أكدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، رفضها القاطع لـ«تسييس» موضوع إيصال المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا، معتبرةً أن هذا الملف يُستخدم غطاءً لإنجاح ما وصفتها بـ«محاولة الانقلاب». ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» عن المتحدثة باسم الوزارة قولها: «موسكو ترفض بالقطع تسييس موضوع إيصال المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا»، مشيرةً إلى أن إيصال المساعدات يجب أن يجري بما يتوافق مع القوانين الدولية عبر مكتب الأمم المتحدة في كاراكاس. وأضاف: «هذا الملف يتم استخدامه غطاءً للتلاعب بالرأي العام في البلاد وتعبئة القوى المناهضة للحكومة لغرض الانقلاب». في سياق متصل، بحث السفير الروسي لدى فنزويلا فلاديمير زايمسكي، مع نائب رئيس البلاد طارق العيسمي، اليوم، تعزيز التعاون بين البلدين في إطار خطة تهدف إلى نمو وانتعاش وازدهار الاقتصاد. وتعيش فنزويلا اضطرابًا سياسيًّا منذ 23 يناير الماضي، عندما أعلن رئيس البرلمان وزعيم المعارضة خوان جوايدو نفسه رئيسًا انتقاليًّا، مستندًا إلى الدستور، بعدما أعلن البرلمان (الهيئة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة) نيكولاس مادورو مغتصبًا للسلطة؛ بسبب إعادة انتخابه المثيرة للجدل في البلاد وخارجها، فيما تمسك الأخير بسلطته، وتحدث عن محاولة انقلاب تقودها واشنطن تسعى إلى السيطرة على موارد البلاد. واعترفت دول أوروبية كثيرة بـ«جوايدو» رئيسًا؛ هي: «ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا والسويد والنمسا»، وقبل ذلك كان قد حظي باعتراف الولايات المتحدة وكندا وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى؛ وهي: «الأرجنتين وكولومبيا والإكوادور وباراجواي والبرازيل وتشيلي وبنما وكوستاريكا وجواتيمالا»، كما اعترفت به كلٌّ من أستراليا وإسرائيل والمغرب. في المقابل، طمأن الرئيس مادورو أنصاره بأنّ البلاد في طريقها إلى الاستقرار، بعد فشل ما وصفها بـ«محاولة الانقلاب». وقال، في تصريحات لشبكة «يورو نيوز»، اليوم الأربعاء: «ما حدث (منذ يناير الماضي) جنون.. لقد حاولوا اللعب بورقة الانقلاب العسكري ضدي، لكنهم فشلوا.. انتهى الأمر.. يمكنهم (المتظاهرون) البقاء في الشوارع كما يحلو لهم، خلال انقلاب 2002 و2003 كانوا يتظاهرون ثلاث مرات في اليوم»، في إشارةٍ إلى محاولة الانقلاب الفاشلة ضد حكم سلفه هوجو تشافيز في أبريل 2003، التي شهدت عزل الأخير من منصبه لمدة 47 ساعة، قبل أن يسترد السلطة حتى وفاته عام 2013 وهو عام تولي مادورو السلطة. ورفض مادورو دعوات أطلقتها المعارضة لاستقبال أي مساعدات إنسانية، وقال: «من الخطأ تسييس المساعدات الإنسانية، وهو ما تعمل عليه المعارضة.. نحن لدينا الوسائل الكافية لمساعدة أنفسنا». ونفى مادورو وجود «أزمة إنسانية»، معتبرًا أنّ دخول المساعدات يمثل خطوة أولى نحو تدخُّل عسكري للولايات المتحدة، وحالة من الاستعراض السياسي، محمّلًا العقوبات الأمريكية مسؤولية نقص الأدوية والمواد الغذائية. وتُخزن أطنان من الأدوية والمواد الغذائية أو السلع الأساسية، منذ الخميس، في مستودعات بمدينة كوكوتا الكولومبية القريبة من جسر تيينديتاس الحدودي، الذي أغلقه جنود فنزويليون بحاويتين وصهريج. ووافقت البرازيل التي كانت إحدى أوائل البلدان التي اعترفت بخوان جوايدو بعد الولايات المتحدة، على أن تفتح -ابتداءً من الأسبوع المقبل- مركز تخزين ثانيًا في ولاية رورايما الحدودية، حسبما أعلن نائب المعارضة ليستر توليدو، الذي كلفه جوايدو بتنظيم تنسيق المساعدة.
مشاركة :