ميركل: الانسحاب الأمريكي من سوريا يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران

  • 2/17/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ميونيخ (ألمانيا) – الوكالات: حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس السبت من أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران في هذا البلد. يأتي ذلك فيما أعربت واشنطن وقوى أوروبية عن مواقف متباينة بشكل كبير بشأن قضايا تبدأ بالأمن في الشرق الأوسط وصولا إلى التجارة، ما يكشف التصدعات العميقة بين ضفتي الأطلسي في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأعرب قادة أوروبيون على رأسهم ميركل خلال مؤتمر الأمن الدولي المستمر ثلاثة أيام في ميونيخ عن استيائهم من سلسلة قرارات أصدرها ترامب واعتبرت معادية لحلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي. وفي لحظة سادها إرباك يوم الجمعة، قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إنه يحمل معه تحياته من ترامب، لكن ذلك قابله الحاضرون بصمت مطبق في قاعة امتلأت بالقادة والوزراء والجنرالات. واعتبرت ميركل أن توجه واشنطن لإعلان أن عمليات استيراد السيارات الأوروبية تشكل «تهديدا للأمن القومي» هو أمر «يثير الرعب». وترك إعلان ترامب بالتحديد أنه سيسحب القوات الأمريكية قريبا من سوريا، حلفاء واشنطن يتساءلون عن كيفية تصديهم لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار هناك. وقالت ميركل ردا على سؤال في مؤتمر ميونيخ للأمن: «هل هي فكرة جيدة للأمريكيين الانسحاب فجأة وبسرعة من سوريا؟ ألن يعزز ذلك قدرة روسيا وإيران على ممارسة نفوذهما؟». وفي هذا السياق، تساءل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان -الذي تنشر بلاده نحو 1200 جندي في المنطقة- عن السبب الذي يدفع الولايات المتحدة إلى خلق فراغ في سوريا قد يفيد عدوتها إيران، معتبرا أن المقاربة «غامضة». وانتقد مصدر في الحكومة الفرنسية خطوة إدارة ترامب بالقول إنها معادلة «نحن راحلون، أنتم باقون». وأضاف: «يحاولون التعامل مع تداعيات قرار متسرع ويجعلوننا نحن نتحمل المسؤولية». وفي خطابه الرئيسي أمس السبت، قدم بنس نصيحة حازمة للدول الأوروبية وغيرها. وشدد على تبرير ما أعلنته واشنطن لجهة أن إيران تخطط لـ«محرقة» جديدة، ودعا القوى الأوروبية إلى إلغاء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع طهران والذي أعلن ترامب انسحاب بلاده منه العام الماضي. وانتقد كذلك قرار فرنسا وألمانيا وبريطانيا السماح للشركات الأوروبية بمواصلة عملياتها التجارية في إيران رغم العقوبات الأمريكية. في المقابل، أكدت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني يوم الجمعة أن التكتل عازم على المحافظة على «التطبيق الكامل» للاتفاق، مشددة على ضرورة ذلك من أجل أمن أوروبا. وشدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على أنه من دون الاتفاق «لن تكون المنطقة في أمان، وسنكون في الواقع أقرب إلى احتمال اندلاع مواجهة مفتوحة». وأشاد بنس ببعض أعضاء حلف شمال الأطلسي لزيادتهم إنفاقهم الدفاعي، لكنه ذكّر آخرين بأن مساهماتهم لا تزال دون الهدف المحدد عند 2% من إجمالي الناتج الداخلي. وشدد كذلك على المعارضة الأمريكية القوية لخط أنابيب الغاز «نورد ستريم2» الروسي الألماني الذي يجري بناؤه والذي رأى ترامب أنه يجعل أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي «رهينة» لروسيا. وانتقد كذلك صفقات شراء الأسلحة التي ينوي أعضاء في الأطلسي إبرامها مع «أعدائنا»، في إشارة بحسب وسائل إعلام روسية إلى اتفاق مرتقب بين موسكو وأنقرة. وفيما يتعلق بفنزويلا التي تشهد أزمة، دعا دول الاتحاد الأوروبي الـ28 إلى الاعتراف بزعيم المعارضة خوان غوايدو باعتباره «الرئيس الشرعي الوحيد». وقال: «بإمكان العالم القديم مرة أخرى اتخاذ مواقف داعمة للحرية في العالم الجديد». لكن ميركل التي أطلق عليها في بعض الأحيان زعيمة العالم الحر صعدت لهجتها في آخر ولاية لها كمستشارة والتي تنتهي في 2021. وعلى صعيد النزاع التجاري، أصرت على أنه في ألمانيا «نحن فخورون بسياراتنا»، موضحة أن أكبر مصنع لعلامة «بي إم دبليو» الفخمة ليس في بافاريا بل في كارولاينا الجنوبية حيث يتم تصدير السيارات إلى الصين. وقالت: «كل ما يمكنني قوله هو أنه سيكون أمرا جيدا أن نعاود المحادثات بعضنا مع بعض». وفيما يتعلق بـ«نورد ستريم2»، أكدت ميركل أن أوروبا تشتري الغاز الروسي عبر أنابيب أخرى، مشيرة إلى أن المصدر هو «غاز روسي بغض النظر عن مسألة إن كان يأتي عبر أوكرانيا أو عبر بحر البلطيق». وأشارت إلى أن على الغرب مواصلة الحوار مع روسيا رغم النزاع الأوكراني وغيره من الخلافات العميقة. وحذرت ميركل من تراجع التعاون المتعدد الطرف للتعامل مع المشكلات العالمية، مؤكدة: «علينا بكل بساطة ألا نطيح به».

مشاركة :