حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس السبت من أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب، يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران في هذا البلد.وبات مقاتلو داعش محاصرين في مساحة صغيرة جدا في شرق سوريا ومن المتوقع إعلان القضاء عليهم قريبا.وبعد هزيمة التنظيم من المتوقع أن تبدأ القوات الامريكية الانسحاب من سوريا بعد إعلان الرئيس الأمريكي في ديسمبر عن سحب نحو الفي جندي. وتؤكد واشنطن أنها ستحتفظ بوجود لها في المنطقة مع تعهد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مواصلة القتال. وقال بنس إن «الولايات المتحدة ستستمر بالعمل مع حلفائها على ملاحقة بقايا داعش أينما ظهرت رؤوسهم القذرة». لكن واشنطن تسعى لإقناع الحلفاء بالبقاء في سوريا بعد انسحابها، وقد حذرت ميركل من مخاطر أن يترك ذلك فراغا في المنطقة.وقالت ميركل ردا على سؤال في مؤتمر ميونيخ للأمن: «هل هي فكرة جيدة للأمريكيين الانسحاب فجأة وبسرعة من سوريا؟ ألن يعزز ذلك قدرة روسيا وإيران على ممارسة نفوذهما؟».وتعهد وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان الجمعة استمرار تقديم الدعم في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تساؤلات الحلفاء حول كيفية تحقيق الولايات المتحدة ذلك عند انسحاب قواتها ما تزال مطروحة.وأكد وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز أن الولايات المتحدة أبلغت شركاءها في التحالف الدولي أن قواتها ستغادر سوريا «خلال أسابيع بدلاً من أشهر».فاجأ هذا القرار الحلفاء، بينهم فرنسا التي تنشر 1200 عنصر في المنطقة مع سلاح مدفعية في حين تتولى قواتها تدريب الجيش العراقي.وتساءل وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان عن السبب الذي يدفع بالولايات المتحدة لخلق فراغ في سوريا قد يفيد عدوتها إيران، معتبرًا أن المقاربة «غامضة». ولم تلقَ الولايات المتحدة دعمًا لخطتها الإبقاء على قوات للمراقبة في شمال شرق سوريا لدى انسحابها، بهدف ضمان أمن المقاتلين الأكراد السوريين.وانتقد مصدر حكومي فرنسي خطوة إدارة ترامب بالقول إنها معادلة «نحن راحلون، أنتم باقون».وأضاف المصدر «يحاول (الأمريكيون) التعاطي مع نتائج قرار متسرع، ويجبروننا على تحمل المسؤولية»، متابعًا أن المشاركين في التحالف كانوا موحدين في رفضهم فكرة البقاء في سوريا بعد مغادرة الولايات المتحدة.
مشاركة :