هذا كتاب أكاديمي بكل ما تعنيه الكلمة من دلالات؛ ولذلك لا يُفاجأ القارئ بحرص المؤلف على الحياد على الرغم من اعترافه بأن موضوع كتابه جدلي ساخن - كان وما زال ويبدو أنه مرشح للبقاء أمدًا لا يعلمه إلا الله-. وهذا ما يفسر غلبة المنهج الوصفي على معالجة المسائل المختلفة في الكتاب. ولا شك في أن التخصص العلمي للدكتور آل ربيع في اللغة الفارسية، قد هيًّأه لخوض غمار هذه القضية الشائكة.. فالرجل - كما يقول ويؤكد الكتاب قوله - مطلع بعمق على المصادر الإيرانية اطلاعًا مباشرًا، ولذلك قام بعدة رحلات علمية لجمع الوثائق الفارسية في عدد من الموضوعات ذات الصلة. يجيب الكتاب عن ثلاثة أسئلة محورية، هي: - أين يقيم العرب في إيران في الوقت الحالي؟ - كيف يعيشون رغم المتغيرات المتعلقة بهويتهم؟ - ما أهم المسائل التي تهمهم؟ ويتألف الكتاب من خمسة فصول، تناول أولها عرب الأحواز، والثاني عن عرب بوشهر وهرمزجان، والثالث لخراسان الجنوبية والرضوية، وخصص الفصل الرابع للوجود العربي في محافظات فارس وأصفهان وكرمان... أما الفصل الأخير فيبحث في مسائل اللغة العربية، والنزعات العنصرية بين الطرفين، ابتداء من الفردوسي في الشاهنامة، حتى النظام القائم منذ ثورة الخميني، وتشويه صورة العربي في المناهج الدراسية الإيرانية.. ويشتمل الفصل كذلك على التعريف بأعلام العرب في إيران. وأضاف المؤلف إلى كل فصل ملاحق تضم الخرائط وصور الأشخاص والأماكن وبيانات بأسماء القبائل والعشائر والعائلات العربية في كل محافظة..
مشاركة :