان إعلان الجائزة لا يعني التطبيع وورد في نص بيان الشاعرة فوزية أبو خالد: «نظراً لأن إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية يطرح من فلسطين القدس الشرقية مسرح الفلسطيني الوطني، أريد أن يكون من الواضح مائة في المائة أن قرار إعلان القائمة القصيرة، من مقر المسرح الفلسطيني بالقدس الشرقية لا يعني لي شخصياً بأي حال من الأحوال ولا لجنة المحكمين بالطبع القبول ولا قيد أنملة بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني لفلسطين، بل هو إعلان رمزي لتعزيز الحضور الثقافي الفلسطيني ونضالاته في عمل ثقافي عربي كهذه الجائزة العالمية للرواية العربية رغم أنف الاحتلال؛ والدليل أنني شخصياً رفضت قطعياً الذهاب بفيزا سلطة الاحتلال وأجلت حلم الزيارة للقدس لحين تحرير كامل التراب الفلسطيني، وأنني لأخال أن هذا هو أيضاً موقف جميع أعضاء لجنة التحكيم من المحكمين؛ ولذا يجري الإعلان وتقديم الأعمال المرشحة للقائمة القصيرة وإجابة أسئلة الإعلام للمؤتمر الصحفي بصددها عبر سكايب من مدينة عمان الأردن». شكوك وتساؤلات حول البوكر وفي حديثه ل «اليمامة» ذكر الكاتب الفلسطيني موسى حوامدة، انتقدت إعلان القائمة القصيرة للبوكر من القدس حتى قرأت بيان للشاعرة فوزية أبو خالد التي رفضت السفر إلى القدس وقالت إن الإعلان من هناك لا يعني التطبيع وهو موقف شريف للشاعرة الأصيلة ومع ذلك تظل تنتابني شكوك حول البوكر نفسها، ولماذا تبادر مؤسسة بريطانية لدعم للرواية العربية هل أهدافها بريئة؟! وكان الحوامدة أثار عدة تساؤلات حول إعلان البوكر من القدس الشرقية على صفحته في الفيسبوك، حيث قال: «علامات تساؤل؛ لماذا تختار جائزة البوكر إعلان قائمتها القصيرة من مدينة القدس وهي تحت الاحتلال، وكيف يتم تسريب الخبر ويتم نشره وكأنه أمر طبيعي دون أن يلتفت أحد إلى المغزى السياسي للإعلان؟ علامات لسؤال تكبر وتكبر.. ومن حقنا أن نسأل مجدداً دون أن يغضب أحد من الفائزين والمترشحين والطامحين لنيل البوكر ودون أن ننخدع بإقامة نشاطات موازية في مدينة رام الله أيضاً. القدس وفلسطين كلها تحت الاحتلال، وأهلها الحقيقيون وأنا منهم لا نستطيع العودة إليها! وأضاف البوكر ليست مجرد جائزة أدبية وليغضب من شاء الغضب فرائحة الأهداف الحقيقية والتطبيع تفوح منها. لا أملك إجابة ولكن لا يمكن ألا تكون للبوكر أهداف غير أدبية وتوضيح الشاعرة فوزية أبو خالد كان شخصياً ولم يصدر من الجائزة نفسها. ما قامت به جائزة البوكر فعل ثقافي ويختلف د. حسين المناصرة مع حوامدة، حيث قال ل «اليمامة»: «في هذه المناسبة، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لجائزة البوكر العربية على ما قامت به من فعل ثقافي بإعلانها عن قائمتها القصيرة للفائزين بالجائزة من فلسطين... فلسطين التاريخية دولة عربية محتلة... والكيان الصهيوني مجرد محتل، لن يدوم مهما طال زمنة. إن أية فعالية عربية أو عالمية تنطلق من فلسطين هي قيمة ثقافية وحضارية تؤكد الهوية الوطنية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه تدق مسماراً في نعش الاحتلال. أخطأت المؤسسات الثقافية العربية عندما اعتقدت أن إقامة فعالياتها في فلسطين تعني التطبيع مع الكيان الصهيوني... فإجراءات الاحتلال الحدودية لا تعني أن أية فعالية عربية تقام في فلسطين هي تطبيع مع هذا الكيان... بل بالعكس هذه طعنة في خاصرته... فلسطين لها ظروفها الخاصة في كونها محتلة... لذلك تعد مقاطعة فلسطين المحتلة خطيئة عندما ينظر إلى الفعاليات العربية التي تقام فيها على أنها تطبيع مع الاحتلال. كل الشكر والتقدير لجائزة البوكر على ما قامت به. وكانت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، أعلنت قائمة الكتّاب الذين وصلت رواياتهم إلى القائمة القصيرة في دورتها 12، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في المسرح الوطني الفلسطيني - الحكواتي بمدينة القدس، شارك فيه 4 من أعضاء لجنة التحكيم عبر تطبيق الاتصال بالفيديو «سكايب»، حيث تضمنت القائمة الكتّاب والروائيين هدى بركات، وكفى الزعبي، وشهلا العجيلي، وعادل عصمت، وإنعام كجه جي، ومحمد المعزوز. وجاء إعلان القائمة القصيرة من مدينة القدس في إطار النهج السنوي الذي اعتمدته الجائزة العالمية للرواية العربية باختيار مركزٍ يعبر عن المشهد الثقافي العربي كل عام لتعلن منه قائمتها القصيرة، في وقت تخطط الجائزة لعقد سلسلة من الفعاليات الثقافية في مدينتي رام الله وبيت لحم بالضفة الغربية، احتفاءً بالإبداع الأدبي الفلسطيني، بالنظر إلى وصول عدد من الكتّاب الفلسطينيين إلى القائمتين الطويلة والقصيرة في الدورات السابقة، وأبرزهم الروائيان إبراهيم نصرالله، وربعي المدهون، الفائزان بالجائزة في عامي 2017 و2018 على التوالي. ويتنافس الكتّاب على الفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتُها 50 ألف دولار، الكاتب المصري عادل عصمت، الحائز على جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 2016 عن روايته السابقة «حكايات يوسف تادرس»، التي ترجمت إلى الإنجليزية، والكاتب المغربي محمد المعزوز المتخصص في الأنثربولوجيا السياسية، والروائية الأردنية كفى الزعبي التي تصل إلى القائمة القصيرة بروايتها الخامسة. من الجدير بالذكر وصول 4 كاتبات إلى القائمة القصيرة في هذه الدورة للمرة الأولى في تاريخ الجائزة منذ إطلاقها عام 2008، وكانت قد وصلت كاتبتان إليها في الأعوام 2011 و2015 و2018. عناوين وفيما يلي عناوين الروايات التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة لعام 2019، والمدرجة وفقاً للترتيب الأبجدي لأسماء الكتاب: دار الآداب، لبنان - هدى بركات «بريد الليل»، دار الآداب، الأردن - كفى الزعبي، «شمس بيضاء باردة»، منشورات ضفاف، سوريا - شهلا العجيلي «صيف مع العدو»، الكتب خان، مصر - عادل عصمت «الوصايا»، دار الجديد، العراق - إنعام كجه جي «النبيذة»، المركز الثقافي للكتاب، المغرب - محمد المعزوز «بأيّ ذنب رحلَت؟».

مشاركة :