صحيفة المرصد :يوما بعد يوم تتكشف جوانب خفية في قضية حجب جامعة أم القرى لدرجة الدكتوراه عن سعيد السريحي، بعد أن منحها من كلية اللغة العربية بتقدير جيد جدا. وبحسب الوثائق التي تنشر للمرة الأولى، فإن القضية تسير في مسار تصاعدي نحو إدارة الجامعة، بعد أن حصلت الصحيفة على خطاب موقع من قبل مديرها آنذاك الدكتور راشد الراجح برقم 10/4/1630 وتاريخ 13 صفر 1408 يرفض فيه الموافقة على قرار اتخذه مجلس كلية اللغة العربية في محضره الثاني بتاريخ 23 محرم 1408 بالموافقة على مناقشة السريحي. ووفقا لصحيفة مكة شدد خطاب الراجح على إيقاف المناقشة حتى تتضح حقيقة التهم الموجهة نحو الرسالة، كما نص خطاب مدير الجامعة على رفض استقدام المشرف السابق على الرسالة الدكتور لطفي عبدالبديع، بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة. كما اشتمل القرار على مبررات الإيقاف والتي جاءت بناء على تقرير أرسل للمدير من قبل الدكتور محمد هدارة، وأبرزها: تجاهل الطالب للملاحظات التي كتبها المناقش هدارة. وأن عنوان البحث ليس دقيقا، إضافة إلى التهجم على التراث النقدي والبلاغي، وانتقاص قدر أعلامه، والتهجم على الباحثين المحدثين الذين تتعارض آراؤهم الأدبية والنقدية مع وجهات نظر الباحث، كما أن الطالب أجرى تعديلات شكلية فقط. وأكد الراجح في خطابه على أن مبررات إيقاف المناقشة تعد في عهدة الراوي، إن صحت. ومن جهته أكد السريحي على حزنه بتفريط الجامعة في القيم العلمية يقول: لا يخفف حزني على جامعتي التي فرّطت في القيم العلمية إلا هذا الوعي الذي أراه يقف وراء إثارة القضية الآن . وعن ملابسات الخطاب أجاب السريحي : قرر مجلس الدراسات العليا بناء على قرار مجلس كلية اللغة العربية تعيين مناقشين لرسالتي هما مصطفى الجويني ومصطفى عبدالواحد وبلغت بذلك ومرت الأيام في انتظار المناقشة، إلا أن مدير الجامعة وكما وصل لي أرسل خطابا للعميد الدكتور عليان الحازمي يطلب فيه تغيير أحد المشرفين وهو مصطفى الجويني ولا أعرف تفسيرا منطقيا للذي حصل غير أنه راج في تلك الأيام أنهم يبحثون لي عن مناقشين أكثر حرصا من غيرهم، لم يشكل لي ذلك عبئا، وأبلغت بأن الذي اختاروه بديلا للجويني هو محمد هدارة رحمه الله. واستجابة لهذا القرار أرسلت كلية اللغة العربية رسالتي لهدارة وحددوا موعدا للمناقشة، إلا أن هدارة طلب تعديلات على الرسالة قبل موعد المناقشة بعدة أيام، ولذلك لم تتم. ويتابع السريحي حدد موعد آخر وصدق في محضر الكلية إلا أنه وكما بلغتني الكلية تم تأجيله بناء على خطاب من مدير الجامعة يرفض فيه قرار المناقشة، وبعد عدة تأجيلات وقرارات ومواقف قررت كلية اللغة العربية أن تحيل رسالتي إلى مناقشين حياديين لتتأكد من صحة ما يدار حولها. فحولت للدكتور محمود فياض وإبراهيم حاردلو، وقيل لي وقتها بأن تقاريرهما كانت إيجابية وأوصيا بأن تناقش، وأظن بناء عليها تمت مناقشتي. الألمعي: أفقدتموني حصرية التسجيل فهاكم الصور شاهد جديد يظهر في قضية حجب الدكتوراه عن سعيد السريحي من جامعة أم القرى قبل 28 عاما، لكن الشاهد هذه المرة ليس من منسوبي الجامعة أو الوسط الأكاديمي، وإنما مثقف وشاعر من جيل الثمانينات. كان الشاهد يمارس العمل الصحفي الثقافي في عام 1408، وحين دعاه السريحي لحضور المناقشة بحكم التقاطع الأدبي بينهما، أجاب محمد زايد الألمعي الدعوة، وحمل مسجله الصغير وكاميرا التحميض، واتجه صوب الجامعة، ووثق كل ما جرى في تلك الليلة الرمضانية بالصوت والصورة. 3 عقود مضت، والألمعي موقن بأنه يحمل كنزا لا يقدر بثمن، إذ إنه يوثق لمرحلة فكرية مهمة، وتجاذبات شاعت حينها بين تيار الصحوة الإسلامية الصاعد، وجيل مثقفي الثمانينات. تم الحصول على وثيقة تاريخية أخرى، تمثلت في خطاب وجهه آنذاك المشرف على رسالة السريحي الدكتور حسن باجودة لوزير التعليم العالي بالنيابة الدكتور عبدالعزيز الخويطر -رحمه الله- بتاريخ 6-4-1408 مطالبا فيه بتدارك قرار مجلس الجامعة الذي أقر فيه منع درجة الدكتوراه عن السريحي. وحذر باجودة من مغبة القرار الذي وقع عليه الوزير، وأنه مدمر لموهبة باحث وطالب متميز في جامعة أم القرى، شارحا ملابسات القضية، وشاهدا على نقاء الرسالة من تهمة المساس بالتراث الإسلامي والعقيدة. وأضاف باجودة أن رسالة السريحي ارتفعت لمكانة من الصعب أن تصل لها باقي الرسائل في المملكة. بعد أن أوكلت إليه مهمة مناقشة رسالة السريحي عن الشعراء المحدثين في العصر العباسي وفق المناهج النقدية الحديثة، اعترف الدكتور مصطفى عبدالواحد بأنه بحكم تخصصه في الأدب القديم لم يكن ملما بالنظريات النقدية الحديثة كالبنيوية وغيرها، إلا أنه أمضى أربعة أشهر قرأ خلالها عشرات الكتب عن تلك النظريات، وقرأ ديوان أبي تمام أربع مرات. وعن سؤاله ما إذا كان السبب هو ما يتهم به من عدم الإلمام، كما هو حال المشرف السابق الدكتور لطفي عبدالبديع المستبعد من قبل الجامعة، قال بالطبع، فتخصصي في الأدب القديم، وكان لابد أن أعرف المداخل والمخارج للوقوف على أخطاء الرسالة، ونحن لا نتعلم شيئا إلا بالقراءة والتفحص والتذوق، وإلا ما كنت رددت على السريحي وناقشته. هدارة يوجه حديثه إلى السريحي
مشاركة :