هل تساءلت كيف هو السجن الذي سيقبع فيه تاجر المخدرات المكسيكي "إل تشابو" بعد صدور الحكم النهائي في حقه؟ إنه "نسخة مطابقة للجحيم" بهذا التعبير وصف أحد الحراس السابقين بالسجن الفدرالي في فلورنس بولاية كولورادو الأمريكية، في تصريح لوسائل إعلام أمريكية. ومن المتوقع أن ينفذ تاجر المخدرات المكسيكي خواكين غوزمان والملقب بـ "إل تشابو" عقوبته بعد انتهاء محاكمته، في هذا السجن حسب ما ذكره خبراء رغم عدم فصل القضاء الأمريكي في الأمر بعد. ويقع السجن الذي يعد من أكثر السجون المحصنة في الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة نائية ذات طبيعة صخرية شبه قاحلة، ويطلق عليه الأمريكيون اسم "سوبر ماكس" أو "الكاتراز الصخري".23 ساعة داخل زنزانة من الاسمنت والألمنيوم. السجن الذي سيمضي فيه بارون المخدرات إل تشابو عقوبته لا يشبه أي سجن من السجون التي دخلها سابقا واستطاع الهروب منها في مناسبتين. اذ بني السجن في موقع محاط بجبال صخرية، وبالتالي فإن السجن يحضى بحماية طبيعية، ويمتاز السجن بمراقبة شديدة من قبل حراس مدججين بالسلاح إضافة إلى تنصيب أبراج مراقبة عالية من كل الجوانب. أما بداخل السجن فإن الوضع موحش أكثر، فالزنزانات التي لا تتعدى مساحتها 8 متر مربع، مُهندسة بطريقة يستحيل معها إيجاد منفذ. فهي مبنية بالإسمنت والألومينيوم، وتتوفر على كرسي ومكتب وسرير كلها مدمجة مع الاسمنت، إضافة إلى مرحاض وحمام. ولعل أصعب ما لا يمكن تحمله هو قلة دخول الضوء في النهار، فالزنزانة لا تتوفر إلا على فتحة صغيرة لا يتعدى قطرها 10 سنتمترات، كما أن الباب الفولاذي للسجن لا يسمح بالتواصل مع أي سجين آخر. ويتم احتجاز السجناء في هذه الزنزانات لقرابة 23 ساعة يوميا. ولإمبراطور المخدرات تاريخ حافل مع الاعتقالات والتمكن من الفرار لاحقا، حيث تم اعتقاله لأول مرة سنة 1993 في غواتيمالا وسُلم للمكسيك حيث أُدين بالسجن لعشرين سنة، لكنه تمكن من الهرب في العام 2001 . كما اعتقل للمرة الثانية سنة 2004 من قبل القوات الخاصة واحتجز في سجن شديد الحراسة خارج ولاية مكسيكو، لكنه فر للمرة الثانية. وكانت المرة الأخيرة التي اعتقل فيها سنة 2016 بعدما حاول الهروب كذلك، قبل أن يتم نقله للمحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية. تتابعون أيضا على يورونيوز: إدانة أكبر قطب للمخدرات بالمكسيك "إل تشابو" في الولايات المتحدة وفاة أحد أكبر زعماء تجارة المخدرات داخل محبسه في المكسيكمن سيكون رفقة إل تشابو في هذا السجن ولعل إل تشابو ليس الاسم الوحيد الأثقل في تاريخ هذا السجن، لان السجن يقبع بداخله أكبر المجرمين وأخطرهم، من بينهم رمزي يوسف، الذي يعد العقل المدبر للاعتداء الأول على مركز التجارة العالمي في العام 1993، إضافة إلى زكرياء موساوي، الفرنسي الذي أدين لعلاقته بهجومات 11 سبتمبر/أيول، وجوخار تصرنيف الذي حكم عليه بالاعدام لتنفيذه الهجوم الارهابي في مارتون بوستن خلال العام 2013.
مشاركة :