أبوظبي: محمد علاء تواصلت، أمس الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، فعاليات الدورة السابعة ل«مهرجان الوحدات المساندة للرماية»، التي تقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في ميادين الريف بأبوظبي، تحت شعار «عام التسامح»، بحضور اللواء الركن عبدالله مهير الكتبي، قائد الوحدات المساندة، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، الذي قام بجولة في أرجاء المهرجان إلى جانب عدد من كبار ضباط وقادة الوحدات المساندة، وسط حضور كثيف من الجمهور من مختلف الفئات العمرية.بدأت الفعاليات بالسلام الوطني، ثم عرض الموسيقى العسكرية للقوات المسلحة، تلاه عرض «مجموعة الفرسان»، الذين يحملون علم الدولة، وأعلام القوات المسلحة؛ وقيادة الوحدات المساندة؛ والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، ثم عرض رماية المدفع؛ حيث تمت الاستعانة بمدفعين خُصصا للمراسم. فرقة الخيالة ثم شاركت «فرقة الخيالة» التابعة لقيادة الوحدات المساندة والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، بعدد من العروض المتنوعة، أثارت حماسة وإعجاب الجمهور، الذين تفاعلوا معها.وأعقب ذلك، عرض «نادي أبوظبي للصقارين»؛ من خلال «الصيد بالتلواح»، إحدى الرياضات التراثية، التي تحظى باهتمام الجمهور، وظهرت- خلال العرض- طفلة صغيرة من المواهب الواعدة ب«نادي أبوظبي للصقارين»، أطلقت الطير بكل شجاعة، ليحوم مرات عدة، قبل أن ينقض على فريسته بكل مهارة، ألهبت حماس الجميع، وخطفت تصفيقاً حاداً. وقت قياسي وقال العميد حسن القايدي، رئيس اللجنة الإدارية في «مهرجان الوحدات المساندة السابع للرماية»،: «إن اللجنة تؤدي دوراً رئيسياً في فعاليات المهرجان، لاسيما في ظل ما اكتسبته من خبرة، خلال الدورات السابقة، وقد استطاعت خلال الدورة الحالية، تنفيذ المهام المنوطة بها؛ من تحضير وتجهيز متطلبات المهرجان، خلال وقت قياسي؛ وذلك تماشياً مع سياسة قيادة الوحدات، التي رسمتها؛ كي ننجز كل المهام المحددة في أسرع وقت ممكن من دون أي تأخير». وأضاف: «إن فريق اللجنة، يضم عدداً من الضباط، كل واحد منهم كُلف بمهمة محددة، وقد شكلوا فيما بينهم ما يشبه خلية النحل، وأدى أعضاء الفريق أدوارهم باحترافية شديدة، من دون أي عائق يذكر». تجهيز الميادين وأوضح، أنه في بداية العمل، يقع على عاتق اللجنة إنشاء وتجهيز ميادين الرماية وصيانتها، والتعاقد مع الشركات المتخصصة في هذا المجال، إضافة إلى الشركات المعنية بتنفيذ البنية التحتية للمهرجان، والخاصة برصف الطرق الداخلية والخارجية المؤدية إلى ميادين الريف للرماية، مع وضع اللوحات الإرشادية للجمهور، وكذلك إنشاء القرية التراثية، المُعبرة عن ماضي الآباء والأجداد؛ لإتاحة الفرصة لأصحاب المهن، ولذوي الدخل المحدود؛ للمشاركة في هذه الفعاليات. وأضاف القايدي: «بالتنسيق مع لجنة التسويق، تم التعاقد مع شركة؛ لتنظيف المساحات الداخلية والخارجية، إلى جانب توفير مولدات كهربائية، ودورات مياه جاهزة عن طريق الأشغال العسكرية، علاوة على ذلك، تم التنسيق مع الشرطة العسكرية، وشرطة أبوظبي؛ لتوفير أفراد للسيطرة، لمتابعة المداخل والمخارج بشكل منظم»، لافتاً إلى أن «ساحل الخدمات الطبية» لهم دور كبير ومهم في توفير الخدمات، وتقديم العلاج في حالة وقوع أي طارئ. وتابع: إن «من ضمن مهمتنا تجهيز قاعة كبار الشخصيات في موقع المهرجان، والإشراف على المنصة الرئيسية، والضيافة العامة لكبار الضيوف؛ من خلال التنسيق مع نادي ضباط القوات المسلحة». دوريات الأطفال وقدمت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، عرضاً تثقيفياً، نال إعجاب الحضور، قدمته مديرية الطوارئ والسلامة، وهو عبارة عن ثلاث مركبات صغيرة الحجم بألوان مختلفة، مخصصة للأطفال فقط، الأولى باللونين الأبيض والأزرق، مخصصة للإنقاذ، والثانية باللون الأصفر مخصصة للإطفاء، والثالثة (أبيض وأحمر) مخصصة للإسعاف، وهذه المركبات مزودة بتجهيزات مختلفة؛ مثل: الخوذ وملابس إطفاء وإنقاذ وإسعاف تناسب الأطفال؛ وذلك بهدف توعيتهم بكيفية التعامل مع الحوادث الطارئة، في حالة كانت هناك أي مشكلة، واحتاجوا إلى التعامل مباشرة معها، وكذلك حتى تكون لديهم دراية بطبيعة عمل رجال الشرطة والإسعاف والدفاع المدني، ما يزيد من حبهم واحترامهم لأصحاب هذه المهن، الذين يواجهون تحديات كبرى في عملهم. تجربة حية وحرص ممثلو مديرية الطوارئ والسلامة بالقيادة العامة لشرطة دبي وأبوظبي على تنفيذ تجربة حية لأطفال شاركوا في العرض من بين أفراد الجمهور، ما زاد من تفاعل الحاضرين، ومن قيمة الاستفادة بالعرض.وشملت أيضاً فعاليات اليوم الثاني للمهرجان، عرضاً للفرقة الحربية (فرقة بن عايش).كما تواصلت فعاليات المعرض المصاحب للمهرجان، وقرية التراث والشركات العارضة خلال الفترة المسائية، وقد شهدت إقبالاً واسعاً من زوار المهرجان من مختلف أطياف المجتمع، خصوصاً من كبار المواطنين والشباب والأطفال، في مشهد يجسّد أحد أبرز أهداف المهرجان في ربط الماضي والحاضر مع المستقبل، وتعريف النشء إلى تراثهم. التارجت اسبرنت واستطاع زوار المهرجان تجربة رماية فئة «التارجت اسبرنت»؛ حيث تعد الأولى من نوعها في الإمارات، والوطن العربي، تبدأ بسباق الجري ثلاث جولات لمسافة 400 متر ثم بعد ذلك يتم حمل السلاح والتصويب نحو الهدف، فهي رياضة تجمع بين السرعة والدقة؛ بهدف التسلية والمتعة، وقد لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور بمختلف فئاته، الذين تسابقوا نحو تحقيق أعلى النقاط. القوس والسهم وضمن أسلحة التجارب تعرف وتسابق الزوار إلى فئة رماية القوس والسهم، وكيفية التصويب، وتحقيق ثبات اليد مع الدقة والسرعة في تحديد الهدف، وقال المقدم علي عبدالله: «إن القوس والسهم من رياضات الرماية، التي يصوب فيها اللاعب على قرص مقسم إلى خمس حلقات مختلفة الألوان؛ لكن بترتيب معين من الخارج إلى الداخل (أبيض - أسود - أزرق - أحمر - أصفر)، وتتدرج النقاط من 1 إلى 10 باختلاف لون ومنطقة الحلقة، فإذا رُمي السهم في الحلقة البيضاء، يكون الرامي قد سجل هدفاً، أما إذا صوب في الحلقة الصفراء، فيكون قد حقق 10 أهداف وهكذا». الناقلة ظبيان عرضت القوات المسلحة في أرجاء المهرجان إحدى ناقلاتها، التي تُسمى «ظبيان»؛ حيث تتضمن مواصفاتها الفنية حمل 11 فرداً، ويبلغ وزنها 12 طناً، ووزنها الصافي 10.9 طن، وتبلغ أبعادها لأقصى طول 5279 مم، وأقصى ارتفاع 2460 مم، وأقصى عرض 2820، ويبلغ ارتفاع الناقلة عن الأرض 432 مم. مدفع «م 109» وعرضت القوات المسلحة أيضاً مدفع م 109 (155ملم) وهو (مدفع مجنزر محمول على آلية مجنزرة، يتمتع بكفاءة عالية، أمريكي الصنع، ويمكن نقله جواً كما أن له مقدرة برمائية، ويستطيع حمل 6 أفراد، ويبلغ ارتفاعه من 50 إلى 950 ملز والانحراف 3200 ملز، ويتضمن نظاماً هيدروليكياً للارتفاع والانحراف، وهو مزود بنظام يدوي عند فشل الهيدروليك، كما أنه مصفح بشكل جيد ضد الأسلحة الخفيفة والشظايا المتناثرة، ومتعدد الحشوات والقذائف، ومزود بجهاز ضد الضربات الكيماوية). ألعاب الأطفال من خلال التجول في أرجاء «مهرجان الرماية» الفسيح يتراءى الأطفال، وهم يلعبون بتركيز؛ حيث يصعدون إلى أعلى الألعاب، التي تشبه الجبل؛ إذ تنمي هذه الألعاب مهاراتهم، وتعلمهم المثابرة والصبر على تحقيق النجاح؛ من خلال خطوات مرتبة بشكل دقيق، ويتم توثيقهم بالحبال؛ لضمان سلامتهم إذا وقعوا خلال عملية الصعود، كما يتلقى الأطفال كافة أوجه الدعم؛ من خلال المنظمين، الذين حرصوا على توفير موجهين ومرشدين يتعاملون معهم، ويشرحون لهم كافة الجوانب.وأمضى الأطفال وقتاً طويلاً بالتعرف إلى مهارات متنوعة، وحرف متخصصة من الإمارات؛ حيث إن جولة قصيرة في الأرجاء تنقلهم إلى ثقافات كثيرة، وتطلعهم على صناعات متفردة؛ حيث استمتعوا وشاركوا بأجواء الطهي، وتصنيف التمور، وورش الأشغال اليدوية والتراثية. توثيق تاريخ الرماية يستعرض مركز المتحف والتاريخ العسكري، عبر منصته في المعرض الرئيسي المصاحب ل«مهرجان الوحدات المساندة للرماية» في دورته السابعة، التاريخ العسكري للقوات المسلحة الإماراتية؛ من خلال نماذج مقتنيات المتحف.وقال العقيد الدكتور سعيد حمد الكلباني مدير المتحف: «إن المركز يحرص سنوياً على المشاركة في مهرجان الوحدات المساندة للرماية، لما له من أهمية كبيرة في تعريف رواد المهرجان إلى التاريخ العسكري لدولة الإمارات بشكل عام، وتاريخ الرماية على وجه الخصوص».وأضاف: إن المركز يعرض في جناحه جوانب مختلفة؛ منها: كراسات ووضعيات الرماية، وتاريخ المسابقات، والكؤوس التي تم الفوز بها، كما نعرض تاريخ قادتنا في هذا المجال العظيم، سواء المتعلق بمسابقات الرماية، أو بقيامهم بتوزيع الكؤوس على الفائزين؛ بل والمشاركة بأنفسهم في بعض المسابقات، وقيامهم بالرماية ببعض الأسلحة.وأكد أن قادة الدولة دأبوا على المشاركة في هذه الفعاليات، التي تعكس تراث الدولة، وعلى رأسهم الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن بعده قادة الدولة. رياضة أصيلة وأشار الكلباني إلى أن الرماية رياضة أصيلة ومهمة، خصوصاً للعسكريين؛ إذ تعد من أساسيات تأهيل أفراد القوات المسلحة، لافتاً إلى أن هناك أنواعاً مختلفة من الأسلحة، ونحن- من خلال المعرض- نحاول شرح التسلسل التاريخي لتلك الأسلحة من منطلق دورنا في إبراز التاريخ العسكري بشكل عام، وتاريخ الرماية بشكل خاص. وأوضح: إن مهمة المتحف تتمثل كذلك في المحافظة على التراث العسكري لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحماية الهوية الوطنية؛ من خلال المحافظة على الوثائق والسجلات العسكرية القديمة، والمحافظة على المباني الأثرية والتاريخية القديمة، العائدة للقوات المسلحة الإماراتية، وجمع وتوثيق وحفظ ودراسة القطع والمقتنيات المتحفية، المرتبطة بالتراث العسكري للقوات المسلحة؛ ليكون المتحف مصدراً مهماً للباحثين والعلماء في مجال التاريخ العسكري، وداعماً للبحث العلمي. برامج تعليمية كما يعمل المتحف على طرح برامج تعليمية وتثقيفية، وإقامة المعارض المختلفة، وتنظيم الاحتفالات في المناسبات المهمة ذات الصلة بالتراث العسكري، ويعمل كذلك في المحافظة على موروث القوات المسلحة، وضمان حق الأجيال في الاطلاع على المكتسبات، وتزويد القادة والباحثين بمصادر المعلومات حول الأنشطة والأحداث السابقة، واستقبال رؤساء وقادة الدول، والقادة العسكريين، وكبار الشخصيات والمدنيين من داخل الدولة وخارجها، وتعريفهم إلى تاريخ القوات المسلحة، ومراحل تطورها. التصويب نحو الهدف وطرح مركز المتحف والتاريخ العسكري- من خلال جناحه- نبذة عن تاريخ الرماية، أفاد فيها بأنها رياضة تعني التصويب نحو الهدف، وهذه الرياضة تعد فناً ارتبط بتاريخ الإنسان، وبقائه منذ القدم؛ إذ استخدم الإنسان في البداية أدوات بدائية؛ مثل: العصا والسهام ذات الرؤوس المدببة الحجرية؛ للدفاع عن النفس؛ وللصيد لتأمين احتياجاته من الطعام، وفي العصر الحديدي، استخدم الحديد؛ لصناعة أدوات الرمي، مثل: الخناجر والسيوف والسكاكين، أما في العصور الوسطى، فقد استخدم المنجنيق، وتوالت بعد ذلك عمليات التطوير في استخدام أدوات الرمي. وشرح المركز، أن المسلمين اهتموا بالرماية اهتماماً كبيراً كجزء من الإعداد المادي والمعنوي في الإسلام، وأخذ المسلمون الأوائل على عاتقهم تعليم الرماية، وحث الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم- على تعلم الفروسية والرماية، واعتبر أن القوة الأهم تكون في الرمي.
مشاركة :